دافع دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عن مبادرته بشأن الهجرة وتأشيرات الدخول التي أدانها العديد من قادة العالم والكثير من المنظمات والجمعيات، خصوصا قراره بإغلاق الحدود أمام رعايا سبع دول مسلمة. وفي مجموعة تغريدات صباحية، حمل الرئيس الجمهوري مسؤولية الفوضى في المطارات لعطل معلوماتي لدى شركة طيران «دلتا»، وللتظاهرات أو حتى لردود فعل عدد من أعضاء الكونجرس. وأكد مستندا إلى أقوال وزير الأمن الداخلي جون كيلي، «الأمور تسير بشكل جيد مع القليل من المشاكل». وبعد أن اتهم بالتسرع في اتخاذ هذه المبادرة، قال ترامب، «لو أنه تم الإعلان عن الحظر قبل أسبوع من بدء العمل به لكان الأشرار تدفقوا إلى بلادنا». وترامب الذي يسعى إلى لفت انتباه الإعلام إلى موضوع يعد أكثر توافقيا في معسكره، قرر تسريع إعلان مرشحه لتولي منصب القاضي التاسع في المحكمة العليا. وقد يتم ذلك الثلاثاء بدلا من الخميس. وجمعت من كافة أنحاء العالم شهادات رعايا دول معنية بالقيود أدانوا وسط مشاعر من الغضب والإحباط، التدابير المفاجئة التي فرضتها الإدارة الأمريكية الجديدة. وكان من المفترض أن يعود الطبيب السوداني محمد الطبيب، البالغ الرابعة والثلاثين من العمر، إلى أتلانتا (جورجيا)، بعد أن أنهى تدريبا من ثلاث سنوات هناك للإقامة فيها، إلا أن مرسوم ترامب سيمنعه من ذلك. وقال، «لقد عالجت عددا كبيرا من المشردين والأمريكيين الفقراء خلال السنوات الثلاث التي أمضيتها في الولايات المتحدة». وأضاف، «كنت أنوي العمل في المناطق الريفية في جورجيا حيث الحاجة إلى أطباء كبيرة. وأجد نفسي عالقا في الخرطوم». ميركل تصعد اللهجة .. وفي كافة أنحاء العالم موجة الاستياء التي أطلقتها مبادرته لا تهدأ بل تزداد. وصعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لهجتها معلقة على تقييد دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، أن «مكافحة الإرهاب الضرورية والحازمة لا تبرر إطلاقا تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة، وتحديدا هنا الإسلام». وفي بريطانيا كانت الحكومة تحت الضغط لإلغاء زيارة دولة مرتقبة لترامب هذا العام، بعد أن وقع أكثر من 1,2 مليون شخص، عريضة بهذا المعنى. والمرسوم الذي وقعه ترامب الجمعة، يحظر على كل اللاجئين مهما كان أصلهم من الدخول إلى الولايات المتحدة لمدة 120 يوما، (ولفترة غير محددة للاجئين السوريين). كما يحظر على رعايا سبع دول مسلمة تعتبرها واشنطن بؤرا للإرهاب، من الدخول إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، (إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن). إلا أن تطبيق المرسوم ليس سهلا، ما أدى إلى حالة من الفوضى في المطارات الأمريكية والأجنبية مع توقيف أشخاص أو إبعادهم، وإلى تفسيرات بين دول عدة وواشنطن. وحيال الغضب العارم، أكدت الإدارة الأمريكية، إعفاء حملة البطاقة الخضراء (ترخيص إقامة دائمة)، من حظر السفر، وأيضا رعايا الدول السبع المستهدفة من حملة الجنسية المزدوجة. انتقادات غولدمان ساكس .. في الولايات المتحدة كان التحرك في أوجه أيضا في الأوساط السياسية كما في أوساط الأعمال. وانتقد «غولدمان ساكس»، أحد أهم مصارف الأعمال في العالم، الذي عين مسؤولون سابقون فيه في مناصب نافذة في إدارة ترامب، بدوره الإثنين المرسوم الرئاسي. وقال رئيس مجلس إدارة المصرف لويد بلانكفين، في رسالة صوتية داخلية حصلت وكالة «فرانس برس» على نصها، «هذه ليست سياسة ندعمها». وأضاف، أنه في حال طبق المرسوم على حاله قد تترتب عنه «عواقب سلبية» للمجموعة، ولعدد من موظفيها وأسرهم. والأحد، حاول ترامب عبثا إزالة فتيل الأزمة. وقال في بيان، «لنوضح الأمور، هذا الحظر لا يطال المسلمين كما تزعم وسائل الإعلام». وبعد إيران التي قررت التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة، دعا النواب العراقيون، الحكومة إلى التعامل بالمثل مع واشنطن في حال لم تعد عن قرارها. وبفضل قرار أصدرته مساء السبت قاضية فيدرالية في بروكلين، سمح لأشخاص أوقفوا لدى وصولهم إلى الولايات المتحدة، رغم أنه كان في حوزتهم تأشيرات دخول صالحة، بالدخول إلى البلاد. لكن لم يتم البت في دستورية المرسوم وهو لا يزال مطبقا.
مشاركة :