قال الجيش الأميركي ومسؤولون يمنيون محليون إن جندياً أميركياً من القوات الخاصة قُتل في غارة وقعت، فجر الأحد 29 يناير/كانون الثاني، جنوب اليمن وأودت بحياة نحو 30 شخصاً من بينهم من يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة ومدنيون. والقتيل أول جندي أميركي يسقط بعد تولي إدارة الرئيس دونالد ترامب الحكم، وفي أول عملية لها في اليمن ضد فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي استهدفته مراراً ضربات من طائرات أميركية بدون طيار. وقال تنظيم القاعدة إن الغارة التي وقعت في حي يكلا بمحافظة البيضاء أسفرت عن مقتل عبدالرؤوف الذهب الزعيم الكبير بتنظيم القاعدة باليمن وآخرين. وقال مسعفون في موقع الهجوم إن 30 شخصاً قتلوا بينهم 10 نساء وثلاثة أطفال. وجاء في بيان للجيش الأميركي أن 14 مقاتلاً من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قُتلوا في الهجوم الذي نتج عنه جمع "معلومات ستقدم على الأرجح نظرة عميقة للمخططات الإرهابية في المستقبل؟". وأصيب ثلاثة جنود أميركيين آخرين في العملية التي تعرضت فيها طائرة عسكرية لهبوط اضطراري وجرى "تدميرها عمداً في الموقع". رصاصة في العنق قال أحد السكان الذي طلب عدم نشر اسمه: "بدأت العملية في الفجر حينما قصفت طائرة بدون طيار منزل عبدالرؤوف الذهب ثم حلقت طائرات هليكوبتر وأنزلت مظليين في منزله وقتلت كل من كانوا بالداخل". وأضاف: "ثم فتح مسلحون النار على الجنود الأميركيين الذي غادروا المنطقة وقصفت الطائرات الهليكوبتر المسلحين وعددا من المنازل مما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى". وأكد ضابط أمن يمني ومسؤول محلي سقوط هذا العدد من القتلى. وقال فهد وهو أحد السكان طلب أن يذكر اسمه الأول فقط إن عدة جثث لا تزال تحت الأنقاض وأن منازل ومسجداً تعرضت لأضرار بسبب الهجوم. وفي رسالة على حسابها الرسمي على تليغرام -وهو منصة إلكترونية للتراسل المشفر- نعى تنظيم القاعدة "المجاهد" الذهب ومتشددين آخرين قتلوا في الهجوم دون أن تحدد عدد القتلى من أعضائها. ومن بين الأطفال الذين قتلوا في الغارة الطفلة أنوار العولقي البالغة من العمر 8 سنوات، وهي ابنة أنور العولقي المولود في الولايات المتحدة وأحد القادة اليمنيين البارزين للقاعدة والذي قتل في ضربة لطائرة أميركية بدون طيار عام 2011 وذلك وفقا لما ذكره جدها. وقال ناصر العولقي لرويترز إن الطفلة أصيبت برصاصة في العنق وعانت لساعتين قبل أن تلقى حتفها ووصف الأمر بأنه جريمة كبرى. هذه أول عملية برية عسكرية أميركية خاصة في اليمن منذ ديسمبر/كانون الأول 2014، أي قبل أشهر من انزلاقه للحرب الدائرة منذ عامين تقريباً التي جعلت البلاد أكثر خطراً وأتاحت مجالاً للقاعدة للتوسع. وحاولت قوات خاصة أميركية وقتها إنقاذ رهينة أميركي وآخر من جنوب إفريقيا احتجزهما تنظيم القاعدة في جزء آخر من البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2014 لكن الرهينتين قُتلا في تبادل إطلاق النار الذي اندلع بعد ذلك. ونفذت الولايات المتحدة عشرات من الضربات بطائرات بلا طيار خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أخطر فروع التنظيم العالمي. كان هذا الفرع من تنظيم القاعدة قد شن الهجوم الذي استهدف مجلة شارلي إبدو في باريس عام 2015 وحاول مرارا إسقاط طائرات ركاب أميركية.
مشاركة :