تعهد وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف أمس، حل موضوع سيطرة انفصاليين مؤيدين لروسيا على مبانٍ حكومية في مدينتين على الأقل شرق البلاد خلال الساعات الـ 48 المقبلة، مع امكان استخدام القوة إذا أخفقت المفاوضات. وقال على هامش اجتماع حكومي: «هناك خياران السياسة والمفاوضات من جهة، ومن جهة أخرى القوة. ونقترح حلاً سياسياً لمن يريدون الحوار، اما الأقلية التي تريد الصراع فسيصلهم رد مبني على القوة من السلطات». وأعلنت اجهزة الأمن الأوكرانية اطلاق 56 من اصل 60 رهينة يحتجزهم ناشطون موالون لروسيا في مقر امن الدولة بمدينة لوغانسك (شرق). وكتبت على موقعها على الإنترنت ان «الانفصاليين الذين يحتلون المبنى منذ الأحد اطلقوا 51 شخصاً ثم خمسة آخرين، بعدما سمحوا لنواب بدخول المبنى للتفاوض معهم». وزادت: «جميع الأشخاص المحررين في صحة جيدة، والمفاوضات مستمرة بهدف تقليل الأخطار على حياة سكان لوغانسك وسلامتهم». وكانت السلطات اعلنت ليل الثلثاء ان «المهاجمين فخخوا المكان»، مشيرة الى انها تبذل كل الجهود «لإطلاق الرهائن وتسليم سلاحهم». وأعقب ذلك مناشدة النشطاء المسلحين في لوغانسك مؤيديهم الاحتشاد بأعداد كبيرة أمام المبنى لإنجاح طلب تنظيم استفتاء على الانفصال، كما حصل في شبه جزيرة القرم قبل اسابيع. وخاطب قائدهم المزعوم فيتالي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطلب مساعدة قائلاً: «نحاول ان نحل كل ذلك بأنفسنا لكننا قد نفشل. ارحم مقاتليك إذا فقدتنا ستخسر آخر أمل في توفير جار جيد». وأضاف: «هذه آخر فرصة. ضاعت مدن خاركيف ودونيتسك وميكوليف ضاعت وأوديسا. هذا هو الحال، ونحن آخر أمل باقٍ لأوكرانيا كلها». ولا يزال الناشطون الموالون لروسيا يسيطرون على مباني الإدارة المحلية في دونيتسك، لكنهم طردوا من مقر امن الدولة في المدينة ذاتها ومن مباني الإدارة الإقليمية في خاركيف التي شهدت مواجهات عنيفة برشق الحجارة والقنابل الحارقة. مركل ومع تواصل المواجهة بين الانفصاليين الموالين للروس والأوكرانيين المؤيدين للسلطة على بعد كيلومترات من آلاف الجنود الروس المحتشدين على الحدود، صرحت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بأن روسيا لا تتخذ الخطوات المناسبة لتخفيف الأزمة. وقالت في كلمة ألقتها أمام البرلمان: «للأسف ليس واضحاً مساهمة روسيا في تخفيف تصعيد الموقف في مناطق اوكرانية كثيرة، لذا سنواصل ما نفعله، اي الحوار مع توضيح وجهة نظرنا في أن أوكرانيا تملك حق اختيار طريقها وتقرير مستقبلها». وسيجتمع الأميركيون والروس والأوكرانيون والاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل في مدينة اوروبية لم تعلن بعد لبحث الأزمة، علماً ان موسكو لم ترفض المحادثات، لكنها أملت بتمثل الموالين للروس. وكشف مصدر اوروبي ان المفوضية الأوروبية ستشكل «مجموعة دعم» لأوكرانيا، بهدف تنسيق الجهود المالية للدول الأعضاء والجهات الخارجية المانحة وصندوق النقد الدولي. وعرضت المفوضية في آذار (مارس) الماضي خطة مساعدة كبيرة لأوكرانيا لا تقل قيمتها عن 11 بليون يورو على شكل قروض وهبات وفوائد تجارية، وقدمت الى هذا البلد خفضاً كبيراً في الرسوم الجمركية بقيمة تناهز 500 مليون يورو على مدى عام. كما اعلن صندوق النقد الدولي مساعدة تتراوح بين 14 و18 بليون يورو، لكن تسديدها يظل رهناً بعدد من التدابير، خصوصاً رفع اسعار الغاز. الى ذلك، قرر الحلف الأطلسي رفع عدد مقاتلاته في منطقة البلطيق الى 12 بدءاً من الشهر المقبل لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية بسبب التوتر مع روسيا. وبعدما تمركزت أربع مقاتلات من طراز «إف 15» تابعة للحلف شمال في البلطيق، زادت الولايات المتحدة التي تتولى مسؤولية حراسة الأجواء هناك عدد المقاتلات الى عشر لطمأنة هذه الدول، بعد ضم روسيا اقليم القرم. ثم قرر الحلف رفع العدد الى 12. ويعكف قائد الحلف في اوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف على وضع خطة لتقوية الدفاعات الجوية والبرية والبحرية للحلف بحلول 15 الشهر الجاري. ازمة اوكرانيا
مشاركة :