واشنطن (أ ف ب) - اقال دونالد ترامب وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس بعد رفضها تطبيق مرسومه حول الحد من الهجرة الذي يثير جدلا محتدما في الولايات المتحدة والعالم، وعين بدلا منها المدعي الفدرالي دانا بينتي الذي تعهد بالدفاع عن قرارات الرئيس الاميركي. كما أقال ترامب المسؤول بالوكالة عن ادارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل الذي كان عين ايضا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وعين محله توماس هومان. وكانت وزيرة العدل بالوكالة المسؤولة الثانية في الوزارة في ادارة اوباما. وقد امرت المدعين بعدم الدفاع عن مرسوم ترامب. وقال البيت الابيض في بيان ان ييتس "خانت وزارة العدل برفضها تطبيق قرار قانوني يرمي لحماية مواطني الولايات المتحدة". واضاف ان "الرئيس ترامب اعفى ييتس من مهامها وعين المدعي العام لمقاطعة شرق فرجينيا دانا بينتي في منصب وزير العدل بالوكالة الى ان يثبت مجلس الشيوخ السناتور جيف سيشنز" في منصب وزير العدل. وبعد تعيينه، أصدر بينتي "توجيهات الى الرجال والنساء في وزارة العدل بان يقوموا بواجبهم كما اقسمنا وان يدافعوا عن اوامر رئيسنا القانونية". - "ضعيفة بشأن الحدود" - وصف البيت الابيض في بيانه ييتس بانها "ضعيفة في ما يتعلق بالحدود وضعيفة جدا في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية". وكانت ييتس شككت في مذكرة داخلية بقانونية المرسوم الذي يمنع لمدة ثلاثة أشهر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة تعتبرها واشنطن "ملجأ للارهابيين". قالت "طالما انني اشغل منصب وزيرة العدل بالوكالة، لن تقدم الوزارة حججا للدفاع عن المرسوم الرئاسي الا اذا اقتنعت بان ذلك امر مناسب". اما بالنسبة لإقالة راغسديل، أعلن وزير الامن الداخلي جون كيلي في بيان لم يعلل فيه سبب الاقالة، ان هومان "سيعمل على تطبيق قوانيننا حول الهجرة على اراضي الولايات المتحدة بما يتفق والمصلحة الوطنية". ويحظر المرسوم الذي وقعه ترامب الجمعة دخول جميع اللاجئين أيا كانت أصولهم الى الولايات المتحدة لمدة اربعة اشهر، ولمدة غير محددة للاجئين السوريين. كما يحظر دخول الولايات المتحدة على مواطني ايران وسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان لمدة ثلاثة أشهر، حتى لو كانت بحوزتهم تأشيرات دخول. واحتج عدد كبير من الدبلوماسيين عبر قناة رسمية على المرسوم. لكن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر حذرهم بأنه "اما ان يقبلوا بالمرسوم او يرحلوا". وبينما تتصاعد التظاهرات والادانات، قال الرئيس الديموقراطي السابق باراك اوباما ان"مستوى التعبئة" في الولايات المتحدة مشجع. وكان اوباما وعد بان يبقى بعيدا عن الجدل السياسي ما لم تواجه "القيم الاساسية" لاميركا تهديدا. ويبدو انه رأى ان هذا ينطبق على الوضع الحالي بعد عشرة أيام على انتهاء ولايته. وقال كيفن لويس الناطق باسمه ان اوباما "يعارض اساسا مفهوم التمييز بين الافراد بسبب معتقداتهم او ديانتهم". وتنفي السلطة التنفيذية ان تكون القيود التي فرضت مرتبطة بديانة محددة. وقال ترامب الاحد ان "الامر لا يتعلق بحظر يستهدف المسلمين كما تقول وسائل الاعلام خطأ". واضاف ان "الامر لا علاقة له بالديانة بل بالارهاب وبامن بلدنا". ورد ترامب على الانتقادات بسلسلة تغريدات الاثنين، فكتب ان "كل شيء يسير على ما يرام باستثناء عدد قليل جدا من المشاكل". ولتوضيح الوضع في المطارات الاميركية التي عمت بعضها الفوضى، اشار الى خلل معلوماتي لدى شركة دلتا للطيران وتظاهرات المعارضين وردود الفعل المبالغ فيها لبعض اعضاء الكونغرس. وكان عدد من المجموعات الكبرى وخصوصا شركات سيليكون فالي حيث يعمل آلاف المهندسين الاجانب (أبل ومايكروسوفت وغوغل وار بي ان بي ونيتفليكس)، رأت ان القيود المفروضة على الهجرة "مخالفة للقيم الاميركية". - "نرحب باللاجئين" - نقلت شهادات في جميع انحاء العالم لمواطنين من الدول المعنية التي فرضت عليها قيود الهجرة، تدين الاجراءات التي طبقتها الادارة الاميركية فجأة وتعبر عن شعورهم بالاحباط والغضب. وتجمع مئات المتظاهرين مساء الاثنين امام المحكمة العليا مرددين هتافات "لا كراهية، لا خوف، نرحب باللاجئين". وخارج الولايات المتحدة لم تضعف موجة الاستياء التي اثارها مرسوم ترامب. فقد دانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الاثنين القيود على الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة. وقالت للصحافيين إن "مكافحة الإرهاب الضرورية والحازمة لا تبرر إطلاقا تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة، وتحديدا هنا الإسلام". وتظاهر عشرات الآلاف في لندن الاثنين ضد المرسوم. © 2017 AFP
مشاركة :