متشابهات بين ملحمة جلجامش وسفر التكوين

  • 1/30/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قصة الطوفان منقولة حرفيا عن ملحمة جلجامش السومرية، وقد وردت الملحمة نفسها في الحضارة البابلية ولكن اسم اوتنباشتيم اختلف وصار أتراحسيس، وفي النصف الأول من القرن الثالث ق. م كتب أحد الكهنة ويدعى بيروسوس تاريخ بلاده باللغة اليونانية في ثلاثة أجزاء، وحوى الكتاب على قصة الطوفان وتقول إنه كان يعيش ملك اسمه " أكسيسو ثووس" هذا الملك رأى في المنام أن الإله يحذره من طوفان يغمر الأرض ويهلك الحرث والنسل وأمره أن يبني سفينة يأوي إليها عند الطوفان. فبنى سفينة كبيرة جمع فيه كل أقربائه وأصحابه، فضلاً عن الكائنات الحية من الطيور وذات الأربع. وغرقت الأرض.. ونجت السفينة على جبل حيث نزل وزوجته وابنته وقائد الدفة، وسجد الملك لربه وقدم القرابين .. الخ. هذه ليست القصة الوحيدة التي تشبه ميثولوجيا الشعوب، إذ تحتوي ملحمتا الإليادة والأوديسا على الكثير من النماذج المتشابهة في أساطير الشعوب. وأبرزها البطل الذي جاء ثمرة زواج بين إله وامرأة من البشر، وجلجامش نفسه أمه من البشر وأبوه إله، كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية أن زيوس كبير الآلهة تزوج أميرة اسمها ليديا فأنجبت هيلينا أجمل نساء الأرض التي قامت بسببها حرب طروادة، وغير ذلك من أنصاف الآلهة. كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية أن بروميثيوس (آدم في الأديان) هو أصل البشر وقد تحمل العناء في سبيل البشر وسرق من السماء النار لكي يدفئ البشرية، فغضب زيوس وأرسل باندورا إلى الأرض ومعها صندوق الشرور والآثام، ولم يكن البشر يعرفون الإثم قبل ذلك. إن فكرة كارل يونغ عن النماذج الكبرى تمثل اللاوعي البشري؛ أي الأفكار الدفينة في وعي البشر جميعا، والتي تطرح أسئلة عن الوجود وحقيقة الحياة، فيضع كل شعب وكل حضارة تصورا خاصا بهم للإجابة عن الألغاز المحيرة في الحياة مستخدمين فيها خيالهم لما يجري وراء الطبيعة. سهى الجندي

مشاركة :