القوات النظامية لا توقف حملتها على وادي بردى

  • 1/25/2017
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت القوات الحكومية السورية أمس هجومها في منطقة وادي بردى في الريف الشمالي الغربي لدمشق، في وقت استمرت المواجهات بينها وبين تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي وفي مدينة دير الزور في شرق البلاد. وأشار»المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إلى أن منطقة وادي بردى تشهد «انفجارات عنيفة» ناجمة عن قصف مدفعي وصاروخي على قرية عين الفيجة ومناطق أخرى في الوادي، بالتزامن مع بدء القوات النظامية محاولة جديدة للتقدم في المنطقة بمساعدة «حزب الله» اللبناني ومسلحين موالين للحكومة السورية، متحدثاً عن «اشتباكات عنيفة» بين الأطراف المشاركة في الهجوم وبين الفصائل المقاتلة والإسلامية. وأوضح أن القوات النظامية تسعى تحديداً إلى تحقيق تقدّم في منطقة عين الفيجة. وذكر «المرصد» أن تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً في وادي بردى لا يزال معرقلاً «نتيجة سعي النظام إلى إنهاء قضية وادي بردى وقضية القلمون الغربي وجروده في وقت واحد»، مشيراً إلى أن «القائمين على وادي بردى» يسعون في المقابل إلى «قطع الطريق على النظام وعدم السماح له بربط قضية الوادي بالقلمون الغربي». واعتبر «المرصد» أن هذا التطور في موقف الحكومة ناتج عن «الضغوط» التي يمارسها «حزب الله» المشارك في العملية العسكرية، و «الذي يتواجد بكثافة في منطقة القلمون المحاذية للحدود السورية– اللبنانية». وعطّلت العملية العسكرية التي يقوم بها النظام و «حزب الله» في وادي بردى عملية إمداد العاصمة دمشق بالمياه منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، علماً أن معظم المياه التي تصل دمشق تأتي من منشآت في الوادي الاستراتيجي الذي يوصف بأنه «خزان مياه دمشق». وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات آستانة أمس الثلثاء، إن القوات الحكومية ستواصل هجومها في وادي بردى طالما ظلت العاصمة محرومة من المياه. وتقول الحكومة إن فصيل «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) موجود في وادي بردى، ولذلك فإن المنطقة مستثناة من وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية العام الماضي والذي لا يشمل «النصرة» و «داعش». وفي محافظة حماة (وسط)، أشار «المرصد» إلى تنفيذ طائرات حربية غارات على ناحية عقيربات وقرية حمادة عمر بريف حماة الشرقي، ما أدى إلى أضرار مادية، بعد يوم واحد من شن الطائرات الحربية ما لا يقل عن 15 غارة على قرية حمادة عمر. وفي محافظة حمص المجاورة، أفاد «المرصد» بأن القوات النظامية استهدفت بصواريخ موجهة آليات لتنظيم «داعش» في الأطراف الشمالية من منطقة «التيفور» بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى إعطابها، بينما نفذت طائرات حربية غارات على قريتي مسعدة ومزين البقر ومحيط مطار التيفور ومحيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي. وجاءت هذه الغارات في وقت استمرت الاشتباكات «بوتيرة عنيفة» بين «داعش» والقوات النظامية والمسلحين الموالين إثر هجوم جديد شنّه الطرف الأخير على المنطقة الواقعة بين منطقة مطار «التيفور» العسكري والطريق الذي يصل إلى مفرق القريتين وريف حمص الجنوبي الشرقي. أما في محافظة دير الزور (شرق البلاد)، فقد أفاد «المرصد» بوقوع تبادل للقصف بين «داعش» والقوات الحكومية في محيط مطار دير الزور العسكري من الجهة الغربية ومحيط دوار البانوراما بجنوب مدينة دير الزور، «بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية أكثر من 10 غارات على أحياء بمدينة دير الزور وأماكن في منطقتي البانوراما والمقابر». واشار أيضاً إلى غارات جوية على قريتي الجفرة والمريعية الواقعتين قرب المطار العسكري، وبلدة موحسن بريف دير الزور الشرقي، في حين استهدف «داعش» بقذائف صاروخية أحياء هرابش والجورة والقصور التي تسيطر عليها القوات النظامية في مدينة دير الزور. وفي محافظة حلب (شمال)، أفاد «المرصد» بأن تنظيم «داعش» استهدف بصاروخ حراري دبابة للقوات النظامية في منطقة دريهم شرق بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى إعطابها وسقوط خسائر بشرية في صفوف عناصرها. في غضون ذلك، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش لوكالة «الأناضول» إن تركيا لم تنفذ عملية «درع الفرات» أو العملية الجارية حالياً في مدينة الباب (ريف حلب الشرقي) من أجل تسليم المناطق التي يتم طرد تنظيم «داعش» منها إلى القوات النظامية السورية التي تتقدم حالياً نحو الباب، المعقل الحضري الأخير لـ «داعش» في ريف حلب. وتحاول القوات التركية وفصائل «درع الفرات» منذ أسابيع اقتحام الباب، لكنها تلقى مقاومة شرسة من «داعش». واستغلت القوات الحكومية السورية فشل الأتراك وحلفائهم في السيطرة على الباب للتقدم نحوها من ريفيها الغربي والجنوبي. وقال قورتولموش لـ «الأناضول» إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يقدم دعماً كافياً للعملية التركية للسيطرة على الباب. وجاء الكلام التركي بعد يوم من نفي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها قامت بالتنسيق مع روسيا بشأن ضربات جوية قرب الباب. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الروسي حصل يوم 22 كانون الثاني (يناير) على إحداثيات أهداف تابعة لـ «داعش» قرب الباب من «الجانب الأميركي» في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم المتشدد. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها «نتيجة لهذه العملية المشتركة فإنه جرى تدمير عدد من مستودعات الذخيرة.. وكذلك منطقة يتجمع فيها مقاتلو الجماعة المتشددة ومعهم عتادهم». ونفى البنتاغون ذلك، وقال الناطق باسمه إيريك باهون: «وزارة الدفاع لا تنسق الضربات الجوية في سورية مع الجيش الروسي». إلى ذلك (أ ف ب)، أكد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الثلثاء أنه أرسل إلى سورية جنوداً شيشانيين في إطار كتيبة الشرطة العسكرية التي نشرتها روسيا لتأمين حلب، وهو ما كان نفاه في وقت سابق. وكتب قاديروف على «إنستغرام» معلقاً على الزيارة التي قام بها مسؤولون شيشان لدمشق وحلب، أنهم «زاروا كتيبة الشرطة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والتي التحق بها جنود شبان من الشيشان». وأضاف أن «المقاتلين رووا بفخر، شرف أن يكونوا في خدمة السلام والنظام في مدينة حلب، وحماية السكان المدنيين من الإرهابيين». وفي أواخر كانون الأول (ديسمبر)، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو غداة استعادة الجيش السوري مدينة حلب، نشر ما بين 300 و400 جندي روسي من أجل «الحفاظ على النظام» و «وضع أسس جهاز شرطة في المدينة المحررة». ولم يوضح قديروف عدد الشيشانيين الذين تم دمجهم في تلك الكتيبة، لكنه كان نفى على الدوام مشاركة جنود جمهورية الشيشان المضطربة في النزاع السوري. وفي أوائل كانون الأول (ديسمبر)، كانت وسائل اعلام روسية أعلنت إرسال كتائب من الشيشان في إطار الشرطة العسكرية لتأمين أحياء حلب التي تمت استعادتها من أيدي فصائل المعارضة، لكن قديروف نفى تلك المعلومات. وبحسب خبراء، قد يسمح وجود جنود شيشانيين من المسلمين السنّة في حلب، بطمأنة السكان السنّة، في وقت تقاتل مجموعات شيعية جنباً إلى جنب مع قوات النظام.

مشاركة :