دبي: محمد إبراهيم أطلقت وزارة التربية والتعليم في خطوة غير مسبوقة، منهاجاً دراسياً حديثاً متكاملاً لمادة التربية الرياضية، بدأت بتطبيقه في المدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهج الوزارة بداية الفصل الدراسي الثاني، مستهدفة جميع المراحل الدراسية، بما يعزز من توجهات الوزارة نحو رفد الطالب بمقومات أساسية، تسهم في تهيئة أجيال المستقبل ذهنياً وصحياً وبدنياً تكريساً لسمات الطالب الإماراتي. وأكد حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن رؤية الوزارة للتعليم منبثقة عن ضرورة اعتماد المناهج الدراسية العصرية المعززة لتكاملية بناء شخصية الطالب في مختلف الأوجه، بما يسهم في تعرضه لأكبر قدر من الممارسات التربوية الحديثة التي تعمل على شحذ همته وصفاء ذهنه وتنويع قدراته المهارية، ومن هنا جاء توجه الوزارة بتضمين المنهج الدراسي، مادة متخصصة للتربية الرياضية، في خطوة غير مسبوقة ارتأت اعتمادها. وأضاف إن وزارة التربية صممت منهجاً دراسياً يتضمن سلسلة متكاملة من المواد الدراسية لمادة التربية الرياضية بجهود وطنية بحتة وخبرات عالمية مساندة، بما يلبي احتياجات الطالب الفردية. جميع المراحل الدراسية وقال إن منهج التربية الرياضية، يشمل جميع المراحل من رياض الأطفال وصولاً للصف الثاني عشر، ويتضمن في ثناياه مقررات دراسية لمجموعة واسعة من الطرق العلمية الجسدية والصحية والرياضية، وعلى سبيل المثال، تتضمن بعض هذه المجالات الرئيسة اختبار اللياقة والتدريب، والصحة والعافية، والنظام الغذائي والتغذية، والتشريح والفسيولوجيا التي تهدف إلى تعزيز المسؤولية الشخصية والاجتماعية لدى الطالب. وارتأت وزارة التربية تماشياً مع أجندة الدولة ورؤيتها 2021، إجراء تغيير جذري في النظام الحالي المتبع للتربية الرياضية بما يتوافق مع المعايير المعترف بها دولياً. ويقدم منهاج التربية الرياضية، وما يتصل به من تطوير لطرق التدريس التقليدية، زخماً جديداً إثرائياً بحيث يصبح الطلبة قيمين على اتخاذ القرار في تعليمهم، ونمط حياتهم ما يدفعهم إلى تحسين صحتهم ولياقتهم البدنية. وثمة أهمية أخرى للمنهج الجديد، وأثر إيجابي يمكن أن يساق على كافة المناهج الدراسية الأخرى، بشكل تكاملي وشمولي، وبما يضمن تحقيق رؤيتنا الرامية إلى إيجاد نظام تعليمي من الطراز الأول بحلول عام 2021. إن أهمية منهج التربية الرياضية لن تقتصر على تطوير المهارات الأساسية، لتحسين صحة الطالب وعافيته فحسب، وإنما سيساعد أيضاً في تطوير التنمية الشاملة لمواطني دولة الإمارات، لاسيما أن الطلبة يتطورون جسدياً وعاطفياً بشكل مستمر، لذا فإن لفوائد النشاط الجسدي تأثيراً إيجابياً عليهم والعكس صحيح كما للخمول تأثير سلبي. المؤشرات الصحية وأشار إلى أن الهدف الرئيسي الثاني الذي يتضمنه المنهج الجديد يكمن في توعية أبناء دولة الإمارات حول مؤشرات متعددة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة، مثل مؤشر كتلة الجسم وارتباطه بمؤشر نسبة الدهون في الجسم، واحتساب مؤشر العلاقة بين الوزن والطول، لنشهد تحسناً في الصحة وأسلوب الحياة، ولهذا أيضاً أثر إيجابي على الاقتصاد الإماراتي كتخفيض تكاليف الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويمنح تطبيق المنهج آلية تنفيذ داعمة لضمان تزويد الطلبة بأعلى مستوى من الجودة من خلال تربية رياضية من الطراز الأول، وهو بدوره سيسهم في تطوير صحة الطلبة، وسينعكس تأثيره إيجاباً على المجتمع، وتسعى الوزارة إلى إحداث تغيير ملموس في فهم مؤشرات الجسم، وكيفية تأثيرها في تحسين صحة وعافية الطلبة، فضلاً عن تكريس أساليب حياة أكثر صحة وإنتاجية. لقد وضعت الوزارة خطة استراتيجية تهدف إلى بناء نظام تربية رياضية من الطراز الرفيع يعزز الاستقلال الذاتي، ويعد الطلبة لعيش حياة صحية، والنمو في ظل اقتصاد مبني على المعرفة. وترتكز الاستراتيجية المتمحورة حول الطالب على المجالات الجسدية والصحية التي يختبرها الطالب في المرحلة العمرية التي تعتبر الأكثر قبولاً وإدراكاً وتفاعلاً، وهو ما سيعزز منهج التربية الرياضية في البيئة المدرسية، ويحفز الطلبة على تحقيق أفضل النتائج الممكنة. مشاركة أولياء الأمور وأوضح أن المنهج يتميز بالانتقال من الطرق التقليدية القديمة إلى نظام جديد رفيع المستوى، ويشمل مجموعة واسعة من المهارات ومجالات التنمية، مشيراً إلى وضع هيكل المنهج الواضح الذي يدعم ببنية تحتية صلبة بما يضمن نجاح المنهج الجديد لكل الطلبة، مؤكداً على أهمية مشاركة أولياء الأمور باعتبارهم عنصراً أساسياً لنجاح المنهج الجديد لكون الطلبة بحاجة إلى التشجيع لتكوين أنماط حياة إيجابية متعددة وتطوير عادات صحية تتأصل فيهم مستقبلاً. وأرجع سبب تأليف المنهج المستحدث باللغة الإنجليزية لعدة أسباب، أولها تهيئة الطلبة لمواجهة التحديات الطبية التي يواجهها المجتمع والتي تكمن حلولها في تضمين المادة بآخر الممارسات الصحية والتربوية المرتبطة بممارسات رياضية جديدة متصلة بالتكنولوجيا ليست معربة بعد. ويكمن السبب الثاني في وجود المعلومات الغذائية غير المعربة على المنتجات المتوفرة في الأسواق والتي تعتبر معلومات صحية في غاية الأهمية، فضلاً عن أن سمات الخريج الذي يعد عنصر ثنائية اللغة من أهم مكوناتها، ولتحقيق ذلك وضمان تجاوز الحد الأدنى من ساعات التمدرس المتوافقة مع المعايير العالمية المرتبطة بتمكين الطالب من أن يكون ثنائي اللغة. وأوضح أنه من أجل التطبيق الناجح لمنهج التربية الرياضية، سيتم تزويد الطلبة بكتب مخصصة لهذه المادة التي تم تأليفها وتصميمها من قبل لجنة مختصة في وزارة التربية والتعليم، حيث صمم كل كتاب بعناية بالتعاون مع شركة ابتكار اديو - تك سليوشنز، وتم ابتكار روبوت متخصص للحلقتين الثانية والثالثة، لتسليط الضوء على أهمية الميكانيكا الحيوية وتوفير تعليمات واضحة للطلبة. 500 متدرب كثفت الوزارة من جهودها لإعداد وتهيئة المعلمين لتدريس المنهج الجديد حيث حضر الأسبوع الماضي أكثر من 500 متدرب من معلمي التربية الرياضية تدريباً على المناهج الجديدة في مقار مختلفة موزعة في عجمان وخورفكان، بما في ذلك مركز تدريب المعلمين الجديد في عجمان. وتضمنت الدورات التدريبية نصف اليومية منهج التربية البدنية الجديد والمواضيع التي تشملها الوحدات الدراسية في المنهج، وتعليمات حول كيفية اتباع خطة الدرس المعمول بها في وزارة التربية والتعليم، وكيفية إعداد مجموعة من اختبارات اللياقة البدنية المدرجة في منهج التربية البدنية. طرق تدريس مصممة خصيصاً للإمارات أكد الخبير بيتر مور مدير برنامج التربية الرياضية، أن منهج الرياضة الجديد يحمل في ثناياه تغييراً كبيراً، حيث يعكس الالتزام الحقيقي بتكوين أثر ملموس في حياة الطلبة، مشيراً إلى أن المنهج يشمل معايير معترفا بها دولياً وطرق تدريس مصممة خصيصاً لدولة الإمارات. وذكر أن الفريق الذي عمل على تطوير منهاج التربية الرياضية، يتمتع بالخبرات الواسعة والمعارف العالمية الشاملة، حيث قام بتصميم محتوى المادة بما يتناسب خصيصاً مع احتياجات دولة الإمارات، ولذلك سوف تتم مراجعة وتطوير المنهج في كل فصل دراسي، لضمان التقدم في هذا النهج.
مشاركة :