النسخة: درجت منظمة الصحة العالمية WHO على الاحتفال بيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان (أبريل) من كل عام لإحياء الذكرى السنوية لتأسيس المنظمة في 1948،وفي كل عام تختار المنظمة موضوعاً يسلط الضوء على أحد مجالات أو مواضيع الصحة العامة ذات الأولوية للفت أنظار الناس في جميع أنحاء المعمورة إلي القضايا الصحية التي قد تهدد صحة السكان بهذا الكوكب، وموضوع هذا العام هو الأمراض المنقولة بالنواقل Vector-borne Diseases. وهي أمراض تنقلها كائنات حية تعمل على نقل العوامل الممرضة من الأشخاص أو الحيوانات المرضي إلى الأشخاص أو الحيوانات الأصحاء بطرق عدة. ومن أشهر الأمراض المنقولة الملاريا وحمى الضنك، وغيرهعا مثل مرض حمى الوادي المتصدع ومرض النوم الأفريقي ومرض الشستوسوما وداء الفيل ومرض عمى النهار وغيرها. ومن أشهر نواقل الأمراض: البعوض الذي ينقل أمراضاً مثل حمى الضنك والملاريا وداء الفيل وحمى الوادي المتصدع وغيره عن طريق التغذية الدموية من شخص مريض إلى شخص سليم. الذباب الذي له أنواع عدة يتصف بنقله لأمراض مثل الكوليرا ومرض التدويد وغيرهما، وتوجد غالباً هذه النواقل في المناطق الاستوائية، ولاسيما الأماكن التي بها إشكالية في أنظمة الصرف الصحي. وكذلك في المناطق المدارية التي تكثر فيها نسبة هطول الأمطار التي تؤدي إلى تكون بؤر طبيعية لتوالدها. ووجد أن الإنسان هو المسبب الوحيد لانتشارها في البيئات الحضرية بخلقه لبؤر توالدها عن غير قصد مثل (خزانات المياه المكشوفة، سطول المكيفات، إطارات السيارات المهملة، مستنقعات المياه، تجميع وترك النفايات مكشوفة وغيرها). وتعتبر منظمة الصحة العالمية البعوض أكثر نواقل الأمراض فتكاً بالبشرية وتهديداً للصحة العامة فهو لا ينقل الملاريا وحمى الضنك فقط بل ينقل أيضاً حمى الوادي المتصدع وداء الفيلاريات الليمفي والشيكونغونيا والتهاب الدماغ الياباني والحمى الصفراء وغيرها. وتشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر الأمراض المنقول بالنواقل فتكاً هو الملاريا، إذ تتسبب فيما يقدَّر بـ660 ألف حالة وفاة في 2010، كان معظمهم من القارة الأفريقية. كما أشارت تقارير المنظمة الدورية عن رصد الأمراض في العالم أن المرض المنقول بالنواقل الأسرع نمواً في العالم هو حمى الضنك Dengue Fever، إذ ازداد وقوع المرض 30 ضعفاً على مدى الأعوام الـ50 الماضية. وتمثل الأمراض المنقولة بالنواقل 17 في المئة من العبء العالمي التقديري لجميع الأمراض المعدية. يذكر أن خُمس سكان العالم معرضون للإصابة بعدوى حمى الضنك. وأن هنالك 50 مليون حالة إصابة جديدة للمرض سنوياً بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية. من المعروف أن أكثر الأمراض المنقولة بالنواقل انتشاراً وإزعاجاً هنا في السعودية هو حمى الضنك المنقول عن طريق البعوض، ولأن البعوض يتوالد في المياه، فيتوجب معرفة التدابير البسيطة التي يمكن أن يقوم بها أي مواطن ليسهم في منع توالده وانتشاره ونقله للأمراض، وهي: التخلص من تجمعات مياه داخل المنازل، إبلاغ السلطات المختصة عن أي تجمعات مياه خارج المنازل، تغطية خزانات مياه الشرب، تغير مياه شرب الحيوانات ومياه المزروعات مرتين في الأسبوع على الأقل، تفريغ المياه في الأواني تحت المكيفات وعدم تركها لأكثر من يومين، تغطية خزانات مياه المنازل تحت الإنشاء والتخلص من أي تجمعات مياه بهذه المنازل، التخلص من إطارات السيارات غير المستعملة والأواني الفارغة مثل العلب، تجفيف مياه المسابح الراكضة، تغطية أواني حفظ وتخزين المياه. وبذلك نكون قد أسهمنا في السيطرة على مرض حمى الضنك وتحقيق هدف الاستراتيجية العالمية لمكافحة حمى الضنك لخفض نسبة المرض إلى 50 في المئة والوفيات إلى 25 في المئة بحلول 2020. يجب علينا ألا ننسى خطورة الأمراض التي ينقلها الذباب مثل الدسنتاريا والكوليرا والإسهال والتيفويد وغيرها، ويعتبر الذباب الناقل الثاني للأمراض في المملكة وتكمن الحماية منه في التخلص السليم من النفايات أولاً بأول وتغطية الأطعمة والمشروبات، إضافة إلى المحافظة على النظافة للمنازل والأماكن العامة.     مدير إدارة الصحة العامة بوزارة البلديات. الباحث في القضايا البيئية. alhukaily@hotmail.com