يخوض النظام السوري والميليشيات الموالية له سباقًا محمومًا مع قوات الجيش السوري الحر والقوات التركية الداعمة له ضمن عملية «درع الفرات» حول مدينة الباب في ريف محافظة حلب الشمالي، التي يحتلها تنظيم داعش. ويحاول الجانبان، وبالأخص النظام، قضم ما أمكن من مساحة جغرافية، وهو ما وضعه قيادي عسكري معارض في سياق «اللعبة الدولية التي قد تفضي إلى انسحاب (داعش)، وإعطاء النظام وحلفائه الأفضلية في هذه المعركة». وفي هذه الأثناء، في ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي أيضًا، شن التنظيم المتطرف هجوما عنيفا على عدد من البلدات التي احتلتها الميليشيات الكردية في محيط مدينة منبج. قوات النظام واصلت أمس عمليتها العسكرية جنوب غربي مدينة الباب، بقيادة العميد سهيل الحسن، رئيس فرع المخابرات الجوية في شمال سوريا، وبغطاء جوي من الطيران الحربي، في محاولة منها لقضم مزيد من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش». والواضح أنها بدعم روسي تسعى لانتزاع هذه الورقة من الجيش التركي وقوات «درع الفرات» التي باتت على تخوم المدينة من الجهتين الشمالية والشرقية، بعدما سيطرت أمس على بلدة السفلانية، وهو ما تسبب في مقتل خمسة جنود من الجيش التركي، إثر تفجير التنظيم سيارة مفخخة. «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عزا تقدم النظام في جنوب غربي الباب إلى «العجز التركي عن تحقيق تقدم استراتيجي والتردد في دخول أسوار المدينة» على الرغم من التعزيزات العسكرية الضخمة التي استقدمها، إلا أن قياديا في «درع الفرات» نفى أي تردد أو عجز بمعركة الباب. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تصميمًا على تحرير المدينة، لكن (داعش) عدا أنه تنظيم متشدد، فهو ألعوبة استخبارات دولية، ويتحرك بإيحاءات هذه الاستخبارات». ولم يستبعد القيادي المعارض، أن «ينسحب (داعش) من الباب أمام ضربات النظام، وكأن المطلوب تسليم هذه المدينة للنظام وليس لـ(درع الفرات) المدعومة من تركيا». وشدد القيادي على أن «الجيش الحر ليس عاجزًا عن اقتحام الباب، لكنه يأخذ بعين الاعتبار الكثافة السكانية، ويحاذر وقوع عدد كبير من الأبرياء، ولذلك يتحين الوقت المناسب لدخول المدينة». في هذه الأثناء، أعلن «المرصد» أن النظام «تمكن خلال ثمانية أيام من السيطرة على 17 قرية في غرب الباب، واقترب لمسافة 8 كيلومترات من المحور الجنوبي الغربي لمدينة الباب، ما جعل قوات النظام على تماس مع قوات (درع الفرات)». أما على جبهة منبج، شمال شرقي الباب، فدارت أمس اشتباكات بين ميليشيا «قوات مجلس منبج العسكري» من جهة ومسلحي «داعش» من جهة أخرى، في محور قريتي جب مخزوم وتل خوذان بريف مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي، أدت إلى وقوع خسائر بشرية لدى الطرفين، وترافقت المعارك مع قصف التنظيم لمنطقة القريتين، ما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين بينهم أطفال. وأفادت نوروز كوباني، المسؤولة في المكتب الإعلامي لحماية المرأة الكردية، «الشرق الأوسط»، بأن «قوات كبيرة من (داعش) هاجمت مساء أمس (الأول) ريف منبج الجنوبي من جهتين، وسيطرت على عدد من القرى، لكن تمّ استرجاعها». وتابعت أن الميليشيا الكردية قتلت في قرية كرمنجو 11 داعشيًا، وأسرت جثثهم، كما قتلت في قرية أبو جدي ستة آخرين. وأوضحت المتحدثة الكردية أن التنظيم المتطرف هاجم جبهة منبج والقريتين بواسطة مجموعات انغماسية، لكن تم التصدي لها.
مشاركة :