العاهل المغربي: عودتنا للاتحاد الإفريقي ثمرة تفكير عميق

  • 1/31/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أديس ابابا – ألقى العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلاثاء خطابا أمام المشاركين في القمة الإفريقية الثامنة والعشرين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مؤكدا سعادته بـ"عودته إلى بيته" بعد أن أعاد الاتحاد رسميا (الثلاثاء) المغرب إلى عضويته. واستهل الملك محمد السادس خطابه بالقول "كم هو جميل هذا اليوم الذي أعود فيه إلى البيت بعد طول غياب. كم هو جميل هذا اليوم الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه. فإفريقيا قارتي وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا". وحضر العاهل المغربي مراسم اختتام قمة الاتحاد الإفريقي غداة موافقة المنظمة على إعادة عضوية بلاده بعد 33 عاما على خروجها منها. وأيدت 39 دولة من أصل 54 الاثنين عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بعد خروجه منه في العام 1984 احتجاجا على قبول المنظمة ما يسمى بالجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو الانفصالية. وقال ملك المغرب متوجها بخطابه للقادة الأفارقة "قررت أخواتي وإخواني الأعزاء قادة الدول أن أقوم بهذه الزيارة وأن أتوجه إليكم بهذا الخطاب دون انتظار استكمال الإجراءات القانونية والمسطرية التي ستفضي لاستعادة المملكة مكانها داخل الاتحاد". وتابع "إن الدعم الصريح والقوي الذي حظي به المغرب لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا. لقد كان الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية ضروريا". واعتبر العاهل المغربي أن خروج بلاده من المنظمة الإفريقية أتاح له الفرصة لإعادة تركيز عمله داخل القارة ولإبراز مدى حاجته لإفريقيا ومدى حاجة إفريقيا للمغرب. وقال "لقد جاء قرار العودة إلى المؤسسة الإفريقية ثمرة تفكير عميق. وهو اليوم أمر بديهي". وأكد أن بلاده ستكون قطبا من أقطاب النمو الاقتصادي في القارة الإفريقية وأن المملكة المغربية لن تتخلى عن دورها الريادي، مضيفا أن المغرب لم يتخل عن دوره في حفظ الأمن والاستقرار في القارة الافريقية. وقال الملك محمد السادس أيضا "اخترنا العودة للقاء أسرتنا. وفي واقع الأمر فإننا لم نغادر أبدا هذه الأسرة. ورغم السنوات التي غبنا فيها عن مؤسسات الاتحاد الإفريقي فإن الروابط لم تنقطع قط ، بل إنها ظلت قوية. كما أن الدول الأفريقية وجدتنا دوما بجانبها". وأشار إلى أن المغرب سيعمل بمجرد عودته الى الاتحاد الافريقي على لم الشمل، قائلا أنه يدرك أنه ليس محط إجماع داخل الاتحاد، لكنه أوضح أن "هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم ولا نرغب إطلاقا في التفرقة كما قد يزعم البعض". الاتحاد المغاربي وعرض العاهل المغربي في جانب من خطابه إلى وضع الاتحاد المغاربي، قائلا "بينما تشهد المجموعة الاقتصادية لشرق إفريقيا تطورا ملحوظا في إقامة مشاريع اندماجية طموحة وتفتح دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مجالا حقيقيا لضمان حرية تنقل الأشخاص والممتلكات ورؤوس الأموال، فإن التعاون الاقتصادي بين الدول المغاربية يبقى ضعيفا جدا". وتابع "المواطنون في البلدان المغاربية لا يفهمون هذا الوضع. وإذا لم نتحرك أو نأخذ العبرة من التجمعات الإفريقية المجاورة فإن الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن على الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدة مراكش التأسيسية منذ 28 سنة خلت". وشدد على أن المملكة المغربية اختارت تقاسم خبرتها ونقلها إلى أشقائها الأفارقة، مضيفا أنها تدعو إلى بناء مستقبل تضامني وآمن. وأكد أن التاريخ قد أكد وجاهة اختيارات المملكة "وبالتالي يدخل المغرب الاتحاد الإفريقي من الباب االواسع". وقال في ختام خطابه إن بلاده اختارت سبيل التضامن والسلم والوحدة، مؤكدا التزام المغرب من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي. وأعاد الاتحاد الأفريقي رسميا المغرب لعضويته الثلاثاء بعد أكثر من ثلاثة عقود من انسحاب الرباط مما كانت تسمى آنذاك منظمة الوحدة الأفريقية بسبب خلاف على وضع الصحراء المغربية. استقبال حار وحضر العاهل المغربي الثلاثاء القمة المقامة في قاعة نيلسون مانديلا بمقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا. وكان في استقباله لدى وصوله مقر الاتحاد رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي ألفا كوندي (رئيس غينيا). وحظي الملك محمد السادس لدى وصوله إلى مقر الاتحاد في أديس أبابا باستقبال حار من قبل رؤساء الدول الأعضاء والوفود، وسط تصفيق الحضور في ختام القمة السنوية. ورحب الرئيس التشادي إدريس دبي رئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته الثلاثاء بعودة المغرب إلى الاتحاد بعد الانسحاب منه قبل نحو 33 عاما. وقال دبي إن "عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستكون إضافة حقيقية للاتحاد"، مشيرا إلى أن "المغرب بلد إفريقي كبير". وتابع "عودة المغرب وجدت كل الترحيب من جميع الدول الإفريقية".

مشاركة :