السودان: الصادق المهدي يرفض محاولات تغيير النظام بالعنف

  • 1/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى الزعيم الديني والسياسي البارز الصادق المهدي رفضه محاولات تغيير النظام بالقوة والعنف، وتعهد بالعمل من أجل التغيير عن طريق الأساليب السياسية، معلنا استعداده للدخول في حوار يستهدف مواجهة الأزمات التي تواجه البلاد سلميًا، وتوقف الحروب والهجرات والهرب من البلاد بسبب الأزمة التي تواجهها البلاد. وقال المهدي في خطبة الجمعة التي أمّ فيها المصلين بمسجد الإمام عبد الرحمن بأم درمان، أمس، إنه سيعمل على تحقيق السلام العادل الشامل، ويوقف الحرب، وعلى إقامة نظام دستوري يواجه كل أخطاء الماضي، وأضاف موضحا «نحن نقف بمحبتنا القلبية إلى جانب الحق لمواجهة الفتن، وهناك أسباب نرى فيها فتنة قبلية ودينية وعرقية». وقطع المهدي ببذل الجهود اللازمة التي تحقق السلام والحكم القومي والدستور المقبول للجميع، وقال بهذا الخصوص «سنفعل كل ما يستطاع، ونسأل الله أن يحقق هذه الأشياء الثلاثة بصورة لا يهيمن عليها أحد ولا تهزم أحدا». وشدد المهدي على أهمية وقف الحرب وإقامة الحكم المتراضى عليه قوميًا، وصياغة دستور يعالج مشاكل البلاد، ويخاطب كل الأسباب الماضية التي أدت إلى الانقلاب والانقسام. كما رفض محاولات تغيير النظام بالقوة بقوله «عقدنا اتفاقات مع كل الإخوان في الخارج واستجابوا»، وتمسك بدعوته للتغيير السلمي بالتأكيد «لا لإسقاط النظام بالقوة، ولا لتغيير مصير أي منطقة»، موضحا أنه وزملاءه المعارضين اتفقوا على التغيير باستخدام الوسائل السياسية وليس العنف. وجدد المهدي تعهده بمواجهة الاقتتال القبلي والعنصري في البلاد، ومواجهة حالة الاستقطاب الحادة التي استشرت في البلاد، وبالشروع في عقد مصالحات قبلية، مستعينًا بقدرات حزبه وأنصاره، وأسباب استشراء فتنة التنصير والإلحاد والردة، ومواجهة الأفكار المتطرفة والمنفرة، التي تسببت فيما أسماه الفتنة الدينية. وفي معرض حديثه عن الأوضاع الاجتماعية في البلاد، قال المهدي: إن السودان يعيش أزمة اقتصادية وسياسية، ويشهد حروبًا دفعت ربع السكان للهجرة في دول العالم؛ وهو الأمر الذي يجعله يستجيب لدعوات الحوار، مشترطًا على الطرف الحكومي الإيفاء بمستلزمات تحقيق بناء الثقة لوقف التدهور الذي تعيشه البلاد. ودخل رئيس الوزراء الأسبق رئيس حزب الأمة في أنشطة سياسية واجتماعية في اليوم الثاني لعودته للبلاد من منفاه الاختياري، شملت اجتماعات ولقاءات حزبية واجتماعية، وأمّ المصلين في صلاة الجمعة بمسجد الإمام عبد الرحمن بمدينة أم درمان. وقال نائب المهدي في رئاسة الحزب، فضل الله برمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المهدي استقبل أمس ممثلي حزبه في أقاليم البلاد المختلفة، كما أدى بعض الوظائف الاجتماعية، وأمّ المصلين خطيبًا للجمعة. وأوضح برمة أن المهدي سيلتقي ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والدولية في الخرطوم خلال اليوم الثالث لوصوله للبلاد. ووصل المهدي البلاد الخميس من منفاه الاختياري في مصر بعد ثلاثين شهرًا قضاها هناك، قبل أن تقرر قيادات حزبه عودته للبلاد تحت مبرر انتفاء مبررات بقائه في الخارج، وإكماله مهامه هناك. ونظم الآلاف من أنصاره ومؤيديه مهرجان استقبال مهيبا له، بدأ منذ وصوله مطار الخرطوم، وانتهى بجمع يقدر بالآلاف في باحة مسجد الإمام عبد الرحمن بالعاصمة القومية أم درمان. ويتزعم المهدي طائفة الأنصار، أكبر الطوائف الدينية في البلاد، إضافة إلى رئاسته حزب الأمة، صاحب أكبر أغلبية برلمانية أوصلته لرئاسة الوزراء في آخر انتخابات أجريت في البلاد قبل يونيو (حزيران) 1989. وتوقع برمة ناصر أن تحدث عودة زعيم الحزب حراكًا سياسيا مشهودًا، باتجاه تحقيق السلام والحريات والديمقراطية ورتق النسيج الاجتماعي، وأوضح أن المكتب السياسي للحزب يجتمع عادة في السبت أول كل شهر، وأنه سيعمل على الحفاظ على انعقاده في موعدة، ولا سيما أن عودة رئيس الحزب أتت في أواخر الشهر.

مشاركة :