ألعاب بلا شعبية: لماذا احتكرت كرة القدم جماهير المشجعين؟!

  • 4/9/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في المملكة لا أحد يجادل في ذلك، لكن هناك ألعاباً تستحق أن تكون لها شعبية أكبر مثل كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد إذا لم نقل التنس والسباحة، ورغم أن هذه الألعاب موجودة في أنشطة الأندية ومشاركاتنا الخارجية لكن شعبيتها على المستوى المحلي تبدو ضئيلة رغم مرور سنوات طويلة على ممارستها: - لماذا لم تحقق هذه الألعاب الشعبية المطلوبة؟ - وما دور الإعلام الرياضي في الترويج لهذه الألعاب؟ - وما مدى أهمية أن تكون لنا فرق قوية في هذه الألعاب مع تزايد مشاركاتنا في المسباقات الخارجية؟ المشاركون في القضية - الأمير ممدوح بن عبدالرحمن: رئيس نادي النصر سابقاً وعضو شرفه حالياً. – أ.د. عبدالرزاق أبو داود: رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية بالاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس سابق للنادي الأهلي. - د. ناصر الخرعان: كاتب إعلامي. - د. عبدالعزيز أحمد سرحان: لاعب سابق وعضو شرف نادي الوحدة وكاتب صحفي. - عدنان جستنيه: كاتب وناقد صحفي رياضي. - د. جاسم الياقوت: رئيس نادي القادسية سابقاً وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقاً. - فريد مخلص: رئيس القسم الرياضي بإذاعة جدة سابقاً وكبير المذيعين الحاليين. - جمال تونسي: رئيس نادي الوحدة سابقاً. - عثمان أبو بكر مالي: الكاتب والناقد الرياضي. في البدء يتطرق أ.د. عبدالرزاق أبو داود، لأسباب عدم تحقيق الألعاب المختلفة الشعبية المطلوبة قائلاً: لا يخفى على أحد أن كرة القدم هي الأكثر إثارة والأكثر جاذبية بالنسبة لشعوب العالم وللشباب على وجه الخصوص، وإضافة لإثارتها وجاذبيتها فهي سهلة في الممارسة ولا يوجد بها تعقيد ولا تحتاج إلى كثير من الأدوات والإمكانات، لذلك فإن بدء ممارستها اقترن بالبساطة، إذ بدأ بممارستها جنود الصين قبل نحو ألفين وسبعمائة عام، بهدف التدرب والاستعداد للحرب، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الشعوب بممارستها ووجدت فيها متعة كبيرة، وما زالت تستمتع بها، ومما زاد في شعبيتها ظهور عدد هائل من النجوم الذين اجتذبوا شعبيات كبيرة في مختلف مناطق العالم، وبالتأكيد الإعلام يهمه في المقام الأول أن يغطي اللعبة الأكثر شعبية ألا وهي كرة القدم، الأمر الذي أسهم في زيادة شعبيتها والتفاف الناس حولها بشكل أكبر بكثير من الألعاب الأخرى، المحدودة في الممارسة وفي الشعبية. وما زاد في شعبية كرة القدم على المستوى المحلي، الاهتمام بها أكثر من غيرها في المدارس والجامعات، التي غالباً ما يعمد مدرس التربية البدنية فيها إلى أسهل طريقة، وهي إحضار كرة قدم وإعطائها للطلاب والاكتفاء فقط بحمل الصافرة، بينما الألعاب الأخرى مثل كرة السلة والطائرة واليد وغيرها من الألعاب، تتطلب منه تقسيم الطلاب، وشرح قوانين اللعبة، لذلك غدت كرة القدم الأسهل لمدرسي التربية البدنية، والأكثر جذباً وتشويقاً لممارسيها، وما أسهم في ازدياد شعبيتها وتعلق شعوب العالم بها، الاهتمام الإعلامي المتزايد بها الذي لا يمكن مقارنته بأي لعبة أخرى، إذ تتنافس القنوات الفضائية على حقوق نقل المسابقات الرياضية الخاصة بكرة القدم، من ذلك نقل الدوريات في بلاد أوروبا وأمريكا الجنوبية والبلاد العربية كافة، وهي بلا شك باتت تحظى بمتابعة مستمرة من قبل الشباب، وحتى كبار السن أصبحوا يجدون متعة كبيرة في متابعتها والقضاء على أوقات فراغهم، الأمر الذي يعني أن كرة القدم ستبقى إلى عقود طويلة قادمة، اللعبة الأكثر شعبية في العالم. المسؤولية مشتركة أما الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، فيقول: ليس هناك شك في أن كرة القدم لها تأثيرها على دول العالم وليس على المملكة العربية السعودية فحسب، ومعروف أنها اللعبة الشعبية الأولى، لكن ليس هناك من شك أيضاً أن الألعاب المختلفة ينبغي أن يكون لها حضورها في المشهد الرياضي المحلي، وباعتقادي الشخصي أن هذا الأمر من الممكن أن يتحقق، ومن الممكن أن نرتقي بجماهيرية وشعبية هذه الألعاب، متى ما اهتمت الاتحادات الرياضية بمسابقاتها، وأعطتها وسائل الإعلام خصوصاً القنوات الفضائية الزخم الذي تستحقه. لذلك أرى أن المسؤولية مشتركة بين هذه الجهات، ولا بد أن يكون هناك تنسيق ما بين المسؤولين عن الاتحادات الرياضية والمسؤولين في الجهات الأخرى، مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام. ولا بد أيضاً من دعم الاتحادات الرياضية من قبل الدولة، لتتمكن هذه الاتحادات من الصرف على هذه الألعاب، وتخصيص مكافآت وجوائز بمبالغ مالية كبيرة، تكفي الأندية شر الحاجة. إيقاف الإعانات أما د. جاسم الياقوت، فيقول: كانت أنديتنا قبل عشر أو خمسة عشر عاماً تزخر بهذه الألعاب، وكانت بعض الأندية يصل عدد الألعاب المختلفة فيها ما بين خمس عشرة إلى عشرين لعبة، ومن هذه الأندية كان نادي القادسية الذي تشرفت برئاسته لزمن طويل والحمد لله، إذ وصل عدد الألعاب الممارسة فيه إلى ثمانية عشرة لعبة. والسبب الرئيسي في تدهور الألعاب المختلفة داخل أنديتنا، يعود بالدرجة الأولى إلى إيقاف إعانات الأنشطة الرياضية عام 1417 - 1418هـ التي كانت تسهم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وعندما تم إيقاف الإعانات أصبحت هذه الألعاب تشكل عبئاً كبيراً على إدارات الأندية، خصوصاً إذا ما عرفنا أن هذه الألعاب ليس لها إيرادات ولا دخل، فاضطرت أكثر الأندية إلى التخلص من هذه الألعاب، وبقت بعض الأندية الصغيرة من أندية الدرجة الأولى، تهتم بهذه الألعاب بجهود ذاتية، مثل أندية القطيف والنور ومضر وضمك والهدى والصفا، واستطاعت بحق أن تحقق نتائج لافتة، أو بمعنى أصح استطاعت أن تخرج من عصر الهواية إلى عصر الاحتراف والمشاركات الخارجية، ونجوم من هذه الأندية أصبحوا يشاركون في الأولمبياد، واتحاد ألعاب القوى ممثلاً بسمو الأمير نواف بن محمد، بذل جهداً كبيراً للنهوض بهذه الألعاب، إذ أتاح سموه لنجوم هذه الأندية أن تتدرب مع الفرق العالمية، وأقام لها معسكرات، وأصبحت هذه العناصر تحقق نتائج في الأولمبياد. وعن سبب إيقاف إعانات الأندية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، يقول الياقوت: سبب ذلك أن بلادنا في فترة من الفترات كانت تمر بظروف اقتصادية صعبة، اضطرت معها إلى إيقاف أي شيء تحت بند (إعانة)، وأنا أطالب من خلال مجلتكم الغراء الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بإعادة الإعانات إلى ما كانت عليه، بل وزيادة مخصصاتها المالية للنهوض بهذه الألعاب، بعدما تجاوزت ولله الحمد بلادنا تلك الظروف العصيبة، وأصبح هناك فائض في الميزانيات. الاعتماد على الحواري وعما إذا كان من الأهمية بمكان أن تكون لنا فرق قوية في الألعاب المختلفة، خصوصاً مع تزايد المشاركات في المسابقات الخارجية، يقول جمال تونسي: من الطبيعي أن تكون لنا فرق قوية في هذه الألعاب، لكن للأسف الأندية لا تستطيع بمفردها أن تنتج هذه الفرق القوية، لأن إصلاح الرياضة في المدارس والجامعات ووضعها على أسس صحيحة وإعادة النظر فيها بشكل جدي، هو الذي سيسهم في ازدهار هذه الألعاب. الأندية الرياضية اليوم لا تستطيع أن تنتج لاعبين مميزين في كرة القدم إلا بشكل محدود جداً، وتعتمد كثيراً على الحواري، ولو ذهبت الآن إلى الحواري من النادر أن تجد أحداً يمارس لعبة الطائرة أو السلة أو اليد أو غيرها من الألعاب، ستجد غالبيتهم يمارسون كرة القدم، وهذا دليل واضح على أن الألعاب الأخرى تجد صعوبة كبيرة جداً في الانتشار، وحتى نضمن انتشارها بالشكل الصحيح، لا بد أن نبدأ بالاهتمام بها من المدارس، وأن نوعز لمدرسي التربية البدنية أهمية أن تكون كل حصة رياضية مختصة بلعبة ما، فحصة للقدم، وحصة للسلة، وحصة للكرة الطائرة، وحصة لكرة اليد وهكذا، مع ضرورة شرح قوانين كل لعبة، ولو أتخذ هذا القرار بشكل رسمي من قبل وزارة المعارف، وتم تطبيقه نظاماً على جميع مدارسنا بمختلف المراحل الدراسية، فإننا شيئاً فشيئاً سنجد حضوراً فاعلاً لهذه الرياضات في أنديتنا، إذ ستظهر المواهب في مدارسنا في هذه الألعاب، وستجد أنديتنا حاضنة لها بإذن الله تعالى. الإعلام.. والاستثمار أما د.ناصر الخرعان، فيقول: إن من أهم الأسباب التي جعلت الألعاب الشعبية لا تحقق المطلوب منها، رغم وجودها داخل أنديتنا الرياضية منذ زمن بعيد، يعود بالدرجة الأولى لانعدام الاستثمار والتسويق الرياضي لهذه الألعاب، وعدم خلق أجواء تنافسية من خلال ممارستها داخل مدارسنا وجامعاتنا، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في إيجاد متابعين تشربوا بحب هذه الألعاب، وبالتالي ازدياد المتابعين لها. وهنا يأتي دور الإعلام الرياضي في الترويج لهذه الألعاب، وإن كنت أرى من وجهة نظر شخصية أن الإعلام الرياضي ينقسم إلى قسمين، قسم إعلام حكومي، وقسم إعلام تجاري. الإعلام الحكومي يقتصر على إظهار الألعاب الأخرى، بحكم أن جمهور كرة القدم طاغٍ. أما الإعلام التجاري، فلا يهمه سوى كثرة المتابعين، وينظر إلى المردود المادي بعناية فائقة، لذلك يتجه إلى القطاع الخاص، ويتناسى الواجب المناط به في خدمة الرياضة، وبالتالي هو مقصر في إظهار عطاء نجوم الألعاب المختلفة، ويبخس حقهم في تسليط الضوء على إنجازاتهم، لذلك يجب أن تكون الرياضة بجميع ألعابها متساوية في الفرص لجميع الألعاب المختلفة، وأن تتقاسم مع كرة القدم الاهتمام، حتى عندما نخفق في كرة القدم، نجد على الأقل ما يجمع لنا رصيداً من المكانة البطولية بين الدول الأخرى. البنية الصحيحة وعن مدى أهمية أن تكون لدينا فرق قوية في هذه الألعاب مع تزايد مشاركاتنا في هذه المسابقات الخارجية، يقول عدنان جستنيه: قبل أن نفكر في مشاركاتنا الخارجية، علينا أولاً أن نؤسس الأساس الصحيح، ونضع البنية الصحيحة، وذلك بأن نعد اللاعب الإعداد الصحيح للمشاركة الخارجية وليس لمجرد المشاركة، ونحن نتذكر أننا شاركنا في الأولمبياد في فترات سابقة، وكان عدد الوفود يصل لـ 200 لاعب، فقط للمشاركة والمتابعة والاستمتاع بالمشاهدة، في هذا الزمن اختلف الأمر، الآن نحن في زمن الاحتراف، عندما أريد أن أشارك عليّ أولاً أن أعد لاعباً إعداداً صحيحاً؛ ليشارك ويحقق ما نطمح بتحقيقه. أما إذا لم تكن لديَّ الإمكانات لصناعة نجم يحقق لي البطولات، فليس شرطاً أن أشارك، عليَّ أن استمر في إعداد البطل حسب إمكاناتي وجهودي الإعداد الصحيح، وعندما أؤهل نفسي التأهيل الصحيح وأجد الدعم المادي والمعنوي والإعلامي، أستطيع أن أشارك مشاركة فاعلة تحفظ لوطني مكانته وحضوره في المحفل العالمي. 10 % ويرى فريد مخلص كسابقيه من المشاركين أن اللوم على الإعلام الرياضي حينما يقول: لم تحقق هذه الألعاب الشعبية المطلوبة لأن الإعلام مقصر كثيراً في تغطية ومتابعة هذه الألعاب المختلفة فتركيزه منصب بنسبة كبيرة على اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهي كرة القدم، ثانياً اهتمامات الأندية بالألعاب المختلفة لا تصل إلى نسبة 10 % من اهتماماتها بكرة القدم، ثالثاً المخصصات المالية التي تخصص للألعاب المختلفة ضئيلة وإن لم تكن معدومة فكيف تطالب بتطوير هذه الألعاب؟ وكيف تطالب بنتائج جيدة على المستوى المحلي؟ وكيف تطالب بمشاركة هذه الألعاب خارجياً؟ أنا أرى أنه لا بد أن يكون هناك تخصص في مثل هذه الألعاب بحيث يتخصص نادٍ مثلاً في لعبة السلة والطائرة ونادٍ آخر يتخصص في (ألعاب القوى) وبالتالي يكون لدينا أندية أكثر من نادٍ متخصص في الألعاب المختلفة ويكون كل الدخل لهذه الألعاب حتى تؤتي هذه الألعاب ثمارها. اليوم اللاعب يحتاج إلى مكافأة فوز ومرتب شهري.. فكيف نغري اللاعب على الاستمرار في ممارسة الألعاب المختلفة وهو يسمع عن عقود ببلايين الريالات للاعبي كرة القدم؟ نحن لا نطالب بالمساواة لأن هذا مستحيل وغير منصف ولكن نطالب بجزء من هذه الاهتمامية ومكافأة اللاعب على لعبه وإنجازاته على ما تحقق، ولا شك أن النقل التلفزيوني مهم جداً للاعب الناشئ بالذات لأنه يريد أن يرضي غروره من خلال مشاهدة أهله وأقاربه وأصحابه أثناء مشاركته في المباريات فهذا دافع كبير له للوصول إلى أحسن المستويات ولا بد من مضاعفة ميزانية الاتحادات الرياضية المختلفة فإذا كان نادٍ مثل نادي عكاظ في الطائف وهو بطل المملكة في الملاكمة والتايكندو وأراد أن يشارك في بطولة عربية ولم يدعمه اتحاد اللعبة بمبلغ مالي كي يتمكن من تشريف المملكة فكيف نطالبه بتحقيق نتائج جيدة؟ على الاتحادات الرياضية المختلفة أن تسعى جاهدة طالما أن الدعم محدود من قبل الرئاسة لإيجاد شريك يرعى هذه الاتحادات، فهناك الكثير من الشركات الكبرى ورجال الأعمال لو طرقنا أبوابهم لنجد منهم العون والمساعدة. الإعلام الرياضي ومن جانبه يقول د. عبدالعزيز أحمد سرحان: لو نظرنا لتاريخ الألعاب الرياضية نجد أن كرة القدم من أقدم هذه الألعاب إن لم تكن أقدمها، وأنا هنا لا أضع الألعاب الرياضية المختلفة التي تمارس في الدورات الأولمبية مثل رفع الأثقال والقفز بالزانة وغيرها ضمن هذه الألعاب، لكنني أعني الألعاب الرياضية التي تحظى بشعبية طاغية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، التي تكون فيها الملاعب محجوزة بالكامل منذ بداية الموسم الرياضي... وهذه الألعاب هي كرة القدم والسلة والطائرة والتنس الأرضي وكرة اليد. ونعرف جميعاً أن اللعبة الأولى التي دخلت المملكة العربية السعودية، وخاصة في منطقة الحجاز وبالتحديد في مكة المكرمة هي كرة القدم، لذا انتشرت اللعبة وأصبح لها جمهور كبير مع مرور الوقت، ثم ظهرت الألعاب المختلفة في مكة، التي أسس لها نادياً في مكة هو الأستاذ زاهد قدسي - رحمه الله. ومن وجهة نظري فإن ظهور لعبة كرة القدم كأول لعبة في المملكة أعطاها الزخم الشعبي الكبير فكونت هذه الرياضة شعبية كبيرة لها، وأقبلت عليها الجماهير وعشقها الناس، وذلك لأنها تعتمد على الأقدام وهي أعضاء في الإنسان صعب أن تتحكم بما هو مألوف، فالإنسان يستطيع بيده أن يلتقط إبرة مثلاً، لكن يصعب أن يفعل ذلك بقدميه، فعشق الناس هذه اللعبة التي تعتمد على أعضاء صعب عليها التحكم في الأشياء الثابتة فما بالك بكرة يجب التحكم في استقبالها وقذفها وركلها والجري بها، لذا، استطاع الإنسان وليس كل إنسان ولكن من أتقنوا مهارات كرة القدم، استطاع أن يسيطر على الكرة بهذه الأعضاء ويتحكم بها في حالة الثبات والمشي والجري والارتقاء، فأعجب الناس بهذه اللعبة وشجعوها والتفوا حولها. أما كرة اليد والسلة والتنس فالتحكم فيها أبسط بكثير من كرة القدم. ويمضي د. عبدالعزيز سرحان قائلاً: كما أن هناك عوامل أخرى، جعلت من الألعاب غير كرة القدم لا تحظى بشعبية كبيرة في بلادنا، ومن هذه العوامل، الإعلام الرياضي الذي لم يعط الألعاب المختلفة حقها من الاهتمام ولم يسلط عليها الضوء إعلامياً، ولم يمنحها شيئاً من التشجيع، فقبعت الألعاب الرياضية الأخرى تلهث خلف كرة القدم التي طغت حتى في التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، فهم الأغلى والأغنى في العالم. كما أن الاتحادات الرياضية المختلفة لم تول هذه الألعاب الاهتمام الكافي، ولم تضع الخطط التي يمكن بها أن ترتقي بهذه الألعاب، فيجب أن تبادر الاتحادات المختلفة بالاستعانة بخبراء في هذا المجال لدراسة الكيفية الناجحة لنشر الألعاب المختلفة، وتشجيع الشباب والجماهير على حد سواء للالتفاف حولها... إذا ما علمنا أن العالم سبقنا في هذا المضمار، بينما نحن ما زلنا في أول الطريق.. الدور الكبير ويؤكد عثمان أبو بكر مالي بأن السبب الرئيس لانتشار وشعبية كرة القدم هو أنها لعبة بسيطة تمارس بلا تعقيد وبأقل عدد ممكن من الممارسين وبأدوات بسيطة وقوانينها سهلة، أما الألعاب الأخرى فهي معقدة نوعاً ما إما في أدوات وأماكن ممارستها أو في قوانينها، وتلعب المدارس والأندية والأسر دوراً محورياً في عدم انتشار الألعاب المختلفة لعدم إعطائها القدر المطلوب من الاهتمام. والإعلام الرياضي يلعب دوراً كبيراً في ضعف الترويج للألعاب المختلفة لقلة الاهتمام وعدم إعطاء مساحات كافية وعدم تبني الصحفيين المتخصصين فيها وعدم تغطية مبارياتها وإلقاء الضوء عليها وأيضاً الأمية التي تعيشها غالب وسائل الإعلام الرياضية بالنسبة للألعاب الرياضية المختلفة وقد يكون ذلك بسبب قلة الإثارة فيها ولأنها ليست بياعة؛ وأقصد بها أنها ليست مروجة للصحف ولا تستحق الانتشار بين الجماهير والقراء والأمر كذلك للبرامج الفضائية لا تحقق لها نسبة مشاهدة عالية ولا متابعة كبيرة وذلك يحسب عليها؛ لأنها تخل بمهنية مطلوبة وتجاهل واجب ضروري مطلوب منها. ويضيف عثمان مالي: الصحيح أن تكون لنا فرق كبيرة ومشاركات قوية في الألعاب المختلفة والفردية ولدينا المقومات المطلوبة لذلك فالتنوع الجغرافي في المملكة يجعل كل الاحتياجات والجينات والقوام الجسدي ومتطلبات ممارسة الألعاب الرياضية موجودة في مناطقنا الجبلية والمستوية والساحلية، أضف إلى ذلك وجود مواطنين تعود أصولهم لمناطق عرفت واشتهرت بإنتاج الرياضيين البارعين في رياضات أولمبية وجماعية وفردية مثل سباقات الجري وتنس الطاولة وكرة الطائرة والجودو والكاراتيه وغيرها. وصناعة هذه الفرق مسؤولية اتحاداتها والتقصير منها وإن كان الدعم المادي وضعف الميزانية الحكومية السبب الرئيس في ضعف هذة الاتحادات وعدم إنتاجها.

مشاركة :