أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أمس، أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (استخبارات داخلية) تمكن من إحباط مخطط إرهابي خطير لتنظيم داعش، أسفر عن تفكيك خلية إرهابية، أمس (الجمعة)، تتكون من سبعة عناصر ينشطون بعدد من مدن المملكة. وذكرت الوزارة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن هذه العملية التي تأتي في إطار رصد التهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة، تمت على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، موضحة أن عناصر هذه الخلية كانوا ينشطون بمدن الجديدة وسلا والكارة، وبقرية «بولعوان» (إقليم الجديدة) ودوار (كفر) «معط الله» بإقليم تازة. وأفضت هذه العملية الأمنية، بحسب المصدر ذاته، إلى رصد مخبأ سري أعده العقل المدبر لهذه الشبكة الإرهابية بالجديدة للتحضير لعمليات إرهابية نوعية بالمملكة، بإيعاز من قادة ميدانيين لـ«داعش» بكل من سوريا والعراق وليبيا. وأضاف المصدر ذاته أنه تم حجز أسلحة نارية، وهي عبارة عن مسدس رشاش مزود بمنظار ليلي يعمل بالأشعة الحمراء، و7 مسدسات، وكمية وافرة من الذخيرة الحية، و4 سكاكين كبيرة الحجم، وجهازين للاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى سراويل عسكرية وعصي تلسكوبية ومعدات ومواد كيميائية وسوائل مشبوهة، يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات، بالإضافة إلى سترتين مزودتين بحزامين ناسفين. وكشف مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أنه جرى تبادل إطلاق النار بين عناصر الخلية وقوات مكافحة الإرهاب بمدينة الجديدة، أول من أمس (الخميس). وكشف بيان وزارة الداخلية أن أعضاء هذه الخلية خططوا لاستقطاب المزيد من العناصر الشابة، وتجنيدهم للقيام بعمليات تخريبية تهدف لحصد أكبر عدد من الضحايا بغية خلق الرعب بين المواطنين وزعزعة الاستقرار. ويأتي تفكيك هذه الشبكة الإرهابية تزامنًا مع تواتر العمليات الإرهابية لـ«داعش»، التي استهدفت أخيرًا مجموعة من البلدان، وكذا التهديدات التي ما فتئ يطلقها مقاتلون مغاربة في صفوف هذا التنظيم عبر حملات إعلامية تؤكد عزمهم على تنفيذ عمليات مماثلة بالمملكة. وخلص البيان إلى أنه سيتم تقديم المشتبه بهم أمام العدالة فور انتهاء البحث الذي يجرى معهم، تحت إشراف النيابة العامة. ومنذ أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015، نجح المكتب في تفكيك 40 خلية إرهابية، والقبض على 548 شخصًا. ففي عام 2015، تم تفكيك 21 خلية. وخلال العام الماضي، جرى تفكيك 19 خلية إرهابية، من بينها 4 خلايا تنتمي إلى شبكة «الفيء والاستحلال» الإرهابية، وذلك بفضل السياسة الاستباقية التي اعتمدها المغرب، حسب عبد الحق الخيام، رئيس المكتب. وكشف الخيام قبل أسابيع أن 36 من هذه الخلايا مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، لافتًا إلى أنه تم في إطار الاستراتيجية الاستباقية للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب، إلقاء القبض على 548 شخصًا (275 منهم في 2015، و273 في 2016) أحيلوا إلى القضاء. وكان الإرهابيون يخططون لارتكاب اعتداءات بالمتفجرات، وتنفيذ اغتيالات وعمليات سطو مسلح. وبشأن المقاتلين المغاربة الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية، تمكّن المكتب المركزي للأبحاث القضائية ما بين 2015 و2016 من اعتقال 71 شخصًا عادوا إلى المغرب بعدما كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم داعش. وتبين أنه من أصل 47 شخصًا ألقي عليهم القبض عليهم سنة 2016، هناك 39 قدموا من سوريا والعراق و8 من ليبيا. ولقي 553 من المقاتلين المغاربة حتفهم في مناطق القتال ضمن التنظيمات الإرهابية. ومنذ 2002، تمكنت أجهزة الأمن المغربية من تفكيك 167 خلية، 46 منها كانت لها صلات وطيدة مع جماعات إرهابية، إلى جانب تنظيم داعش. وأحبط 341 مخططًا إرهابيًا، وتبين أنه من أصل 2963 شخصًا اعتقلوا، وأحيلوا إلى العدالة، كانت لدى 277 منهم سوابق.
مشاركة :