يعرف نظام خدمات لوجيستيات الطرف الثالث (3PL)، بأنه تلك المؤسسات، أو الشركات، التي تقوم بتقديم أوجه الخدمات اللوجيستية، بداية من التخزين والنقل وإدارة النقل والإمداد، وما تتخللها من مراحل وخدمات، كالفرز والتغليف وإعادة التغليف. وتكون تلك الشركات وسيطاً أو همزة وصل بين المنتجين والمستهلكين، وقد اصطلح على تسمية مقدمي هذه الخدمة، بمقدمي خدمات لوجيستيات الطرف الثالث ويعد هذا النوع من الشركات ذا فوائد عظيمة فى ظل العولمة، بحيث يساعد على تكوين أسواق وينقل المنتجات من أقاليم إنتاجها، إلى أماكن استهلاكها من دون إضافة أعباء رأسمالية على عاتق المنتجين. وتقوم الفكرة الرئيسية على ايجاد مراكز تجميع بضائع متنوعة، بأسلوب التموين والإمداد المستوحى من المعسكرات، بالبحث عن احتياجات السوق، ومن ثم ترتيب تجميعها وتخزينها وإعادة تسويقها. وفي عام 2008 قدر نصيب شركات خدمات لوجيستيات الطرف الثالث، بنحو 70 في المئة، من قيمة الخدمات اللوجيستية، إذ تتميز هذه الخدمة بأنها تحدث تكاملاً بين شتى أنواع المنتجات وتيسر توصيلها بالشكل اللائق والمطلوب إلى مستخدمها، فتحدث التقاء بين الطرفين المنتج والمستهلك من دون عناء وتكلفة عالية على عاتق المنتجين. ويتعين على هذا النوع من الشركات، البحث دائماً عن افضل المنتجات وأقلها سعراً، وتوفيرها بالشكل المناسب من حيث الموسمية أو المكان، فإذا تحقق هذا الأمر، أصبحت دائرة الاقتصاد أكثر تكاملاً وربطاً بين المنتجين والمستهلكين، وأكثر مقدرة على ربط الأطراف المتفاعلة بالاقتصاد. وتحتاج الأسواق العربية إلى هذا النوع من الشركات، في الأماكن الأكثر كثافة من حيث السكان والمقدرة على الشراء، وهنا يكون من الأفضل إذا تم توفيرها بالقرب من الأقاليم التي حدث فيها تعطل او شبه توقف للمؤسسات الإنتاجية، كمناطق الصراعات والتوترات، كما يمكن إنشاؤها بالقرب من الموانئ. وقد تنبهت الموانئ العالمية إلى الأهمية الكبرى لهذا النوع من الخدمات، فتم تدشين العديد من تلك الشركات الكبرى في موانئ مثل روتردام في هولندا، وميناء سنغافورة. ونود أن نشير هنا، إلى أن وجودنا في شمال الخليج العربي، بالقرب من منطقة التوترات، وبين وفرة من رؤوس الأموال، يحتاج إلى إيجاد منظومة من شركات خدمات لوجيستيات الطرف الثالث، لتمد الأسواق المتعطشة باحتياجاتها، وتأخذ بأيدي المنتجين لتنشيط إنتاجهم وتقديم ما لديهم من منتجات. * باحث في اقتصادات النقل البحري (edkw@egcss.com)
مشاركة :