علمت «الحياة» أن السلطات السودانية طردت في كانون الثاني (يناير) الجاري وكانون الأول (ديسمبر) الماضي، عشرات الإسلاميين المصريين الذين لجأوا إلى السودان في أعقاب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) من العام 2013، فيما لاح ضغط أميركي مرتقب على جماعة «الإخوان المسلمين» التي تناقش إدارة الرئيس دونالد ترامب تصنيفها «منظمة إرهابية أجنبية». وقال مصدر مصري وقيادي سابق في «الجماعة الإسلامية» لـ «الحياة»، إن السلطات السودانية طردت في الأسابيع الأخيرة عشرات من الإسلاميين المصريين من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» و «الجماعة الإسلامية». وأوضح القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين أن الخرطوم طردت مصريين «ذُكرت أسماؤهم في تحقيقات أجرتها السلطات المصرية أو وضعت عليهم هذه السلطات ملاحظات»، مشيراً إلى أن السلطات السودانية «لم توقف المطرودين أو ترحّلهم، ولكن حدثت أمور ولما تمت مناقشتها رأى الإخوة أن من الأسلم أن يغادروا السودان». وتابع: «حدث تضييق على بعض الإسلاميين المصريين، ووصلتهم رسائل غير مباشرة من السلطات بأن من الأفضل أن يغادروا السودان. بعضهم سافر إلى ماليزيا وبعض آخر إلى تركيا». واعتبر ياسين أن وضع الإسلاميين المصريين في الخارج «لن يستمر على الحال ذاته طويلاً، خصوصاً بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض». وتأتي الخطوة السودانية فيما بدأ مسؤولون في الإدارة الأميركية الجديدة مناقشة تصنيف «الإخوان المسلمين» منظمة «إرهابية». وقال الباحث في شؤون الأمن والإرهاب في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل البحيري لـ «الحياة»، إن القرار الأميركي محل النقاش سيكون تأثيره على جماعة «الإخوان» عنيفاً، وسيؤدي إلى «تحولات كبيرة في المنطقة سواء على مستوى الدول نفسها أو على مستوى جماعة الإخوان». لكنه شكك في إمكان اتخاذ قرار بتصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية لارتباطه بـ «أصدقاء وحلفاء للولايات المتحدة» يستضيفون عناصر من الجماعة، إضافة إلى ارتباطه بدول تسيطر الجماعة على السلطة فيها أو تشارك فيها مع أطراف أخرى. وتوقع «مستويات في التحرك الأميركي ضد الإخوان»، يمكن أن تبدأ بتصريحات علنية تربط بين الجماعة والعنف «وهذا في حد ذاته تحوّل خطير ونقطة مؤثرة» في بنية الجماعة وفي علاقاتها الدولية، وسيعطي دفعة لأنظمة ودول، خصوصاً مصر، لمواجهة الإخوان أمنياً وسياسياً». ولفتت وكالة «رويترز» التي كشفت أن الإدارة الأميركية الجديدة تناقش تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية أجنبية، إلى أن مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية ريكس تيليرسون وصف الجماعة بأنها «بوق للإسلام المتشدد»، خلال جلسة التصديق على تعيينه في مجلس الشيوخ. ويمنع القانون الأميركي المواطنين في الولايات المتحدة من تقديم «دعم مادي» لمنظمات مصنفة إرهابية، ويحظر على أعضاء مثل هذه الجماعات دخول الولايات المتحدة. وذكرت «رويترز» أن بعض المحافظين وناشطين مناهضين للمسلمين يقولون منذ سنوات إن جماعة «الإخوان» التي تأسست في مصر عام 1928، وفّرت البيئة الملائمة لظهور الإرهابيين. وتابعت أن بعض أفرع الجماعة بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية «حماس» شارك في أعمال عنف. وتخلت أفرع أخرى في تركيا وتونس عن العنف ووصلت إلى السلطة بالوسائل الديموقراطية. وتحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وترامب هاتفياً هذا الأسبوع وبحثا في سبل تعزيز الحرب على الإرهاب والتطرف.
مشاركة :