القاهرة/ حسين القباني / الأناضول حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، من التدخل بالشأن النوبي في بلاده، مستحضراً مصير أفغانستان والصومال. جاء ذلك في كلمة للسيسي، خلال حوارمفتوح بمؤتمر شبابي منعقد بأسوان (جنوب)، في إشارة منه لمحاولات لم يحدد من وراءها للتدخل في مناطق النوبة التي تقع جنوبي البلاد وواجه أهلها مشاكل تاريخية مع الدولة إبان تهجير سكانها من قراهم الأصليين مع بناء السد العالي المصري في ستينيات القرن الماضي. وعن سر الاهتمام الحكومي بقرى النوبة دون محافظات الصعيد (جنوب)، أوضح الرئيس المصري، أنه "وجد من يتدخل في النوبة ويعطي انطباعا ليس حقيقيا أن البلد تهملهم من أجل إحداث مشاكل للبلد، وهناك محاولات كانت لناس (لم يحددها) تريد عمل فتن، وتدخلنا في صراعات ليس لها داع". وأكد أنه كان ضروريا أن "نقول أننا سننهي مشاكل النوبة أولاً"، داعياً المصريين للانتباه لما يحدث، محذراً إياهم من مصير أفغانستان والصومال. وأضاف في هذا الصدد:"انتبهوا هل أفغانستان رجعت والصومال رجعت؟ ومطلوب دول أخرى (لم يسمها) لا ترجع، وأنا أتيت اليوم لأفهمكم ذلك وأحذركم من أهل الشر (مصطلح يستخدمه عادة ضد مناوئيه)". وعانت الصومال وأفغانستان من صراعات وتدخلات دولية على أراضي كلّ منهما مع مواجهة مسلحين طيلة سنوات ماضية، مما أسفر عن تمزق للدولتين ما زالتا تعانيان من تداعياته حتى الآن. وتابع "إياكم ألا تصدقوا أن مصر ستعود بلد عظيمة، ستعود بنا كلنا بشرط كلنا من النوبة إلى جنوب سيناء (شرق) إلى الإسكندرية (شمال)، كلنا مع بعض، ولا نسمح لأحد يتدخل بيننا". جاء حديث السيسي عقب طلب سيدة تدعي بدور خليل، من مركز نصر النوبة، خلال المؤتمر، بألا يحزن من النوبة فهي مصرية وأهلها يرفضون تدويل القضية النوبية. وقالت خليل "منذ أكثر من 60 سنة نسمع وعوداً، وأتمني أن ينفذها الرئيس في عهده"، مطالب بمشروعات صناعية، وهو ما أكد ابراهيم محلب مستشار السيسي على العمل على تنفيذه بخلاف إصلاحات جارية بحقق 44 قرية نوبية. وعلى فترات، يطالب أهالي النوبة الذين تم تهجيرهم من مساكنهم إلى مناطق أخرى، مطلع الستينيات من القرن الماضي، بالتزامن مع إنشاء السد العالي المصري، ويتواجدون بكثرة في الإسكندرية والقاهرة بالعودة إلى موطنهم الأصلي، وسط دعوات يثيروها نشطاء نوبيون من وقت لآخر بتدويل القضية للحصول على حقوقهم.ولخصت دراسة صدرت عام 2010 عن لجنة المتابعة المنبثقة من الهيئات النوبية في الإسكندرية، المطالب النوبية في 4 مطالب، هي تنفيذ حق العودة للنوبيين إلى موطنهم الأصلي، وإعادة فتح الملف الخاص بالتعويضات النوبية المجحفة، ومعاملة النوبيين معاملة الأولى بالرعاية سواء فى المخصصات المالية أو العينية، والاهتمام بالثقافة النوبية والتراث النوبي في وسائل الإعلام المختلفة، سواء المرئية منها أو المسموعة أو المقروءة. وتنص المادة (236) في الدستور المصري الحالي على أنه "تعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشروعات، تعيد سكان النوبة إلي مناطقهم الأصلية وتنميتها خلال 10 سنوات، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :