وصف عرب وإيرانيون كانوا يخططون للسفر للولايات المتحدة الإجراءات الأميركية التي تقيد السفر بدعوى مكافحة الإرهاب بأنها مهينة وتمييزية في حين تم منع خمسة عراقيين ويمني من ركوب طائرة متجهة من القاهرة إلى نيويورك. وفي الدول ذات الأغلبية المسلمة التي شملها القرار قال أشخاص كانوا يخططون للسفر لزيارة أفراد من عائلاتهم أو العمل أو بحثاً عن حياة جديدة بعيداً عن الحروب إنهم لم يعودوا راغبين في السفر إلى الولايات المتحدة. وقال نجيد حيدري وهو أميركي من أصل يمني يعمل مديراً أمنياً في شركة نفط في اليمن لرويترز "هذا ليس عدلاً ولا يصح أن تصور مجموعات ضخمة من العرب والمسلمين على أنهم إرهابيون محتملون". وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة (27 يناير/ كانون الثاني 2017) دخول اللاجئين لبلاده لمدة أربعة أشهر وحظر مؤقتاً المسافرين من سورية وست دول إسلامية أخرى. وقال حيدري "هذا قرار غبي ومروع سيضر الشعب الأميركي أكثر ما يضر أي شخص آخر لأنه يوضح أن هذا الرئيس لا يمكنه التعامل مع الناس ولا السياسة ولا العلاقات الدولية". وفي أكثر استخدام حاسم لسلطاته الرئاسية منذ توليه المنصب قبل أسبوع وقع ترامب أمراً تنفيذياً أمس لوقف دخول المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن لمدة تسعين يوماً على الأقل. وقال في تصريحات منفصلة إنه يريد أن تعطي الولايات المتحدة الأولوية للمسيحيين السوريين الفارين من الحرب الأهلية هناك. ودخلت القرارات حيز التنفيذ على الفور مما أثار الارتباك والفوضى لمن كانوا في طريقهم للولايات المتحدة ويحملون جوازات سفر من الدول السبع. قرار ظالم قالت مصادر بمطار القاهرة إن خمسة عراقيين ويمنياً منعوا اليوم (السبت) من ركوب طائرة لمصر للطيران إلى نيويورك رغم أنهم يحملون تأشيرات هجرة سارية وسيعادون لبلادهم. وقالت فاريبا وهي إيرانية-أميركية طلبت عدم ذكر اسم عائلتها وتعيش في نيوجيرسي إن والديها لن يتمكنوا من زيارتها للاحتفال برأس السنة الإيرانية في مارس/ أذار. وقالت "هذا قرار ظالم. ما هي خطيئتنا؟ ماذا فعلنا لنستحق مثل هذا الحظر؟ الإيرانيون لم يتورطوا على الإطلاق في أعمال إرهابية في الولايات المتحدة". وتابعت قائلة "هذا الحظر سيدمر حياتنا. شكراً سيدي الرئيس. هل تجعل أميركا عظيمة من خلال إيذاء الأبرياء؟". وبعض من كانوا يخططون للسفر للولايات المتحدة قالوا إن القرار سيضر بوظائفهم ويخشى آخرون على سلامة عائلاتهم. وفي بغداد قالت بيان عادل، وهي طبيبة تعمل في وزارة الصحة العراقية كانت قد تقدمت بطلب تأشيرة دخول للولايات المتحدة لحضور ندوة طبية، إن على الأكاديميين العراقيين زيارة أوروبا بدلاً من الولايات المتحدة التي باتت لا ترحب بالوافدين. وقالت "قرار ترامب للأسف إهانة مشينة ليس فقط لنا كأكاديميين بل لكل العراقيين". واتفق مع هذا الرأي عبد الغفار وهو أستاذ جامعي (43 عاماً) في العاصمة السودانية الخرطوم إذ قال إنه كان يحاول السفر للولايات المتحدة لدراسات الدكتوراه. وأضاف "هذا القرار إن طبق سيكون كارثة... لدي عمل في السودان ولا أرغب في الهجرة للولايات المتحدة لكن لأدرس فقط هناك. هذا القرار غير منطقي". وفي بيروت قالت جومانا غازي (34 عاماً) وهي لاجئة من اليرموك في سورية تعيش في مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية إن القرار "سيدمر حياة كثير من الناس". وأضافت "من حقنا أن نقلق على حياة أطفالنا. هذا القرار خاطئ. بالطبع لن نذهب لنفجر أي شيء... كل ما نطلبه هو الأمن والحرية".
مشاركة :