عد رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري السابق الدكتور برهان غليون، الضغوط التي يواجهها "حزب الله" وسط قواعده، والخسائر البشرية الضخمة التي مني بها وسط أنصاره، بسبب دعمه لنظام بشار الأسد في الحرب السورية، سببين لانسحاب الحزب خلال الفترة المقبلة. وقال غليون في تصريح إلى "الوطن" أمس، إن التصريحات الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله تؤكد أنه بصدد إعلان الانسحاب من الأراضي السورية، ووضع حد لتدخله السافر في شؤون دولة أخرى، متهما إياه بأنه منفذ لأوامر إيرانية، وأنه "دمية" في يد إسرائيل، تحركها كيفما تشاء وفي أي اتجاه، داعيا الولايات المتحدة إلى تسليح الثوار بسلاح نوعي، يقلب المعادلة العسكرية على الأرض ويرغم النظام على الجلوس إلى طاولة الحوار بنية سليمة. توقع رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري السابق الدكتور برهان غليون أن يقوم حزب الله بالانسحاب من سورية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الضغوط التي يواجهها الحزب وسط قواعده، وكذلك الخسائر البشرية الضخمة التي مني بها وسط أنصاره، والتي وصلت إلى عدة آلاف من المقاتلين، حسب تأكيدات مصادر مستقلة، تشكل عوامل متعددة تدفع الحزب إلى الانسحاب من سورية، ووقف القتال إلى جانب نظام الرئيس الأسد. وقال غليون في تصريحات إلى الوطن "تصريحات الأمين العام للحزب المذهبي حسن نصر الله تؤكد أنه بصدد إعلانه الانسحاب من الأراضي السورية، ووضع حد لتدخله السافر في شؤون دولة أخرى. ومن المثير للسخرية أن نصر الله أبدى أسفه للتأخر في الدخول إلى سورية والمشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام المجرم. وسبب السخرية أن العالم كله يدرك أن حزب الله لم يشارك في الحرب بقراره الخاص أو قرار قيادته، بل ذهب تنفيذاً لأوامر إيرانية، ونصر الله ليس أكثر من مجرد دمية في يد إسرائيل، تحركها كيفما تشاء وفي أي اتجاه تريده. وتصريحاته الأخيرة تؤكد أنه لا سبيل أمامه سوى التراجع والانسحاب. فالآلاف من أنصاره قتلوا في سورية، وغالبيتهم من الشباب غير المدرب على الحرب. وهناك أعداد كبيرة من مقاتليه أسرى بيد الثوار، إضافة إلى مئات المفقودين. وأهالي هؤلاء القتلى والأسرى والمفقودين يمارسون ضغوطهم على قيادات الحزب لمعرفة مصير أبنائهم، لذلك عمد نصر الله مؤخراً إلى إطلاق تصريحات يؤكد فيها قوة موقف الأسد ليوهم أتباعه بأن انسحابه من سورية أتى بعد انتفاء الحاجة لوجوده هناك، وهو يريد أن يبحث عن انتصارات زائفة يرددها عقب الانسحاب. لكن الحقيقة الواضحة لكل من يرى هي أن هؤلاء المقاتلين الطائفيين لم يحققوا أي شيء للأسد، وأدرك قادتهم أن الأمور لا تسير في صالحهم، لذلك آثروا الانسحاب". وعن تصريحات بشار الأسد للمسؤولين الروس التي قال فيها إنه ليس مثل الرئيس الأوكراني السابق يانكوفيتش ولن يتخلى عن الحكم، قال غليون "حقيقة أنه لا توجد مقارنة بين الاثنين، فيانكوفيتش لم يقتل من شعبه سوى بضع عشرات، بينما الأسد قتل مئات الآلاف، وشرد الملايين، ولا يزال بعد كل ذلك يتبجح ويكرر مقولات عفا عليها الزمن. من المفارقات أن بشار مجرم ويفتخر بإجرامه ويصر على مواصلته، ويعتقد أنه لا يزال رئيساً لشعبه، مع أنه فقد الشرعية منذ اليوم الذي أقدم فيه على الشروع في قتل السوريين. لذلك أتوقع ألا ينصت لصوت العقل، وألا يبادر إلى التخلي عن الحكم حتى يدمر ما تبقى من البلاد. وما يمر به الأسد حالياً يعرف في علم النفس بأنه نوع من أنواع الجنون". وطالب غليون الولايات المتحدة بالقيام بدورها الذي يفرضه عليها وضعها كدولة قائدة، مطالباً إياها بتسليح الثوار بسلاح نوعي، يقلب المعادلة العسكرية على الأرض ويرغم النظام على الجلوس إلى طاولة الحوار بنية سليمة. وقال "واشنطن مطالبة بأداء دورها العالمي، وهو واجب أخلاقي في المقام الأول، وستقوم به قريباً لأنها لا يمكن أن تواصل غض بصرها وصم أذنيها عن نظام يستخدم كل فنون الحرب غير المشروعة لإبادة شعبه، وقد طفح الكيل، وهناك قيادات داخل الإدارة الأميركية بدأت تتحدث علناً عن حتمية تغيير سياسة بلادهم الحالية والانحياز إلى جانب الشعب الأعزل، ومده بالسلاح الذي يجعله قادراً على إنجاح ثورته المشروعة ومن ثم نيل حريته والعيش بكرامة. وإذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الاستمرار في سياسته الهوجاء الحالية، فهو بدون أدنى شك واهم ومخطئ وسيدرك الحقيقة قريباً".
مشاركة :