شيكاغو (إلينوي) - قدم مجلس نشرة علماء الذرة الأميركي ساعة يوم القيامة 30 ثانية لتبقى دقيقتين ونصف فقط قبل منتصف الليل وهو موعد فناء العالم بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل. حذر علماء أميركيون من أن نهاية العالم اقتربت بشكل ملحوظ، العام الماضي، وذلك بسبب تعليقات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وسوداوية المشهد الأمني حول العالم. وأعادت دورية "ذا بوليتان" العلمية أو "النشرة" الخاصة بعلماء الذرة، في جامعة شيكاغو الأميركية، التي أنشأت ساعة رمزية ليوم القيامة عام 1947، ضبط دقائق الساعة من ثلاث دقائق إلى دقيقتين ونصف قبل منتصف الليل، ليقترب يوم القيامة نصف دقيقة. وأسس مجلس إدارة المجلة في السابق مجموعة من العلماء الذين ساعدوا في تطوير الأسلحة النووية في فترة الأربعينيات. ويضم المجلس حاليا علماء في الذرة وعلماء في الفيزياء والبيئة من جميع أنحاء العالم، والذين يتخذون مجتمعين قرار ضبط الساعة وتقديمها أو تأخيرها، وذلك بعد التشاور مع مجلس الرعاة ويضم 15 عالما من الفائزين بجائزة نوبل. ووضع العلماء هذه الساعة لتذكرهم دائما بأن السباق النووي يقود العالم إلى النهاية، ويعني وصول عقارب الساعة إلى منتصف الليل قيام حرب نووية تفني البشرية، وكان توقيتها السابق عند ثلاث دقائق قبل منتصف الليل، والآن تقدم 30 ثانية. وتغير توقيت الساعة 21 مرة منذ إنشائها استجابة للأحداث الدولية، ووصلت ذروتها عندما بدأ كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي السابق تجربة القنابل الهيدروجينية لمدة 9 أشهر متواصلة، ووقعت هذه الأزمة سنة 1953 وكانت بهذا أقرب مرة تصل فيها عقارب الساعة إلى أقل من دقيقتين من منتصف الليل. وحثت راتشيل برونسون، رئيسة نشرة علماء الذرة، قادة العالم على "تهدئة الأوضاع بدلا من تغذية التوتر الذي قد يقود إلى الحرب". وقالت النشرة في تقرير "خطابات الرئيس دونالد ترامب حول تغيرات المناخ، وتعزيز الترسانة النووية الأميركية وزيادة نفوذ وكالات الاستخبارات في التحقيقات، زادت من المخاطر التي تحدق بالعالم". لماذا اتخذ العلماء هذا القرار؟ ظل عقرب دقائق ساعة يوم القيامة مضبوطا عند ثلاث دقائق قبل مرور ساعة، على مدار العامين الماضيين. ولكن العلماء يرون أن هناك خطرا أكبر لوقوع كارثة عالمية في عام 2017، لذلك قرروا تحريكه إلى الأمام 30 ثانية. وذكرت النشرة أن قرار العلماء هذا جاء بعد "تعليقات مثيرة للقلق حول استخدام وانتشار الأسلحة النووية أدلى بها دونالد ترامب، بالإضافة إلى عدم اقتناعه بالإجماع العلمي الذي يؤكد على تغير المناخ وكذلك بالنظر إلى العديد من مسؤولي ادارته الذين اختارهم، وبجانب تنامي النزعات القوميات المتطرفة في جميع أنحاء العالم ". وتشمل العوامل المؤثرة الأخرى المدرجة في التقرير الشكوك حول مستقبل الاتفاق النووي مع إيران، والتهديدات للأمن الالكتروني وأمن المعلومات والانترنت وتزايد انتشار أخبار وهمية. وقرر مجلس الإدارة عدم تحريك الساعة دقيقة كاملة والاكتفاء بثلاثين ثانية فقط، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل.
مشاركة :