الروائي المصري الراحل علاء الديب يرصد التغيرات التي مر بها المجتمع المصري منذ منتصف القرن العشرين. العرب [نُشرفي2017/01/26، العدد: 10524، ص(14)] صيحة تحذير مبطّنة القاهرة - يحاول الكاتب والروائي المصري الراحل علاء الديب في روايته “وقفة قبل المنحدر”، رصد التغيرات التي مر بها المجتمع المصري منذ منتصف القرن العشرين، مطلقًا صيحة تحذير مبطّنة حول المآل الذي ينتظر المصريين إذا لم يشتد الوعي وتُستنهض الهمم، وتتغير الأساليب ونُظم الإدارات المختلفة. يبدو الديب (1939- 2016) في هذه الرواية ذلك المثقف الذي قرأ وعايش التجارب الحية، والذي أدرك حجم المآسي التي يعيش فيها، كما يصور نفسه المثقف الذي خبر مدى عمق الطين والوحل اللذين غاصت فيهما قدماه، وهو مع ذلك مازال شامخًا، يطمح للوصول إلى المعاني المجردة والمطلقة للأشياء، فيصبح كالوتر المشدود من طرفيه طيلة الوقت. ويقول الأديب علاء الديب في سيرته الذاتية “هذه الأوراق أراها، محزنة، محيرة، وكئيبة. لكنها صادقة، صدق الدم النازف من جرح جديد. هي أوراق حقيقية، كان من الضروري أن تكتب، لأنها كانت البديل الوحيد للهروب مع أي شيطان أو للانتحار”. ويسرد الديب في روايته، التي صدرت مؤخرا طبعة ثانية منها عن “دار الشروق” بالقاهرة، تجاربه الحياتية في ثلاثين عامًا (1952-1982)، قائلًا “قد تكون هذه رواية، أو اعترافًا أو أجزاء من سيرة، فيها كلمات لي وأقوال لغيري. أردت بها أن تسمع -أنت- صوتي، ليس بوصفي كاتبًا يحمل حكمًا على الأشياء أو حكمة، ولكن بوصفي إنسانًا حائرًا وحيدًا، يؤنس وحدتَهُ أن يتصور أن لكلماته قارئًا حائرًا وحيدًا مثله”. ويضيف “لم أفقد في هذه التجربة الأمان فقط، أو ثقتي في مهنة الصحافة أو الكتابة، ولكنها كشفت لي عن معنى يتراكم في واقع حياتنا، ونحاول دائمًا أن نتجاهله وهو: أن المعنى الحقيقي لكلمة مواطن ما زال مفقودًا، وما زلنا نبحث عنه. كم ليلة أمضيتها وأنا أشعر أنني بلا وطن؟”. ويتناول الديب في كتابه الذي يحمل عنوانًا فرعيًا هو “من أوراق مثقف مصري”، موت جمال عبدالناصر حين كان الكاتب في الغربة، وأثر تلك الحادثة عليه وعلى الناس، ويحكي عن تجربته القصيرة للعمل في إحدى صحف الخليج، وعن أصدقاء تحولوا من النقيض إلى النقيض، وعن “الأبطال الذين سقطوا، والكبار الذين باعوا كل شيء من أجل حفنة أموال”. يُذكر أن للديب روايات منها: “أطفال بلا دموع”، و”قمر على مستنقع”، و”عيون البنفسج”، و”زهرة الليمون”، و”أيام وردية”، وصدرت له أيضا مجموعات قصصية منها: “القاهرة”، و”صباح الجمعة”، و”المسافر الأبدي”، و”الحصان الأجوف”. كما ساهم الراحل في العديد من الترجمات. تحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2001. :: اقرأ أيضاً السرد النسوي حالة من التمرد الأنثوي المبدعون المخضرمون العرب أفلسوا.. ابحثوا عن الشباب ندوة بدبي تبحث في علاقة الموسيقى بالشعر الشعبي مواقع التواصل الاجتماعي تتحكم في مصائر الناس في اختيار إجباري
مشاركة :