الأخطاء العسكرية تؤخر رهان الحسم السريع لمعركة الموصل

  • 1/25/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الضربات الجوية أفقدت التنظيم الكثير من قدراته العسكرية، وفقد الجزء الأكبر من قوته العسكرية”، وأضاف أن “الخطة العسكرية التي وضعت من قبل قيادة العمليات المشتركة لتحرير الجانب الغربي، ستكون مفاجئة”. وتحاصر القوات العراقية الجانب الغربي من مدينة الموصل من أربع جهات بعد إحكامها السيطرة على غالبية أحياء الجانب الشرقي للموصل. يذهب اللواء نجم الجبوري، قائد المحور الشمالي لعمليات “قادمون يا نينوى”، في نفس الاتجاه، حيث توقع سرعة تحرير الموصل مع عزم الجانب الأميركي على إنهاء حقبة داعش في المدينة العراقية مع بدء عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب. وأكد الجبوري أن “التحالف الدولي كثف خلال الأسابيع الأخيرة من غاراته الجوية على مواقع تنظيم داعش وأهدافه الاستراتيجية الهامة، الثابتة منها والمتحركة، بهدف إضعاف قدراته القتالية ومساعدة القوات البرية على سرعة القضاء عليه”. وفسّر العميد الركن مقدام عزام الحديثي، أحد قادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب، تراجع إمكانية استعادة المدينة في وقت قصير، بأن “معركة الموصل انطلقت قبل الموعد المقرر لها بأشهر بعد رغبة القيادات العسكرية العليا في استعادة المدينة بأسرع وقت ممكن”. وكشف أن “القطعات المشتركة تقدمت على أكثر من محور نحو مركز الموصل في 17 أكتوبر الماضي، إلا أنها في الواقع تفاجأت بأساليب التنظيم القتالية وخططه التي اعتمد فيها بالدرجة الأساس على المدنيين لمنع القوات من اتخاذ أي موقف حازم ضده، فضلا عن عدم تهيئة القوات لحرب الشوارع وملاحقة المسلحين بين الأزقة ومعرفة مواقع القناصة وتحييد المدني عن الإرهابي”. ولفت الحديثي في تصريحات إعلامية إلى أن “الأسابيع الأولى من المعركة كانت صعبة جدا بسبب السيارات المفخخة للتنظيم التي كانت تصل القوات بكل سهولة، وحتى المواجهات المباشرة كانت في الغالب تميل لصالح التنظيم بسبب اعتماده في القتال على مجاميع مسلحة تمتاز بالتدريب العالي واستخدام الأسلحة النوعية، إضافة إلى معرفته الواسعة بجغرافيا المنطقة”. وأشار الحديثي إلى أن قيادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب تداركت الموقف من خلال اتباع خطط عسكرية ملائمة بالاعتماد على الجانب الاستخباراتي وتفعيله. وجهاز مكافحة الإرهاب هو قوات خاصة من الجيش دربتها الولايات المتحدة الأميركية وتمثل رأس حربة للقوات العراقية في عملية استعادة مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق والتي سيطر عليها تنظيم داعش منذ العام 2014. أخطاء عسكرية كشف الخبير العسكري والضابط المتقاعد من الجيش العراقي موفق العاني، أن “الكثير من الأخطاء العسكرية رافقت معركة تحرير الجانب الأيسر للموصل، ما تسبب في تأخر الحسم وتكبد القوات العراقية لخسائر”. وبيّن أن “من أبرز تلك الخسائر هو اعتماد القيادة العسكرية على قوة واحدة مهيأة لحرب الشوارع، وهي قوة جهاز مكافحة الإرهاب فيما كانت باقي القوات تعاني من عدم التنظيم والتخبط”. وأكد العاني في تصريحات صحافية أن “الاندفاع غير المحسوب للقوات في معركة الموصل كاد أن يؤدي إلى هيكلة أغلب القوات وإيقاع هزيمة بها على غرار ما حدث في صيف العام 2014”. ولفت إلى أن “تدارك الموقف في وقت قياسي واستجابة حكومة بغداد لنصائح الولايات المتحدة أسهما في حفظ ماء الوجه للقوات العراقية وألحقا الهزيمة بالتنظيم”. وشدد العاني على ضرورة عدم الإسراع في معركة تحرير الجانب الأيمن للموصل وإعطاء القوات المسلحة الوقت الكافي لإعادة ترتيب أوراقها من جديد وتدعيمها بقوات إضافية. ولم يعّلن الجيش العراقي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية من القتال ضد تنظيم داعش عن حجم خسائره، وهو ما يرجعه مختصون إلى أن ذلك قد يتسبب بتأثيرات سلبية على معنويات المقاتلين ويؤثر على طبيعة المعارك. ويرى الفريق أول الركن طالب شغاتي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، أنه من الضروري مواصلة الحرب ضد داعش وملاحقته في الجانب الغربي من الموصل وعدم منحه فرصة لتنظيم صفوفه من جديد لضمان القضاء عليه في القريب العاجل. وأكد شغاتي لوسائل إعلامية امتلاك القوات المسلحة العراقية العدة والعتاد الكافي للاستمرار في الحرب، لافتا إلى أن “القوات البرية ستتلقى المزيد من الدعم الدولي والإقليمي خلال المرحلة القادمة، ما يعد ضربة قاصمة للتنظيم الذي يعاني من نقص المقاتلين والسلاح والعتاد”. :: اقرأ أيضاً الاجتهاد والتجديد.. رؤية إصلاحية لمواجهة داعش وترهيب إيران في ذكرى 25 يناير.. النتائج السياسة تحبط تفاعلات المجتمع أحزاب ثورة يناير عائق رئيسي أمام الانتقال الديمقراطي ليلة الحناء.. حلبة صراع الأجيال في تركيا

مشاركة :