لماذا لم تستعدّ صناعة النفط لخوض معركة الطاقة المقبلة؟

  • 1/31/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أكثر من 150 عاماً عملت شركات النفط الأولى على بيع الكيروسين لتزويد المصابيح بالطاقة، وتمكنت من التوسع في السوق لتوفير وسائل إضاءة للمنازل والمصانع، وكان أبرز المنافسين آنذاك هم منتجو الفحم والغاز والزيت والشموع. واحتدمت بذلك معركة الحصة السوقية بين الشركات حول أنظمة الإضاءة، وبحلول القرن العشرين خسرت كل الأطراف هذه المعركة لمصلحة «اللمبات» التي ابتكرها «توماس إديسون» اعتماداً على الكهرباء المولدة من الفحم، بحسب تقرير لـ«أويل بريس». لامبالاة تنافسية ويتساءل البعض عن الآثار الطويلة الأمد جراء خمسة أو ستة أجيال من العاملين في قطاع النفط ممن انضموا وتقاعدوا على مدار قرن، فهل كانت عملية التطور سبباً في تقليص القدرة التنافسية لهذه الصناعة؟ أياً كانت الأسباب، ربما يصعب تبرير حالة اللامبالاة التنافسية لدى الشركات العاملة في قطاع النفط بعد كل هذا التاريخ الحافل، وفي الوقت نفسه يندر اطلاع المديرين التنفيذيين في قطاع الطاقة المتجددة على الوسائل المتبعة حديثاً في حقول النفط الحديثة لتقييم استخدام أعمال الحفر والاستخراج بشكل آلي. لكن يبدو أن هؤلاء يتجاهلون أن أعمالهم ستكون ضربة قاضية بعدما تتمكن من القضاء على الكربون في العالم في ظل غياب المقاومة التجارية من المنافسين. وهذا النمط من التفكير خطير، نظراً لأن بيانات الاستهلاك تشير إلى أن الانهيار السريع في الوقود الأحفوري لا يفوق التوقعات الأكاديمية لهذه المرحلة. ابتكار في مواجهة ابتكار ربما يكون لدى رواد قطاع الطاقة المتجددة مبرراتهم، فالألواح الشمسية اليوم تولد الكهرباء مقابل ما يقرب من نصف التكلفة المتعارف عليها قبل خمس سنوات. وفي تقنيات البطاريات أصبحت الطاقة أكثر كثافة وأقل تكلفة بل وأكثر إثارة للإعجاب، حيث حققت معدلات نمو كبيرة دون مقاومة تذكر من قبل المنافسين. وعلى مدى السنوات الخمس تلك تم أيضاً خفض تكلفة التعادل للبئر النفطي في أماكن مثل تكساس إلى النصف وتزايدت الإنتاجية بنحو عشرة أضعاف. والبيانات الكبيرة والتطوير وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي تساهم في تجديد الصناعات الأحفورية حتى هذه اللحظة، وهو ما يطلق عليه أساتذة إدارة الأعمال استجابة التنافسية. بيد أن المحللين لهم وجهة نظر ثابتة في هذا الأمر، هي أن هناك ابتكارات أكثر بكثير في أعمال النفط بدءًا من التنقيب والإنتاج وصولاً إلى التكرير والتسويق. صناعة النفط لن تستسلم بسهولة تخيل منافسة المنتجات التي عفا عليها الزمن لتلك الأكثر تطوراً غير منطقي، فمثلا الخريطة الورقية لن يمكنها بأي حال من الأحوال مجابهة نظام «جي بي إس» وكشك الهاتف التقليدي لن يصمد أمام «الآيفون». فصناعة النفط في الوقت الحالي تتجاهل إلى حد كبير التهديدات التنافسية القائمة، لكن من الخطأ الاعتقاد بأن المنفعة التجارية للأنظمة النفطية اليوم ضعيفة التنافسية كغيرها من المنتجات العتيقة. وقادة الأعمال الذين يناصرون نظم الطاقة الجديدة بحاجة للتوقف عن إنكار أن البنى التحتية النفطية التي تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات لن تتخلى عن حصتها السوقية دون قتال وابتكار على طريقتها الخاصة.

مشاركة :