ان اللبيب من الزيارة يفهم !!

  • 1/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال تعالى في سورة النساء (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ويقول المثل (ان اللبيب من الإشارة يفهم) فما بالك إذا كانت الإشارة هي زيارة رسمية يقوم بها مبعوث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله النائب الأول لسمو رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث سلم رئيس الجمهورية حسن روحاني رسالة من سمو أمير البلاد تتعلق بالعلاقات الثنائية وتعتبر مبادرة من دولة الكويت لفتح صفحة جديدة للعلاقات الإيرانية الخليجية. ان سياسة دولة الكويت الخارجية مبنية على حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة وايضا الدول الشقيقة والصديقة بشكل عام وبقية دول الخليج تحذو حذو الكويت في سياستها المعتدلة فهي أيضا تسعى جاهدة الى المحافظة على أمن واستقرار المنطقة والنأي بها عن أي حروب أو نزاعات تثير الفتن والقلاقل وتستنزف ثروات دولها . أتذكر تصريح لوزير خارجية المملكة العربية السعودية ردا على سؤال حول مستقبل علاقات المملكة مع الجمهورية الإيرانية قال فيه إن يد المملكة ممدودة للنظام الإيراني وتتطلع لعلاقات متزنة ومتطورة مع إيران ولكن المشكلة موجودة في النظام الإيراني الذي ينتهج سياسة عدائية تقوم على التدخل بشؤون دول الخليج وايضا الدول العربية ولديها أجندة خاصة مبنية على تصدير الثورة والهيمنة على المنطقة. هناك مثل يقول ( اسمع كلامك يعجبني اشوف أفعالك أتعجب ) فهناك تصريحات لرئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف مفادها أن سياسة إيران هي سياسة معتدلة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول مجلس التعاون وتحترم سيادة الدول ولا تتدخل بشؤونها ولكن تصريحات اخرى لمسؤولين آخرين مثل مرشد الثورة سيد علي خامنئي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لها منحى آخر ولعل أشهر تصريح للمندوب السامي الإيراني أن إيران لديها أربع جيوش في أربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت والبقية تأتي وهو تصريح يكشف الوجه الآخر والقبيح لنظام الولي الفقيه. لا يخفى على أحد أن الشعب الإيراني يعاني أشد المعاناة من سياسة إيران الخارجية وادخلها في شؤون الدول الأخرى ولعل دعمها المكشوف لنظام الجزار بشار أبلغ دليل والذي وصفه وزير الخارجية السعودي بأن التدخل الإيراني في سوريا هو جريمة حرب. ان الأموال الطائلة التي تصرفها إيران على التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وبقية التنظيمات الإرهابية الشيعية في العراق وأبرزها الحشد الشعبي الشعب الإيراني أولى بها فهناك أكثر من نصف الشعب الإيراني يعيش تحت مستوي الفقر وتنقصه الكثير من الخدمات والمشاريع التنموية التي تحسن المستوي المعيشي له. هناك مليارات تصرف على حروب عبثية طائفية لا فائدة منها ترجي ولا يستفيد منها الشعوب بل هي تخريب وتدمير للبنية التحتية بل هي إبادة للشعوب مثل الحرب السورية فقد طال الدمار البشر والحجر وايضا الآثار التي لا تقدر بثمن مثل الآثار التي تم تدميرها في الموصل وتدمر. نعتقد أن الشعب الإيراني مغلوب على أمره ويدفع الثمن باهظا ويتمنى ويتطلع أن يكون مستوي معيشته لايقل باي حال من الأحوال عن مستوي الشعوب الخليجية التي توفر لها حكوماتها والأنظمة الحاكمة بها مستوى معقول من الرفاهية يحفظ لها كرامتها والحد الأدنى من العيش الكريم بسبب السياسة المعتدلة لدول الخليج . نأمل أن تتجاوب الحكومة الإيرانية والنظام الإيراني مع الرسالة الكويتية بفتح صفحة جديدة للعلاقات بينها وبين دول مجلس التعاون وتتخلي عن مبادئ الثورة ونصرة المستضعفين في الأرض فهي ليست وصية على المستضعفين أو الطائفة الشيعية فهؤلاء ينتمون لدول هي المسؤولة عنهم وهي تستطيع مساعدتهم من خلال القنوات الرسمية وليس من خلال الخلايا النائمة والشبكات التخريبية التي تنتشر في دول المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها . من المفيد القول إن الخلافات ليست بين الشعوب ولكن بين الحكومات والأنظمة والشعب الإيراني يتميز بالعراقة والثقافة والحضارة وهو يريد أن يعيش بسلام مع شعوب المنطقة التي تقدره تتطلع لعلاقات جيدة مع الشعب الإيراني ولكن المانع هنا هي السياسة القدرة وأطمأع القيادات السياسية وطموحاتهم في الهيمنة والسيطرة فهل يصحو القادة والمسؤولين في إيران من مغامراتهم العبثية ويعملوا على إرساء مفاهيم جديدة للعلاقة الإيرانية الخليجية مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل بشؤون الدول الأخري والتركيز على الشعب الإيراني وتوفير العيش الكريم له قبل فوات الأوان ويكون مصيرهم مصير من قبلهم من الطغاة الذي مكانهم مزبلة التاريخ. أحمد بودستور

مشاركة :