أربع وجهات سياحية غير عادية تلفت أنظار الخبراء في عام 2014

  • 4/8/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: «الشرق الأوسط» لم تعد هناك وجهات سياحة سرية في العالم مع وجود مشاهد «غوغل» الجغرافية التي يمكن أن تنقل متصفح الإنترنت من أدغال أفريقيا إلى صقيع القطب الجنوبي بكبسة زر. ولكن لا شيء يعادل الزيارة الفعلية لمواقع سياحية جديدة يجتهد الخبراء سنويا في العثور على الجديد منها. هذا العام وضع الخبراء عدة مواقع في مقدمة وجهات السياحة الجديرة بالاستكشاف والتي تشكل فيما بينها تجارب فريدة يمكن للمسافر أن يفخر بها لفترات طويلة بعد القيام بها. أولى هذه الوجهات بنما التي تحتفل في شهر أغسطس (آب) المقبل بمرور مائة عام على حفر قناة بنما. وتعتزم حكومة بنما تقديم الكثير من العروض التاريخية والثقافية لتكريم ذكرى مرور قرن على مرور السفينة «أنكون» عبر القناة متجنبة المرور من منطقة جنوب القارة اللاتينية المشهورة بعواصفها الهوجاء. * بنما * تفتتح العاصمة بنما سيتي هذا العام أيضا متحفا جديدا من تصميم المصمم العالمي فرانك غيهري، وهو متحف مخصص للتنوع البيولوجي والطبيعي الذي تقدمه بنما كوصلة جغرافية بين أميركا الشمالية والجنوبية. وتشتهر بنما بأنها النقطة التي يلتقي فيها المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي عبر القناة الشهيرة. وتعني كلمة «بنما» وفرة الأسماك وهو ما تشتهر به بنما. وهنالك الكثير من المعالم السياحية في بنما من بينها جزيرة تابوغا القريبة من العاصمة التي تشتهر بالشواطئ الرملية الناعمة ووجبات الأسماك الطازجة والرياضات المائية. وهي جزيرة قديمة اكتشفها الإسبان في عام 1515 وبها معالم تعود إلى ذلك العصر. هناك أيضا قرية بوكيت الجبلية التي توفر الطبيعة الاستوائية والشلالات الطبيعية لزوارها، وهي تقع بالقرب من وادي الأزهار الذي يربط بين بنما وكوستاريكا. وعلى مقربة من الوادي يقع بركان بارو وهو أعلى نقطة جغرافية في بنما. وهو يجذب الكثير من المغامرين ومتسلقي الجبال سنويا. وتجذب محمية الأسماك الطبيعية حول جزيرة «كويبا» الكثير من الزوار، وتعد الجزيرة هي الأكبر في أميركا الوسطى. ويعيش في المنطقة أكثر من 800 فصيلة أسماك وحيوانات بحرية. وتعد المنطقة من الأفضل في العالم للغطس في مياه المحيط الهادي. وبالطبع تجذب قناة بنما الكثير من الزوار إلى بنما. * أدغال البرازيل * أما الوجهة الثانية فهي إلى أدغال البرازيل، وهي رحلة حان وقتها مع إقامة مسابقات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل هذا العام وإمكانية البقاء السياحي في البلاد واكتشاف مجاهلها. وتجري بعض المباريات في مدن استوائية مثل مناوس التي تقع على مشارف غابات الأمازون. وهي مدينة تجمع القديم والجديد. من مبان فاخرة أقيمت في عصر الطفرة في بدايات القرن العشرين عندما كانت المنطقة تشتهر بتصدير المطاط، والجديد في المشاريع العمرانية القائمة على قدم وساق ومن بينها استاد كرة القدم الجديد الذي يأتي على شكل سلة لتكريم الحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة. ويذهب السياح إلى مناوس من أجل اكتشاف المجهول على أطراف المدينة وداخل غابات الأمازون. وهي بالتأكيد تقدم فرصة سياحية لا تتوفر لأي موقع آخر. ولكن البرازيل ليست فقط غابة الأمازون وإنما تنتشر بها المعالم السياحية والمهرجانات السنوية التي تجذب السياح. وهي تشتهر بالشواطئ السياحية ومناطق الغوص مثل مجموعة جزر فرناندو دو نوروها التي توفر مشاهد بحرية واضحة حتى على أعماق تصل إلى 50 مترا. وتوفر شواطئ سلفادور مناطق سياحية صاخبة بالموسيقى ومنها مناطق محمية بالصخور تصلح لسباحة الأطفال في أمان. ويذهب السياح إلى البرازيل أيضا من أجل كرنفال ريو السنوي الذي يزوره سنويا مليونا سائح عبر أربعة أيام من الاحتفالات الصاخبة. وينتشر الكرنفال في كافة أرجاء المدينة وينتهي بعرض سامبا في ساحة سامبادروم. ولعل أحد أشهر معالم البرازيل نهر الأمازون الذي يمتد بطول 6400 كيلومتر كثاني أطول نهر في العالم بعد نهر النيل. وتم حتى الآن اكتشاف ثلاثة آلاف صنف من الأسماك في نهر الأمازون وما زالت الاكتشافات مستمرة. ويخترق النهر غابات الأمازون التي توفر نصف غابات العالم الاستوائية الباقية. وتتركز كافة الرحلات السياحية إلى الأمازون على استخدام النهر في اكتشاف أدغال وغابات الأمازون. ومن الأمازون إلى الصين حيث واحدة من أكبر مدن العالم التي لم يسمع بها أحد من قبل واسمها «شنغدو». المدينة تشتهر بناطحات السحاب والأطعمة المتبلة ودببة الباندا ويقطنها 14 مليون نسمة. وهي غير معروفة للكثير من سياح العالم. ولكن ذلك سوف يتغير هذا العام مع بداية رحلات طيران عالمية منتظمة إلى المدينة منها رحلات مباشرة من لندن عبر الخطوط البريطانية. كما ستبدأ شركة يونايتد الأميركية رحلات مباشرة من سان فرانسيسكو خلال العام الجاري. ورغم المعالم الكثيرة في أرجاء المدينة التي توفر للزائر فرصة التعرف على الصين العصرية فإن معظم السياح يقومون بالزيارة من أجل مشاهدة مركز أبحاث وتوليد دببة الباندا في المدينة. وتتيح الحكومة الصينية فرصة منح تأشيرات دخول مجانية لمدة 72 ساعة من أجل التوقف في المدينة ومشاهدة معالمها. أما هؤلاء الذين يزورون المدينة لفترات أطول فيتعين عليهم مشاهدة وادي جوزانغو خارج المدينة الذي يشتهر ببحيرات لازودية وشلالات المياه العذبة. * شنغدو * تعد شنغدو أكبر مدينة في غرب الصين، ورابع أكبر مدينة صينية وهي ذات تراث ثقافي لأنها أول مدينة في الصين أنشئت فيها مدرسة منذ ألفي عام بالإضافة إلى مسرح غنائي قدم أوبرا تاريخية فيها كل عناصر المسرح الحديث بالإضافة إلى البانتومايم والغناء والشعر والكوميديا. ولا بد أن يعتاد زائر المدينة على تناول المأكولات المتبلة بالشطة والفلفل حيث أشهر مأكولات المدينة تستخدم التوابل بكثرة. وتنتشر في المدينة المقاهي التي تقدم أقداح الشاي الصيني، وهي عادة تعود جذورها إلى ألف عام. وتعترف منظمة اليونيسكو بالمدينة كتراث عالمي في مجال الطهي. وتحتفل المدينة سنويا بالكثير من المهرجانات منها مهرجان الربيع الذي يجري الاحتفال به بالفوانيس الملونة، واحتفال آخر يوم الخامس من أبريل (نيسان) سنويا للاحتفال بإنشاء أول نظام ري في الصين منذ ألفي عام، وفيه يحتفل أهل المدينة بارتداء الملابس التاريخية والخروج إلى الحدائق العامة. ثم هناك مهرجان التنين الناري في منتصف أول شهر قمري من كل عام، ويعود تاريخه إلى عام 1127 ميلادية. وفيما يخص دببة الباندا فإن مقاطعة سيشوان التي تقع فيها المدينة تضم 80 في المائة من تعداد الباندا الباقي في العالم والذي لا يزيد على 1500 حيوان. ويجذب مركز أبحاث وتوليد الباندا في المدينة نحو مائة ألف زائر سنويا، وهو يوفر عشرات الهكتارات من مزارع البامبو التي تتغذى عليها الباندا. * القطب المتجمد الجنوبي * أما الوجهة الرابعة فهي القطب المتجمد الجنوبي، أو ما يطلق عليه آخر وجهة سياحية في العالم. ويمثل هذا العام أيضا الذكرى المئوية لمحاولة السير إيرنست شاكلتون عبور القطب المتجمد الجنوبي سيرا على الأقدام. ورغم فشل المحاولة، فإن شاكلتون وفريقه نجوا من الهلاك وقدموا نموذجا شجاعا للكثير من المغامرين بعدهم. وقد يبدو القطب الجنوبي منطقة مهجورة وسط أميال من الجليد والطقس القارس المتجمد، ولكنها تجذب سنويا ما يقرب من 50 ألف زائر خصوصا في فترة الصيف ما بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) ومارس (آذار). ويأتي السياح إلى المنطقة على سفن كروز مخصصة للرحلات القطبية تقوم بها شركات دولية. وهي رحلات فريدة لن يستطيع أي سائح آخر أن يتفوق عليها من حيث الانفراد والمغامرة. ويوجد مركز أبحاث عالمي دائم في مركز القطب الجنوبي يوجد فيه العلماء بشكل دائم منذ عام 1956. وكانت أول مغامرة ناجحة للوصول إلى القطب الجنوبي في عام 1911 من أربعة رجال بريطانيين يقودهم رولد امونسون. وتوفي أفراد بعثة بريطانية أخرى من البرد القارس في العام التالي، ثم توقفت عمليات الاستكشاف حتى حطت في القطب الجنوبي طائرة أميركية لكي تؤسس لمركز الأبحاث العالمي منذ الخمسينات. وتعد القارة المتجمدة الجنوبية هي أقل مناطق العالم جذبا للسياحة، وتقتصر الزيارات على فصل الصيف الجنوبي وتبدأ من مدينة بونتا اريناس على شاطئ تشيلي الجنوبي. ويمكن الوصول إلى نقطة القطب الجنوبي الجغرافية في يوم واحد بالطائرات. وتبدأ تكلفة هذه الرحلات من 45 ألف دولار إلى أعلى. من الرحلات ما يتيح التزلج على الجليد لعدة كيلومترات ومنها ما يغطي 1170 كيلومترا من الجليد عبر التزلج وجر المؤن على الجليد لمدة 65 يوما، مع التزلج يوميا ما بين سبع وتسع ساعات. ولا توجد أي حياة برية في القطب الجنوبي وتصل درجة الحرارة فيه إلى 28 تحت الصفر كحد أقصى. ويمكن للزوار إرسال بطاقات بريدية عليها ختم بريدي خاص عليه كلمة «القطب الجنوبي».

مشاركة :