«التهاب الزائدة الدودية».. المرض المفاجئ!

  • 1/29/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مرض التهاب الزائدة الدودية من الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي رعاية صحية سريعة، حيث يعتبر من الأمراض التي تفاجئ المرضى. وغالباً ما يقرر الأطباء إجراء عملية جراحية سريعة لإزالتها تجنباً لأي أضرار يمكن أن تسببها في حالة انفجارها داخل الجسم، وتحسباً لحدوث أي مضاعفات أخرى. ويعد هذا النوع من العمليات المستعجلة من أكثر الجراحات انتشاراً في العالم. فمرض التهاب الزائدة الدودية يسبب شعوراً بألم حاد في البطن، وفي حالة الإهمال وعدم معالجة هذه الحالة المرضية بسرعة فإنها تسبب تلوثاً وسموماً في البطن حال انفجارها، ما يؤدي إلى وفاة المصاب. وينشأ مرض التهاب الزائدة الدودية عن التهابات تهاجم جزءاً من المصران الأعور، وبالتحديد البروز الموجود عند التقاء الأمعاء الغليظة بالأمعاء الدقيقة التي تسمى الزائدة الدودية. تحدث هذه الالتهابات نتيجة انسداد في فتحة الزائدة الدودية بسبب تراكم الفضلات فيها، أو وجود بعض الأجسام الصلبة التي تدخل ضمن المواد الغذائية مثل بذور الجوافة، أو التين الشوكي، ما يجعل هذا المرض يصيب جميع الفئات العمرية، لكنه يتركز أكثر في الفئات العمرية الأقل من 30 عاماً، وأعراضه تختلف بين الكبار والصغار. وظائف الزائدة الدودية وتبين الدراسات أن الزائدة الدودية جزء من الأمعاء الغليظة متفرع من المصران الأعور، وهي تشبه إلى حد كبير أصابع اليد، حيث يصل طولها من 8 إلى 9 سنتيمترات، وعرضها من 5 إلى 7 سنتيمترات، وهي شبه أسطوانية تحتوي على أنسجة ليمفاوية ومبطنة من الداخل بالغشاء المخاطي، الذي يفرز بعض السوائل مع المخاط مثل الأمعاء. وساد لفترات طويلة أن الزائدة الدودية ليس لها وظائف مهمة، ولافوائد ملحوظة لجسم الإنسان، لكن هذا الاعتقاد تغير مؤخراً عندما اكتشفت دراسة حديثة أجراها علماء المناعة أثبتت أن الزائدة الدودية لها فوائد كبيرة في عملية المناعة بالنسبة للطفل، حيث تحتوي على الخلايا الليمفاوية ذات الدور الكبير في أداء عمل الجهاز المناعي، وتساهم بشكل كبير في إبعاد بعض الطفيليات والميكروبات والجراثيم خارج الأمعاء. كما أثبتت الدراسة أن الزائدة الدودية مكان مفضل تلجأ إليه أنواع البكتيريا المفيدة للجسم وتعيش فيه، وهذه البكتيريا لها دور مهم في إتمام عملية الهضم. ومكان الزائدة الدودية يؤهلها لهذه المهمة، حيث تقوم بتنظيم وإمداد الجهاز الهضمي بكميات البكتيريا النافعة واللازمة للهضم؛ لأنه يفقدها باستمرار، وهذه الأنواع من البكتيريا تعمل عند الإصابة بحالات الإسهال والكوليرا والزحار وبعض الأمراض الطفيلية الأخرى. ومع هذه الوظائف فإن عملية استئصال الزائدة الدودية لاضرر منه، ولاتظهر بعده أية آثار جانبية ولاتحدث بعده مضاعفات. الجراثيم تسبب الالتهابات وتوجد عدة أسباب وعوامل تسبب الإصابة بمرض التهاب الزائدة الدودية، ما يؤدي إلى حدوث انسداد بها. ومن هذه الأسباب الإصابة بعدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، ما يسبب حدوث التهابات وأوراماً. وتحدث انتفاخات تضغط على الشرايين من الداخل وتسدها فتتجمع السوائل داخل الزائدة الدودية وتحتقن بشدة ويقل وصول الدم إليها، مما يؤدي إلى موت بعض الأنسجة الداخلية بها فتصبح مقاومتها للجراثيم أقل، وتزيد الالتهابات وتظهر تقرحات تنتج صديداً، ومن السهل أن يخرج هذا الصديد إلى الخارج ويتجمع في صورة خراج. كما يمكن أن تنفجر الزائدة من كثرة الالتهابات والصديد، وبالتالي تنتشر العدوى في الأنسجة المحيطة، ويصاب الشخص بمرض التهاب الصفاق، وهو التهاب في الغشاء المبطن لتجويف البطن. كما يمكن أن تسبب بقايا البراز والفضلات انسداد الزائدة الدودية، وبالتالي حدوث الالتهابات. ويحدث الالتهاب أيضاً بسبب وجود بعض الأجسام الغريبة في الأمعاء الغليظة، وفي حالات أخرى تكون الديدان السبب في انسداد الزائدة الدودية فتحدث التهابات، فيما أشارت بعض الأبحاث إلى حالة الإفراط في التنسج الليمفاوي، وهي حالة تتكاثر فيها الخلايا الليمفاوية الموجودة بالزائدة الدودية بشكل كبير، مؤدية إلى انسدادها. وهناك بعض البؤر في الجسم تؤدي إلى حدوث التهابات مستمرة في الزائدة الدودية، وبالتالي تضعف ولاتقاوم هجوم الجراثيم ولا البكتيريا. الألم مؤشر مهم وتبدأ أعراض التهاب الزائدة الدودية بألم متذبذب بين الشديد والخفيف في منتصف البطن ناحية السرة. وبعد مرور متوسط 5 ساعات ينتقل إلى الجانب الأيمن من البطن، ويصبح مستمراً بوتيرة حادة يشعر المريض معها بالغثيان والدوخة والتقيؤ أحياناً، وترتفع درجات حرارة الجسم بصورة كبيرة، وتتشنج عضلات البطن بصورة واضحة. وعند حركة الجسم أو التنفس بعمق، يزيد الألم ويشعر المصاب بحالات سعال. وفي حالة وضع اليد على مكان الزائدة يزيد الألم بقسوة. ومن أعراض هذا المرض أيضاً الإصابة بحالات من الإسهال أو الإمساك، والخوف من إخراج الغازات، وفقدان الشهية، والشعور بحالة عامة من التعب؛ لذلك يركن صاحبه دوماً إلى النوم وعدم الحركة لتجنب الألم. كما يمكن في بعض الحالات أن يحدث عسراً في البول، أو ظهور دم به، نتيجة اقتراب الزائدة الدودية من المثانة والمسالك البولية، وإذا استمرت الأعراض عدة ساعات ولم يحدث تدخل جراحي، يمكن أن يتطور الالتهاب مُحدثاً ثقباً في الزائدة. انفجار الزائدة ومن المضاعفات التي يمكن أن يسببها مرض التهاب الزائدة الدودية حدوث انفجار بها. ويعد ذلك من أكثر المضاعفات خطورة؛ لأنه يسبب خروج محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن، وحدوث تلوث وتسمم يؤدي إلى انتشار عدوى في الغشاء البريتوني للبطن. وفور حدوث هذا الانفجار يشعر المريض بحالة من الراحة المؤقتة، ثم يحدث انتفاخ البطن بالغازات ويعود الألم مرة أخرى، وفي بعض الحالات لاتصل الزائدة الدودية إلى الانفجار، ولكن يحدث بها ثقب نتيجة تأخر العلاج. ومن المضاعفات حدوث الالتهاب بالغشاء البريتوني، وهو ما يعد من الحالات الطبية الطارئة والخطيرة أيضاً، التي تحتاج علاجاً فورياً وعناية مركزة. كما يمكن أن تسبب حالة من الجفاف وفقدان سوائل الجسم. وتضيف الأبحاث أنه من المضاعفات الأخرى ظهور خراج في الزائدة الدودية، أو في المنطقة المحيطة بها، وحدوث انسداد للأمعاء، وكذلك يمكن أن يسبب العقم لبعض السيدات إذا اقترب الالتهاب من الجهاز التناسلي للمرأة، مثل المبيض. وقد يصل الأمر إلى حدوث جلطة في الوريد البابي الواصل بين الجهاز الهضمي، والكبد، حيث يمكن أن تمتد الالتهابات والجراثيم إلى هذا الوريد، وهي من الحالات قليلة الحدوث. الاستئصال هو الحل وتذكر الدراسات أنه لاتوجد طرق وأساليب للوقاية من التهاب الزائدة الدودية سوى اتباع بعض البرامج الغذائية التي تركز على الأطعمة المحتوية على الألياف الغذائية، حيث ثبت أن هذه الألياف تقلل من فرص واحتمالات حدوث التهاب الزائدة الدودية. وعلى الرغم من ذلك ليس هناك دليل بحثي قوي يعضد هذه الفرضية. وتضيف الدراسات أنه لاتوجد طرق للإسعافات الأولية لهذه الحالة المرضية من أجل تخفيف حدة الألم الصادر عن الالتهاب؛ وإنما تنصح بالراحة التامة للمريض والتمدد على السرير دون حركة، مع إمكانية وضع بعض الكمادات أو أكياس من الثلج على الجانب الذي يصدر منه الألم، حتى فترة وصـــول الإســعاف أو دخول المساعدات الطبية. كما تنصح الأبحاث بعدم إعطاء المريض أية ملينات للتخلص من حالة الإمساك، وأيضاً يحظر استخدام الحقن الشرجية؛ لأن ذلك سيؤدي إلى انفجار الزائدة الدودية، ولاتحبذ الأدوية المسكنة. ويمكن للمريض تناول بعض المضادات الحيوية التي يقررها الطبيب لمنع انتشار العدوى الجرثومية وتحجيمها وتقليل الميكروبات المنتشرة في المصران الأعور، ثم يبدأ الطبيب في اتخاذ الإجراءات المناسبة للتدخل الجراحي العاجل، وذلك لخطورة الوضع وسرعة تفاقم الالتهاب. وتعتبر معظم المدارس الطبية المختلفة أن التدخل الجراحي لاستئصال الزائدة الدودية هو الحل الأنسب والسريع، وتأتي هذه العمليات بنتائج عالية من الشفاء وليست لها آثار جانبية تذكر ولا أضرار على المرضى من الجراحة. نسب مرتفعة طبقاً لأحدث التقارير الصادرة عن المراكز الطبية العالمية فإن التهاب الزائدة الدودية ينتشر بنسبة ما يقرب من 8% في جميع أنحاء العالم، وهذه النسبة تعتبر مرتفعة، وان هذه الحالة المرضية غالبا ما تحدث في فصل الشتاء اكثر من الفصول الأخرى خاصة في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، وبعض الأبحاث اشارت إلى احتمال زيادة تعرض الأشخاص الذين لهم تاريخ وراثي من المرض اكثر من غيرهم، وذكرت التقارير أن التهاب الزائدة الدودية يصيب الرجال أكثر من السيدات وتصل نسبة إصابتهم للضعف، وتحذر التقارير من خطورة هذا المرض في حالة إصابة كبار السن والأطفال.

مشاركة :