مصدر الصورة Getty Images يلتقي منتخب مصر نظيره المغربي يوم الأحد في الدور ربع النهائي من كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها الغابون في مواجهة ساخنة ينتظرها عشاق كرة القدم في كلا البلدين. وتأهل منتخب مصر إلى دور الثمانية متصدرا المجموعة الرابعة بسبع نقاط، بعد التعادل مع مالي والفوز على كل من أوغندا وغانا. أما المغرب فقد احتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة بست نقاط بعد منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي احتل صدارة المجموعة ليواجه منتخب غانا. وسيبحث منتخب مصر عن فك ما وصفه البعض بـ"عقدة المغرب" التي دامت 31 عاما، إذ كان آخر فوز للفراعنة على أسود الأطلسي في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر عام 1986 بهدف لطاهر أبو زيد. لكن عبد الهادي الناجي، رئيس اتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة، يقول إن كرة القدم لا تعرف ما يسمى بالعقدة، مشيرا إلى أن كرة القدم لا تعترف بالتارخ وليس لها منطق ولا عقل، وأن التكهن بنتيجة المباراة سيكون مثل "قراءة الفنجان". وأضاف لبي بي سي: "دائما ما تتسم المباريات بين الأشقاء المصريين والمغاربة بالقوة والندية والإثارة. إنه نهائي مبكر، بين المنتخب المصري الذي يتقدم أداءه من مباراة لأخرى بشكل ملحوظ، والمنتخب المغربي الذي حقق نتائج قوية." ودائما ما تتسم المباريات بين بلدان شمال أفريقيا بالتوتر والشد العصبي، الذي يؤدي إلى بعض المشاحنات، مثلما حدث بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. يقول الناجي: "من الخطأ أن نحوّل المباراة إلى معركة حربية. يجب أن نتحلى بالروح الرياضية بعيدا عن التعصب الموجود على صفحات فيسبوك." مصدر الصورة Getty Images Image caption يعول المصريون كثيرا على نجم الفريق محمد صلاح، الذي أحرز هدف الفوز على منتخب غانا تقابل المنتخبان في 27 مباراة، كان الفوز من نصيب المغرب في 14 مرة مقابل انتصارين فقط لمصر، بينما تعادل الفريقان في 11 مباراة. وكان آخر فوز للمغرب على مصر عام 2001، في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، بهدف سجله مصطفى حجي. ولم تلعب مصر ضد المغرب منذ 2006 عندما تعادل المنتخبان سلبيا في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 التي استضافتها مصر وفازت بلقبها. وخلال تلك المواجهات، سجل المنتخب المغربى 32 هدفا مقابل 13 لمصر. ويرى الناقد الرياضي المصري طارق الأدور أن حظوظ المنتخب المصري أفضل من نظيره المغربي للفوز بتلك المباراة. ويقول الأدور: "رغم أنه من الصعب توقع نتيجة المباراة، إلا أن هناك بعض المعطيات التي تصب في صالح منتخب مصر، فهو المنتخب الذي لم يهزم وصاحب أقوى خط دفاع في المسابقة ولم تهتز شباكه حتى الآن." وأضاف لبي بي سي: "هناك عوامل أخرى ترجح كفة المنتخب المصري، مثل بقائه في نفس المدينة التي يوجد بها منذ انطلاق المسابقة وخوضه للقاء على نفس الملعب الذي لعب عليه مبارياته الثلاث السابقة واعتياده على أرضية الملعب السيئة التي ستقام عليها المباراة، على عكس منتخب المغرب." مصدر الصورة Getty Images Image caption أطاح المنتخب المغربي بكوت ديفوار حامل لقب البطولة وتأهل للدور ربع النهائي لأول مرة منذ عام 2004 مفارقة غريبة وتقابل المنتخبان في خمس مباريات سابقة في كأس الأمم الأفريقية، فاز المغرب في ثلاث منها مقابل فوز وحيد لمصر، بالإضافة إلى تعادل سلبي. ولعل من المفارقة أنه كلما التقى المنتخبان في إطار كأس الأمم الأفريقية، يتوج أحدهما في نهاية المطاف بلقب البطولة، باستثناء مباراة الفريقين في عام 1980 بنيجيريا، والتي كانت لتحديد المركزين الثالث والرابع. ففي بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1976 في إثيوبيا، فاز المنتخب المغربي بهدفين مقابل هدف، وحصل أسود الأطلسي على البطولة. وفي كأس الأمم الأفريقية عام 1986 التي استضافتها مصر، حقق الفراعنة الفوز على المغرب وحصلوا على لقب البطولة. المباراة الثالثة بين الفريقين في هذه البطولة القارية كانت في بطولة 1998 في بوركينا فاسو، وفاز منتخب المغرب بالمباراة، لكن المنتخب المصري فاز باللقب الرابع في تاريخه. تواجه المنتخبان مرة أخرى في كأس الأمم الأفريقية بمصر عام 2006، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي وحصلت مصر على البطولة أيضا. مصدر الصورة Getty Images Image caption الجمهور المغربي يحتفل بفوز أسود الأطلس على منتخب كوت ديفوار والتأهل للدور الربع النهائي وعن "العقدة المغربية"، يقول الأدور: "لا يوجد ما يسمى بالعقدة في كرة القدم، بالرغم من أن التاريخ يميل بقوة لصالح المنتخب المغربي. كان هناك حديث مماثل في السابق عن العقدة الجزائرية والتونسية لمصر، لكن منتخب الفراعنة نجح في الفوز على المنتخبين أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة." ورشح الأدور منتخب مصر للوصول إلى المباراة النهائية في حال تخطيه لعقبة المغرب، قائلا: "لو فازت مصر على المغرب ستكون مرشحة بقوة للحصول على اللقب، وخاصة أنها ابتعدت عن منتخب السنغال القوي وصاحب أقوى خط هجوم في المسابقة." ويعود منتخب مصر للمشاركة في البطولة القارية بعد غياب ثلاث دورات متتالية، وذلك في فترة شهدت اعتزال عدد من الأعمدة الرئيسية التي قادت الفريق للحصول على البطولة ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، مثل محمد أبو تريكة وعمرو زكي ومحمد زيدان. ولا تضم البطولة الحالية سوى أربعة لاعبين من الفريق الذي شارك في آخر ظهور لمصر في نهائيات كأس الأمم الافريقية في عام 2010، وهم حارس المرمى عصام الحضري وأحمد المحمدي ومحمد عبد الشافي وأحمد فتحي. أما منتخب المغرب فيتأهل للدور ربع النهائي من البطولة للمرة الأولى منذ عام 2004 حين وصل للمباراة النهائية التي خسرها أمام تونس.
مشاركة :