اتحاد الرياضة المجتمعية وشراكة المجتمع المنتج (3/ 3) - فهد بن أحمد الصالح

  • 1/28/2017
  • 00:00
  • 65
  • 0
  • 0
news-picture

تطرقنا في المقالين السابقين عن اتحاد الرياضة المجتمعية إلى الارتباط الوثيق بين الاتحاد والعديد من محاور رؤية الوطن 2030، وكذلك المبادرات المميزة التي أطلقتها الهيئة العامة للرياضة في برنامج التحوُّل الرياضي 2020، والجزء الأكبر الذي سيقع على الاتحاد الطموح في تحقيق أغلب المبادرات التي زفت للمجتمع، والتي سيصدر لها تفصيلات من خلال الخطة الإستراتيجية والتنفيذية التي سيقدمها الاتحاد لمقام الهيئة الرياضية وللمجتمع. وسيستمر اليقين لدينا بأن هذا الاتحاد سيكون الأقرب للمجتمع والمحيط بكل آماله وطموحاته, وسيكون الأكثر ديناميكية من أجل التغيير حسب الحاجة، ودفع الهمم لكي تكون الرياضة هي ثقافة المجتمع والباعث لدوام نشاطه وحيويته وسلامة بدنه وقضاء وقت فراغ أهله. والجميع على قناعة تامة بأن الاتحاد لن يستطيع أداء رسالته، ولا تنفيذ مبادراته دون شراكة منتجة مع القطاعات الثلاث (العام والخاص والأهلي)، التي سنأتي على بعضها ولو كنا نعلم أن الاتحاد سيمضي لأبعد مما سيرد، وهي: وزارة التعليم: من خلال تفعيل الاتفاقية أو مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع وزارة التعليم، والتي ستنطلق في ثلاث اتجاهات، هي (التعليم العام والتعليم المهني والتعليم الجامعي)، وسيساند ذلك دون شك اتحاد الرياضة المدرسية واتحاد الجامعات السعودية. وهذه الاتفاقية ستمكّن الاتحاد من التواصل مع شريحة عريضة من شباب الوطن، تعد بالملايين من الشباب، وسيستفيد الاتحاد من موجودات المدارس والجامعات والكليات المهنية في تحقيق رسالته وتنفيذ مبادراته مع استثمار القطاع البشري والتربوي والاجتماعي والرياضي والتعليمي، وكذلك الجامعي والمهني، والعمل على إيجاد صورة من التكيُّف مع الطالبات داخل المدارس والجامعات، وبما يحفظ لهن حشمتهن والعادات والتقاليد التي يشرف هذا المجتمع بالتمسك الدائم بها. القوات المسلحة: في قطاعاتها المختلفة (الدفاع والداخلية والحرس الوطني)، واستثمار الاتفاقية الإستراتيجية الرائعة التي تم توقيعها من أجل الاستفادة من إمكانات القوات المسلحة وملاعبها والصالات الرياضية المنتشرة في العديد من المدن والمحافظات في وطننا الغالي، واستنساخ تلك الاتفاقية مع وزارتَيْ الداخلية والحرس الوطني، والتوأمة الحقيقية مع اتحاد قوى الأمن الداخلي والشؤون الرياضية في القوات المسلحة والحرس الوطني؛ ما سيحقق جزءًا كبيرًا من طموح الاتحاد. وزارة العمل والتنمية الاجتماعية: من خلال اهتمام الوزارة ببرامج وجمعيات التطوع، ورغبتها في تطوير هذا التوجُّه، وجعله عملاً مؤسسيًّا، يستطيع من يرغب فيه أن يجده وفق خبراته وإمكانياته وأوقات فراغه. وقد وافق هذا الاهتمام بأن استحدثت الوزارة إدارة عامة للتطوع؛ لذا فإن الاتحاد الطموح سيجد ضالته مع عدد كبير جدًّا من المتطوعين، والانطلاق لتحقيق ذلك في توقيع مذكرة تفاهم مع وكالة التنمية الاجتماعية التي ستسعد بهذه الاتفاقية، والتوجُّه الموازي لطموحها الصادق. القطاع الخاص: يثق المجتمع بتطور ثقافة المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، وخصوصًا الكيانات الكبرى والمتوسطة. ولانطلاقة الاتحاد بتلك الرؤية فإنه يحقق للقطاع الخاص ما كان يأمل فيه؛ لكي يقدم الرعاية التجارية لمبادرات الهيئة واتحاد الرياضة المجتمعية، وتقنين الفوائد الموازية من تلك الرعاية. ونتطلع إلى أن نرى مبادرات وتدافعًا إيجابيًّا من الكيانات الاقتصادية، يواكب ثقة المجتمع والمسؤولية الاجتماعية الواجبة عليه؛ لأن الفائدة لكل الفئات والأعمار والأجناس. القطاع الأهلي: يُستهدف هذا القطاع بالعديد من محاور الرؤية، وسيصبح تنمويًّا بعد أن أمضى عقودًا وهو رعوي، ويقع ضمن اهتمامه أفواج من أهلنا وأحبتنا الذين هم جزء لا يتجزأ من اهتمام القيادة، وسيكونون أعضاء مستفيدين من المبادرات التي سيطرحها اتحاد الرياضة المجتمعية؛ لذا لا بد من معرفة أي الجمعيات التي ستحقق أهداف الاتحاد؛ ليمضي في التعاون المباشر معها, إضافة إلى دعم التوجُّه في إطلاق وتفعيل جمعيات شبابية، تحقق التنمية للرياضيين مع مراقبة الأداء الخاص بها؛ حتى لا تكون مثل جمعية قدماء لاعبي كرة القدم التي فرحنا بها، لكنها لم تفرحنا حتى الآن بإنجاز نحمده لها، أو نتعاون معها في تحقيقه للاعبي كرة القدم خاصة، ولكل الألعاب عامة. وحبذا أن يقف الاتحاد على واقع الجمعية، ويدفعها لتحقيق قيمة مضافة للمعتزلين والمصابين، والتفكير خارج الصندوق من أجل تحويلها من جمعية خيرية إلى جمعية تنموية، وإعادة تفعيل الصندوق الخيري للاعبين كمبادرة إنسانية من اتحاد الرياضة المجتمعية الطموح. ختامًا, سيظل هذا الاتحاد إحدى أهم ركائز المسؤولية الاجتماعية للهيئة العامة للرياضة، بل يعتبره المجتمع إحدى الهدايا التي دفعت بها رؤية الوطن 2030 وبرنامج التحول الرياض 2020, وسيبقى التطلع كبيرًا في تفاعل كل القطاعات حتى نرى ذاك الحلم وقد أصبح حقيقة؛ فالجميع يأمل في صحة عامة جيدة، ونشاط بدني متوازن؛ لكي تصبح عجلة العطاء دائمة، والهمة والعزيمة متحققة. أخيرًا، سيجني المجتمع والفرد الفائدة من نجاح الاتحاد في تنفيذ خططه وبرامجه ومبادراته.

مشاركة :