إبداعات تحوّل مخلفات النخيل إلى تحف فنية

  • 8/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ترتبط شجرة النخيل في دولة الامارات بالعطاء الوافر، وتمثل إعادة تدوير منتجات ومخلفات النخيل هدفاً أسمى تسعى إلى تحقيقه البلديات ومراكز خدمات المزارعين والجهات المعنية بالدولة. وتظل مخلفات النخيل عبئاً على أصحاب المزارع بسبب تكاليفها العالية سواء بحرقها أو طمرها والتخلص منها. وشهد مهرجان ليوا للرطب الذي اختتم فعالياته في منطقة الظفرة أخيراً العديد من التجارب المتميزة في إعادة تدوير منتجات ومخلفات النخيل بتصنيع كراسي وطاولات بأحجام مختلفة، بينما تم استعراض تصاميم أحواض لزراعة الورود والأزهار وغيرها من مخلفات النخيل التي جذبت أنظار الخبراء والباحثين. 20 % يقول الدكتور عماد سعد استشاري استدامة ومسؤولية مجتمعية، شجرة نخيل التمر كغيرها من الأشجار تنتج الثمار وتترك خلفها على مدار العام كمية من المخلفات تقدر بنحو 20 % من حجم النخلة جراء عمليات الخدمة الزراعية مثل التكريب والتقليم والتنظيف وغيرها. وأضاف انه لو قمنا بإحصائية بسيطة سنرى أن النخلة الواحدة تطرح ما معدله 23 كيلوغراما من المخلفات سنوياً، وهذا يشير إلى الحجم الهائل من تلك المخلفات غير المستفاد منها والتي تشكل مشكلة بيئية حقيقية في الدول المنتجة للتمور. وأشار إلى أنه بمعادلة حسابية بسيطة يتبين لنا كمية المخلفات السنوية وفق المعطيات التالية: العالم العربي يمتلك حوالي 95 مليون نخلة وأكثر، فالنتيجة أن لدينا 2.185 مليون طن سنوياً من مخلفات شجرة نخيل التمر وحدها. جهود وأكد أن النتائج تستدعي تضافر جهود المزارعين والحكومات، بهدف إيجاد بديل حقيقي لتلك المخلفات، للاستفادة منها وتحويلها إلى عدد كبير من المنتجات. وكشف أنه يمكن استغلال تلك المخلفات في إنتاج علف حيواني غني يحتوي على سعرات حرارية ممتازة من دهون وألياف وسكريات، أو إنتاج سماد عضوي (كومبوست) عالي الجودة أو إنتاج عدة أنواع من الخشب المضغوط (MDF)، أو صناعة الفحم أو صناعة القهوة الخالية من الكافيين من نوى التمر، أو استخدام سعف النخيل في عدد كبير من الصناعات الحرفية اليدوية وغير ذلك، بدلاً من تركها مخلفات تلوث المزرعة والبيئة وتضر بالصحة العامة. وأضاف إن كل أنواع النفايات ذهب مدفون وثروة مهدورة، واليوم توجد نظرة إيجابية استثمارية لكل أنواع النفايات مهما كانت على أن لها قيمة مضافة في دعم الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، وهذا الأمر لا يدعونا إلى زيادة النفايات بل إلى إدارة كفاءة إنتاج وإعادة تدوير النفايات وفق أفضل الممارسات على مستوى العالم، مشيراً إلى أن بعض دول العالم تستورد النفايات من دول أخرى لما لها من قيمة مضافة على الصعيد البيئي والاجتماعي والاقتصادي. نواتج النخيل وقال المهندس محمد صالح اليافعي مدير إدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية في قطاع خدمات المناطق ببلدية مدينة العين، أهم ما نحرص عليه توعية أصحاب المزارع بأهمية إعادة استخدام نواتج النخيل وعدم التخلص منها وإمكانية إدخالها في العديد من الصناعات التي تدر دخلاً مالياً مربحاً لأصحابها وفي الوقت ذاته تحافظ على التوازن البيئي لأهداف التنمية المستدامة، كون التخلص من تلك المخلفات في السابق كان يمثل حملاً كبيراً على البلديات. وكشف أنه تم التعاقد مع إحدى الشركات لتنظيف الواحات من تلك النواتج، وتوصلنا إلى كيفية الاستغلال الأمثل لتلك النواتج، عبر الأخذ ببعض الأفكار القابلة للتطبيق والتنفيذ ومنها صناعة منتجات متنوعة من نواتج النخيل. وقال: بدأنا بعمل بعض المنتجات البسيطة وصنع بعض الكراسي بمستوى عال من الجودة، أعجبت الكثيرين ما شجعنا على المضي قدماً في تصنيع منتجات مختلفة تستخدم في أغراض متنوعة، ومنها الجلسات الخاصة بالشواطئ والمسابح، والمقاعد المستخدمة في الحدائق المنزلية والعامة، الطاولات بأحجام مختلفة، (أباجورات) للإضاءة، مجسمات لعرض التمور والرطب والحلوى في المحال. إقبال وأكد أن المنتجات حظيت بإقبال غير متوقع على الإبداعات المعتمدة على النخيل ما سيشجعنا مستقبلاً على تطوير تلك الأفكار والتوسع فيها. ودعا اليافعي إلى عدم التخلص من نواتج النخيل، لأنه يمكن الإفادة منها بشكل إيجابي ينعكس على الشخص والمجتمع ويسهم في الحفاظ على بيئتنا نظيفة ومتطورة، حتى نواة الرطب والتمر يمكن الإفادة منها عبر طحنها واستخدامها في صناعة القهوة وهو أحد المشروعات التي تتم من خلال جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :