قتل عشرات من مسلحي القاعدة إضافة إلى مدنيين وجندي أميركي في اليمن فجر أمس الأحد (29 يناير/ كانون الثاني2017) في هجومٍ شنته قوات النخبة الأميركية هو الأول ضد التنظيم المتطرف في هذا البلد منذ تسلم الرئيس دونالد ترامب منصبه. وأعلن الجيش الأميركي مقتل 14 من مسلحي «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، فرع تنظيم القاعدة في اليمن الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم في العالم، في الهجوم في يكلا (وسط)، بينما أفادت مصادر محلية بمقتل 41 من مسلحي التنظيم و8 اطفال و8 نساء. من جهته، قال تنظيم القاعدة في بيانٍ إن 30 شخصاً بينهم نساء وأطفال قتلوا في الهجوم الذي نفذته «اربع مروحيات قتالية»، مشيراً إلى أن القوات الأميركية خسرت جنوداً بينما لم يقتل أي عنصر في التنظيم. ترامب أجاز الغارة هذا، وقال مسئول عسكري أميركي إن الرئيس دونالد ترامب أجاز غارة شنتها القوات الأميركية الخاصة على مقر تنظيم القاعدة في اليمن واستهدفت جمع معلومات مخابرات عن التنظيم. وأضاف المسئول أن القوات الأميركية لم تضبط أي متشدد أو تأخذ أي أسرى من الموقع بعد الهجوم. وبحسب القيادة الوسطى الاميركية في تامبا بفلوريدا، فقد قتل في الهجوم في محافظة البيضاء وسط اليمن جندي واحد وأصيب 3 آخرون بجروح، قبل أن يصاب جندي رابع في عملية «هبوط صعبة» لمروحية. وصرح قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل «يحزننا جداً خسارة أحد عناصر قواتنا الخاصة»، مضيفاً «التضحيات كبيرة جداً في قتالنا ضد الإرهابيين الذين يهددون الأبرياء في جميع أنحاء العالم». وقال مسئولون عسكريون إنه لن يتم كشف اسم الجندي القتيل إلى حين إبلاغ أسرته. وتحدث شهود عن سقوط مروحية «اباتشي» في منطقة سهول القريبة من يكلا، فيما ذكرت القيادة الوسطى الأميركية ان المروحية لم تتمكن من الاقلاع مجدداً بعد هبوطها ولذا فقد جرى تدميرها «بشكل مقصود». وأوضح مسئول في وزارة الدفاع الأميركية لفرانس برس أن القوات الأميركية لم تحتجز أسرى خلال العملية. من جهته، قال مسئول يمني لفرانس برس أن طائرات من دون طيار ومروحيات «اباتشي» وجهت ضربات الى مجموعة من المنازل التابعة لثلاثة زعماء قبليين على صلة بتنظيم القاعدة في يكلا. ابنة أنور العولقي وتخضع يكلا لسيطرة مجموعات قبلية محلية، علما بأن الحوثيين يبسطون سيطرتهم على أغلب مناطق محافظة البيضاء. وأوضح المسئول أن الهجوم استهدف مدرسة ومسجداً ومنشأة طبية يستخدمها المسلحون، وأدى إلى مقتل 41 من هؤلاء المسلحين و16 مدنياً هم 8 نساء و8 اطفال. واعلن احد افراد عائلة الأميركي اليمني أنور العولقي الذي قتل في غارة أميركية في العام 2011 ان ابنة الامام المتشدد قتلت في الهجوم. وقال المصدر لفرانس برس: ان «نورة، ابنة انور العولقي والبالغة من العمر 8 اعوام، قتلت في الهجوم في يكلا حيث كانت تعيش في منزل خالها» وهو احد افراد عائلة الذهب. وانور العولقي، أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة، قتل في غارة أميركية نهاية سبتمبر/ أيلول2011 بين منطقتي مأرب والجوف الواقعتين شرق وشمال العاصمة صنعاء. وبعد نحو اسبوعين، قتل عبد الرحمن العولقي، أحد ابناء الامام المتشدد، في غارات في قرية عزان بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وأكد المسئول المحلي والمصادر القبلية أن الزعماء القبليين الثلاثة قتلوا في الهجوم الذي استخدمت فيه ايضا صواريخ جو-ارض، وهم عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان الذهب وسيف الجوفي. وقتل في السابق شقيقان لعبدالرؤوف وسلطان الذهب كانا ايضا على صلة بتنظيم القاعدة في غارات نفذتها طائرات من دون طيار. وذكر المسئول من جهته ان قائد مجموعات تنظيم القاعدة في المنطقة ويدعى ابو برزان قتل ايضا في الهجوم. وأوضح مصدر قبلي أن الهجوم استمر لنحو 45 دقيقة وتخللته مواجهة مع عناصر التنظيم المسلح الذين «قاوموا الهجوم الأميركي عبر اطلاق النيران من اسلحتهم الرشاشة». وبحسب سكان في المنطقة، يدير تنظيم القاعدة معسكرين في يكلا وهي منطقة جبلية يصعب الوصول اليها وتقع على مقربة من رداع التي تعتبر ملاذاً للمتطرفين منذ سنوات.
مشاركة :