«سنيار الخليج الأول».. ألوان تكسر المألوف

  • 1/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بمشاركة 13 فناناً من الإمارات والخليج العربي، افتتح أخيراً معرض «سنيار الخليج الأول»، في غاليري سنيار بدبي، مقدماً مجموعة من الأعمال التي تتباين في الأسلوب، فتنطلق بالتجريد اللوني لتصل الى اللوحات ذات التراكيب النافرة، وتنتهي بالأعمال المفاهيمية والتصوير الضوئي. واللافت في هذا المعرض الذي سيكون محطة سنوية في الغاليري، أنه جاور تجارب شديدة الاختلاف، كاسراً النمط المتعارف عليه في المعارض الجماعية الذي يتبع ثيمة موحدة، ونجح في إيجاد الألفة البصرية في ما بينها، وأبرز ابداعات كثيرة ومتنوعة تخرج اللون عن النمط الروتيني المألوف. مشاركون يشارك في المعرض مجموعة من الفنانين وهم الدكتورة نجاة مكي، وعبدالرحيم سالم، سلمى المري، وخليل عبدالواحد، منى الخاجة، يعقوب أهلي، ويوسف بن شكر. أمّا من الخليج فشارك، أمل العاثم من قطر، زمان جاسم من السعودية، وعنبر وليد ومحمد قمبر من الكويت، وعمر الراشد من البحرين، ووضاح المسافر من عمان. ما أن تدخل القاعة حتى يباغتك الاختلاف المتناغم، فتجد الحروف التي يقدمها السعودي زمان جاسم، والأقنعة التي حملها عنبر وليد إلى اللوحة ووضعها على أجساد البشر، فيما نرى كيف وظف اللون تجريدياً في المساحات البيضاء مع كل من نجاة مكي، وعبدالرحيم سالم، وعمر الراشد، ومنى الخاجة. في المقابل، قدمت بعض الأعمال التعبيرية أو التي تمزج أكثر من أسلوب ومنها أعمال سلمى المري التي ركزت على التركيب اللوني، وأمل العاثم، فيما حضرت المفاهيمية مع الفنان خليل عبدالواحد. افتتح المعرض المدير التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم، محمد سعيد الشحي، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «افتتاح المعرض بالتزامن مع فعالية (اكتشف دي ثري)، مهم بالنسبة لنا، لأننا نقدم فكرة عن الابتكارات والإبداعات لدى الفنانين، ونحن نسعى الى تقديم الفن والإبداع فالفن التشكيلي جزء من التصميم وما يقدم في الحي». وشدّد على سعيهم الدائم الى جعل الناس تأتي وتستلهم من الإبداعات التي تعرض في حي دبي للتصميم. من جهتها، قالت مؤسِسة سنيار غاليري، الفنانة سلمى المري عن المعرض ومشاركتها، «عملنا من خلال المجموعة على اختيار نخبة من الفنانين الخليجيين، وسيكون المعرض محطة سنوية، وقد اعتمدنا على ثقل الفنان، ولهذا فإن لكل فنان أسلوبه المختلف، ولكن القوة في الأسماء الفنية والأعمال كان الأساس». ولفتت الى أنها تعمل على أن يكون لديها برنامج محدد وسنوي، كما تسعى الى إيجاد مركز تدريب للفنون التشكيلية في الغاليري، مشدّدة على أن أعمالها تراوح بين التعبيرية والتجريد، فتعمل على إيجاد البروز في اللوحة، وتستخدم الأكريليك بأسلوب خاص، لإيجاد الملامس المختلفة. بدورها أكدت الدكتورة نجاة مكي، أن العملين اللذين تشارك بهما في المعرض، هما من مجموعة الدائرة التي استقتها من العملة المعدنية، وتقدم في لوحة برج خليفة بشكل مجرد، والآخر تقدم فيه اللون المستوحى من البحر، مشيرة الى أن البحر والبر أساسيان في لوحتها. وأكدت أن اللوحة الدائرية تعني الحياة والموت في الوقت ذاته، والولادة والانبثاق، فهي الديمومة والديناميكية، وكذلك الحركة المتواصلة والكواكب، وأي لون يدخلها يتحرك من خلالها، لافتة الى أنها تتطلب الحذر في التعامل. ونوهت بأنها اختارت برج خليفة لأنه رمز للإمارات، ووضعته بشكل مجرد وغير مألوف لرصد الحضارة المتنامية للإمارات. بينما أكد المصور يعقوب أهلي، أنه سعى من الأعمال التي عرضت الى إبراز لقطات مميزة ومنها «بقعة ضوء» وهي صورة التقطها بشكل فوري في حفل للسيرك، في مشهد يبرز العارضة التي تقوم بعملها من خلال الضوء المسلط عليها، وظلها في خلفية الإضاءة، مشيراً الى أنه يسعى الى ابراز فكرة المردود الذي لابد أن يحصل عليه المرء من العمل الجيد. ونوه بأنه من الضروري أن يستغل الفنان اللحظة والمصادفة كي يلتقط العمل، موضحاً أنه في حال فهم الفنان كيف يستخدم الأدوات تقنياً الى جانب الخلفية الفنية يمكنه أخذ اللقطة بشكل سريع جداً. بينما قدم الفنان الإماراتي خليل عبدالواحد أربع لوحات من سلسلة أعمال قام بإنتاجها من خلال أدوات العمل الفني لمجموعة من الفنانين. ولفت الى أنه قام بتجميع الأدوات المتباينة لإبراز الأداة التي يتشكل منها العمل، موضحاً أن زيادة المواد التي يجمعها تجعل العمل لديه أقل تحدياً، اذ يتمكن من توظيفها. وأشار الى أنه عرض الأدوات التي أخذها من منى عبدالقادر، وابتسام عبدالعزيز، الى جانب السكين من الفنان الراحل عبدالكريم السيد، الذي يراه بات أكثر قيمة، مشدداً على أنه عمل على تجميع أدوات 16 فناناً، الى جانب عمله على مشروع آخر. المصور الإماراتي يوسف الشكر الزعابي، لفت الى أنه يقدم اعمالاً كثيرة من التصوير بجانب فنانين تشكيليين، وهي تحت عنوان رمال ليوا، موضحاً أنها تعبر عن حجم الكثبان باستخدام آلية التحجيم، فالصورة من دون وجود الإنسان لن تكون مفهومة. وشدد على أن هذه الصور تعبر عن ماضي الإماراتيين الذي لا يجب أن يهمل وينسى، منوهاً بأن وجود الإنسان في العمل من الأمور المهمة جداً بالنسبة اليه. وشدد على أن كلمة مصور باتت جداً سهلة في هذا الوقت، ولهذا يفضل أن يبقى تعامله مع التصوير على أنه هواية لأنه حين سيفكر بأنه بات محترفاً طموحه سيقل. أما الفنان الكويتي محمد قمبر، فلفت الى أنه عمل على تجريد اللون وفق اشكال هندسية، مشيراً إلى أن هذا النمط أتى بعد مروره بمراحل عدة في الفن، موضحاً أن العناصر التي كان يستخدمها في السابق هي نفسها ولكن التقنية اختلفت. وأشار الى أنه اعتمد التكرار في اللوحة، ولكن ليس الموجود في الزخرفة الإسلامية وإنما التكرار الحر، الذي يحدث أشكالاً تكون الفراغات. وأضاف أن «اللوحة تحتمل الكثير من الأشكال الهندسية، ومنها المثلث والمربع، والألوان الكثيرة، وهذا يدخل ضمن العناصر المهمة للفنان، للابتعاد عن الرتابة والملل».

مشاركة :