تابعت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بقلق بالغ الأحداث المتصلة بعمليات خطف وتعدٍ على شباب وصبية من المواطنين في بعض مناطق مملكة البحرين، حيث راح ضحيتها مواطن يبلغ من العمر 18 سنة، وتعرض مواطنان آخران يبلغان 16 سنة و26 سنة من العمر لإصابات متفرقة نتيجة تعرضهما لاعتداء بدني أفضى إلى عجز مؤقت لأحدهما، ومعاناة جسدية ومعنوية شديدة للآخر أثناء احتجازه وحرمانه من حريته بالمخالفة للقانون، إضافة إلى ما نشر عن إصابة شاب آخر يبلغ من العمر 17 عاماً إصابة خطيرة في رأسه على أثر تبادل مجموعتين من الملثمين إطلاق النار والحجارة فجر يوم الخميس الماضي الموافق 26 يناير2017. كما تلقت المؤسسة الوطنية خبر وزارة الداخلية بمزيد من الحزن والأسى عن استشهاد الملازم أول هشام حسن الحمادي أثر طلق ناري أدى إلى استشهاده. إن المؤسسة الوطنية لا يسعها في هذا الشأن إلا الإعراب عن رفضها الشديد لهذه الأفعال العنيفة المؤثمة وغير القانونية التي استهدفت حياة المواطنين ورجال الأمن، وأن استخدام السلاح والعنف في وجه الدولة واستهداف رجال الأمن أو المجتمع أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن الحق في الحياة والأمن وسلامة الجسد هي حقوق أساسية من حقوق الإنسان، وتعتبر عناصر أساسية في المجتمع الديمقراطي. ومن هذا المنطلق، تدين المؤسسة الوطنية كل أعمال العنف وتحث على إعلاء قيم التسامح والعدل وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والابتعاد عن كل ما من شأنه تأجيج الكراهية وتعميق الفرقة، وتدعو كل العقلاء في المجتمع للتصدي لظاهرة العنف واتخاذ مواقف وإجراءات موحدة وفاعلة لوقف كل الأعمال غير القانونية التي تضر باللحمة الوطنية وتآلف المجتمع ومكتسباته، لينعم وطننا العزيز بالأمان والاستقرار. كما وتدعو المؤسسة الوطنية كل المواطنين إلى الالتفاف حول القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، قائد الإنجازات والإصلاحات الحضارية من أجل الاستمرار في النهج الإصلاحي والأخذ بمملكتنا الحبيبة إلى مستقبل واعد ومنشود في كل المجالات، باعتباره رمز الوحدة الوطنية والحامي لأحكام الدستور. وتعمل المؤسسة الوطنية على تأكيد احترام حقوق الإنسان والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية بدقة ومن دون الإخلال بأي من مهامها واختصاصاتها الوظيفية في هذا الإطار، والمنصوص عليها في قانون إنشائها. وبهذه المناسبة الأليمة، تعرب المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عن حزنها لاستشهاد رجل الأمن ومواطن آخر، وتتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء، داعية المولى العلي القدير أن يلهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.