مساء الأحد الموافق (6ـ4ـ2014) موعد لقاء النصر بالتعاون أعادت جماهير العالمي التي وصفتها صحيفة (ماركا) الأسبانية واسعة الانتشار في بلاد الأندلس الموالية للنادي الملكي ريال مدريد بأنها حولت ملعب الملك فهد في حفل اعتزال الأسطورة ماجد أحمد عبد الله (لبرنابيو العرب) لكتابة التاريخ براوية أخرى عندما زحفت منذ الساعات المبكرة لمدرجات درة الملاعب للاحتفال بفريقها البطل الذي حقق لقب دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين بعد منافسة طويلة وشرسة مع المنافس التقليدي الهلال، وقد نجح مدرج الشمس الرهيب في تحويل ليل العاصمة الرياض لنهار ساطع بعد أن قدم (تيفو) بديعاً ظهرت فيه الرسومات في أجمل صورها ومعها صار الحديث من الماء للماء عن المدرج النصراوي الذي نال النجومية في مسيرة ناديه ليزفه للمنصات من جديد في عام استثنائي للعالمي. ـ نجومية مدرج الشمس ظهرت من بداية الموسم عندم أطلق الهاشتاق الساحر (متصدر لا تكلمني) الذي كان بمثابة الوقود لكل النصراويين وإشارة المرور نحو التخلص من سنوات الضياع والحرمان والانكسار والإحباط، فضخ هذا الهاشتاق الرهيب والعجيب روح التحدي عند عشاق الفانلة الصفراء فأصبحوا لا يرضون إلا بالفوز وتحطيم الأرقام القياسية فحقق النصر رقماً صعباً في عدد الانتصارات المتتالية وكسر حاجز النقطة 64 الذي بحوزة أندية الهلال والشباب والفتح لتؤكد هذه الأرقام أن فارس نجد عاد لمكانه الذي عرف به وأن سنوات الهزائم صارت في بطون التاريخ. ـ إن عودة النصر للفوز بلقب الدوري بعد غياب طويل لم يكن ليتحقق لولا العمل الجبار الذي قام به الجهاز الإداري والفني واللاعبون وبوقفة صادقة ومخلصة من مدرج الشمس وبدعم معنوي ومادي من عدد كبير من أعضاء الشرف الذين قدموا المال الوفير طوال مسيرة البطل وهذا التناغم في النصر جاء بعد النجاح في ترتيب البيت الأصفر من الداخل فتخلص العالمي من أهم أمراضه الخطرة والصعبة وهي الخلافات الشرفية والإدارية وقد أعطى استقرار البيت النصراوي الإدارة الفرصة الكافية والجو المناسب في العمل فظهرت ثقافة الهدوء والتركيز وشاعت بين أركان النادي العاصمي الكبير فتفرغ الجميع للبناء والعمل في السنوات الثلاث الماضية وفي هذا العام قطف النصراويين ثمار ما بذلوه من جهد و تضحيات فكان المحصول بطولتين من العيار الثقيل. ـ إن النصر الحالي يختلف اختلافاً كلياً عن النصر في السنوات الماضية فالفريق الأصفر الذي كان يعاني من فقر كبير في صفوفه لضعف إمكانيات عناصره يضم الآن أفضل النجوم المحلية مثل الحارس عبد الله العنزي وعمر هوساوي وحسين عبد الغني وجمعان الدوسري وخالد الغامدي وإبراهيم غالب وشايع شراحيلي وعوض خميس ومحمد نور ويحيى الشهري ومحمد السهلاوي وحسن الراهب وغيرهم وقد لعبوا دوراً مهماً في رفع المستوى الفني للفريق ليتمكنوا من إعادة الأمجاد الغائبة بكل جدارة واستحقاق. ـ تألق نجوم هو ثمار طبيعي للاهتمام الذي حصلوا عليه من رئيسهم فيصل بن تركي ومن مدربهم دانيال كارينيو اللذين بذلا جهودا جبارة وضخمة لتذليل كل الصعوبات بكافة أنواعها من أجل أن يكونوا في كامل جاهزيتهم في جميع المباريات وقد تفاعل نجوم النصر مع هذا الاهتمام فتعاونوا وتكاتفوا وتعاهدوا على خلع ملابس الهزائم وارتداء ملابس الانتصارات والبطولات وتقديم موسم مختلف عن كل المواسم فجمهور العالمي يستحق أن يرى فريقه بطلا ولا يرضى مهما كانت الصعوبات الوصافة وقد نجحوا في ذلك بعد شاهد الجميع روح الأسرة الواحدة داخل الفريق وهذه الروح من الصعوبة زرعها في فريق يضم نجوماً دولية ورنانة. ـ لقد حقق النصر طموحات محبيه الذين عاشوا ليلة تاريخية بعد أن نجحوا في تحطيم الأرقام القياسية في الحضور داخل الرياض وخارجها مسددين بذلك ضربة قاضية ومميتة لاستفتاء زغبي المشؤوم الذي ظلم مدرج الشمس ظلماً سافرا بأن جعله في المرتبة الرابعة في الوقت الذي أكدت تقارير الحضور في هذا العام بأنه الأول وبدون منازع فهل تملك شركة زغبي الشجاعة وتقدم اعتذارها لكل نصراوي عن الخطأ التاريخي غير المبرر بحقها أم تواصل ظلمها وتغلق آذانها عن تلك النتائج التي لا تحتمل التلفيق، فالاعتذار أقل ما يمكن لزغبي تقديمه لمدرج أثبت بالدليل القاطع أنه الأول. ـ وبعيدا عن اعتذار زغبي من عدمه رغم أنه حق تاريخي لمدرج الشمس فإن عشاق فارس نجد عليهم أن يتطلعوا للمستقبل بنظرة مشرقة وواثقة مليئة بالتفاؤل مع دعم كامل ومساندة دائمه لرئيسهم المخلص ونجوم الفريق وأن يكون شعارهم الأول الوقوف مع الكيان لضمان حمايته من الاختراقات التي يحاول الحاقدون والمنتفعون من تزايد رقعتها للوصول لأهدافهم غير النبيلة بضرب النادي من الداخل ومن ثم زعزعة استقراره، فاستقرار النصر لأداء رسالته الشبابية والرياضية يهم الرياضي الشريف والمحترم الحريص أن تستقر كل أندية الوطن لكن قلة قليلة لا ترضى أن تشاهد أندية الوطن مستقرة لأنه يحرمها من الحصول على مزايا بصورة غير شرعية ولهذا فإن على كل النصراويين التنبه لهذا الموضوع أشد الحرص فالتخلص منه من أهم عوامل النجاح. ـ وأخيرا أثني على كلام فيصل بن تركي الذي أجاب على سؤال أحد الإعلاميين عندما قال إن العمل للعام القادم سيبدأ مباشرة لتجهيز الفريق لموسم جديد مختلف ليكون العالمي جاهزا للاستحقاقات المحلية والقارية، فالمشوار في المقبل سيكون صعباً وأكثر قسوة وشراسة من الموسم المنتهي ومثل هذا الكلام الشفاف يوضح أن رئيس النصر الذي عاد إليه لقب كحيلان في مدرج الشمس يريد الوصول لهدفه المعلن بالظهور في مونديال الأندية للمرة الثانية في تاريخ فارس نجد، وهذا الطموح مشروع لكل الأندية فرغم صعوبته لكن فيصل بن تركي عوّد الوسط الرياضي بأنه رجل تحدٍ لا يستسلم بسهولة مهما بلغت المعوقات التي أمامه وقد أكدت الأحداث أن كحيلان يعشق التحدي بكل أصنافه وأنواعه، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر إعلانه للرحيل وعدم التجديد لفترة قانونية جديدة يخرج للرأي في يوم فوز بلقب الدوري ويؤكد أنه سيترشح لفترة جديدة ليسارع كل النصراويين بقيادة منصور بن سعود وممدوح بن عبد الرحمن مشددين على أن فيصل بن تركي هو مرشحنا الأول للجلوس على كرسي رئاسة النصر وبدون منافس الأمر الذي يجعل فوز كحيلان سيتم بالتزكية وهو يستاهل هذا الدعم والمساندة نظير ما بذله من تضحيات جسام. أحلي الكلام متصدر لا تكلمني بكيفي حر نصراوي فارس نجد لو يجرح مسيرة يرجع يداوي النصر ما هو شعار أو هزيمة وانتصار النصر عشق الطفولة وأول الناس الكبار
مشاركة :