تنظيم الدولة يتهيأ لمرحلة ما بعد الموصل

  • 1/31/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حرص تنظيم الدولة منذ سيطرته على مدينة الموصل في 10 يونيو 2014، على حماية الممتلكات العامة وإكمال المشاريع الحيوية التي كانت متوقفة قبل سيطرته، إلا أنه مع اقتراب تحرير المدينة، يقوم التنظيم بعمليات نهب وبيع ممنهج لمحتويات المدينة قبل تدمير بنيتها التحتية. فعمد التنظيم على تدمير البنى التحتية بصورة ممنهجة وسرقة محتوياتها وتهريبها إلى خارج العراق، وربما يكون هدف حصوله على الأموال معلناً ولا يحتاج إلى تفسيرات، إلا أن البعض يعتقد أن ذلك يدخل ضمن حسابات التنظيم للتهيؤ لمرحلة ما بعد فقدانه السيطرة على المدينة. أنس أثير القرغولي، مهندس الطرق والجسور، الذي عاش تحت سيطرة التنظيم عامين ونصفاً، وتمكن من الخروج من الموصل قبل أيام، يقول لوكالة الأناضول: إن «التنظيم وضع خطة محكمة لتدمير المدينة وتجريدها من بناها التحتية بالكامل، وباشر بهذه الخطة منذ نهاية 2015، فأخذ ببيع المواد الأولية للمدارس والمشافي والجسور والطرقات ومشاريع الكهرباء والماء إلى تجار من بلدان مختلفة». وأضاف: «بعد أن انتهى من تلك المرحلة باشر بمرحلة أخرى؛ وهي هدم المشاريع الاستراتيجية وبيع موادها، كما فعل بمديريات الزراعة والتربية والعمل والشؤون الاجتماعية والمراكز الأمنية والمركز السياحية، وبيعها أيضا إلى ذات الجهات». ويؤكد أن «الموصل، إبان سيطرة التنظيم، عادت إلى حقبة ما وراء التاريخ وباتت تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وهذا الخراب يشاهده المدنيون كل يوم أمام أعينهم إلا أنهم لا يستطيعون الاعتراض أو الحديث؛ لأن آلة القتل التي سخرها التنظيم تجاه المعارضين له تعمل على مدار الساعة، وهي شديدة الفتك». لكن الخبير في شؤون الجماعات المسلحة والكاتب السياسي عبد الإله النعاس، يتحدث عن هدف آخر للتنظيم من وراء تدمير البنية التحتية للموصل. ويقول النعاس، لوكالة الأناضول خلال لقاء معه في مدينة أربيل شمالي البلاد: إن «التنظيم يفكر في المرحلة التي تلي خسارته للموصل، حيث سيتم ضخ الأموال من بغداد والمجتمع الدولي لإعادة إعمار المدينة، وهنا سيبدأ عمله القديم للحصول على جزء من تلك الأموال عبر الابتزاز». وأوضح النعاس، أن «التنظيم كان قبل صيف يونيو 2014، متغلغلاً في الموصل بشكل خطير، ويحصل على الأموال الطائلة من ابتزاز المسؤولين والمقاولين والتجار والموظفين وأصحاب الأعمال الحرة وكل شرائح المجتمع، ومن يمتنع عن دفع الإتاوات له، يقدم على قتله فوراً، وهذا ما حدث سابقاً، وتكرر حدوثه مئات المرات، لا بل آلاف المرات». ثابت يونس، اسم مستعار لأحد مخاتير أحياء الموصل لأنه ما يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة في النصف الغربي للمدينة، يقول للأناضول: إن «شراء المنازل أو الاستيلاء عليها بالتزوير والتلاعب من قبل المسلحين كان سائداً خلال فترة العامين ونصف العام لسيطرة التنظيم على الموصل، خصوصاً مع خلو البيوت من ساكنيها أو عرضها للبيع بأسعار زهيدة».;

مشاركة :