العاهل المغربي يؤسس من اثيوبيا لعودة بلاده إلى عمقها الإفريقي

  • 11/19/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أديس ابابا – أقامت اديس ابابا السبت حفل استقبال رسمي على شرف العاهل المغربي الملك محمد السادس حيث كان في استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين. ووصل العاهل المغربي الجمعة إلى العاصمة الاثيوبية على رأس وفد يتكون من 63 شخصية بينهم وزراء ومستشاري الملك وكبار المسؤولين وشخصيات شعبية ورسمية. وهذه هي أول زيارة رسمية يجريها الملك محمد السادس إلى إثيوبيا منذ تنصيبه ملكا في العام 1999 وتستغرق 3 أيام، قبل أن يستكمل جولة إفريقية تقوده إلى مدغشقر وكينيا ونيجيريا. ويرافق الملك محمد السادس في هذه الزيارة الرسمية وهي الأولى له منذ تنصيبه ملكا في 1999 خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني، الأمير مولاي إسماعيل ومستشاري الملك فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري وناصر بوريطة الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون إضافة إلى العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وكان مصدر اثيوبي أكد أن الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام ستشهد توقيع 14 اتفاقية تعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وتأتي زيارة العاهل المغربي لاثيوبيا عاصمة الاتحاد الإفريقي ومحطته الأولى ضمن جولة أوسع تشمل عددا من الدول الإفريقية، في إطار تأكيد المغرب على انتمائه وحرصه على عمقه الإفريقي وتعزيز العلاقات المغربية الافريقية وأيضا كمؤشر قوية على عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الافريقي. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين السبت في تصريحات عقب استقباله العاهل المغربي، إن بلاده ستعمل مع المغرب على إقامة شراكة متكاملة. وأضاف "سنعمل مع المغرب على إقامة شراكة متكاملة والاتفاقيات ستضع أسسا قوية للتعاون بيننا"، واصفا زيارة الملك محمد السادس بـ"التاريخية والمهمة". وأشار ديسالين إلى أن "القمة العربية الإفريقية الرابعة التي ستنطلق الأربعاء المقبل في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية ستعزز العلاقات بين إثيوبيا والعالم العربي بصورة أكبر". ولفت إلى أن "زيارة العاهل المغربي ستخلق فرصة جديدة للتعاون بيننا وننظر لها على أنها كبيرة ومهمة في ظل الدور المؤثر للرباط في المحيطين العربي والإفريقي". وفي وقت سابق السبت بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي والملك محمد السادس مباحثات مغلقة في القصر الرئاسي بأديس أبابا. ومن المقرر أن تتكلل المباحثات بتوقيع 12 أو 14 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات من بينها النقل الجوي واستخراج المعادن إلى جانب مجال الزراعة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن زيارة العاهل المغربي إلى إثيوبيا "ستساهم في تطوير العلاقات بين الرباط وأديس أبابا"، مضيفا أن "المباحثات المغربية الإثيوبية ستضع أسسا قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين". وفي السياق ذاته نقلت وسائل اعلام مغربية عن راشد الهاجري السفير الكويتي في أديس أبابا، قوله إن "هذه الزيارة ستدفع بالعلاقات العربية الإفريقية إلى المزيد من آفاق التعاون وستكون بمثابة دفعة قوية لها". وتابع "إثيوبيا دولة ذات ثقل سياسي في إفريقيا لدورها الطليعي في الأمن والسلم بالمنطقة". من جهته توقع السفير عبدالله الطاهر، المدير السابق للإدارة العربية في وزارة الخارجية الصومالية حتمية العودة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي بعد إعلان مفوضية الاتحاد إدراج عودة المغرب في أجندة القمة الإفريقية المقبلة المقرر عقدها في أديس أبابا في يناير/كانون الثاني 2017. دور مغربي ريادي في السلم والأمن وزيارة العاهل المغربي لعاصمة الاتحاد الإفريقي تكتسي أهمية كبرى لاعتبارات منها أنها تشكل المحطة الأولى لتأسيس شراكات واسعة بين المغرب وإفريقيا وأيضا نظرا لأهمية الدور الذي تضطلع به المملكة المغربية في الأمن والسلم الافريقي والأوروبي. وتحول المغرب إلى نموذج يحتذى به في مقاومة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ضمن مقاربة تأخذ في اعتبارها الجوانب الأمنية والإنسانية في آن واحد. وتشكل الزيارة أيضا مقدمة لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الذي انسحب منه في العام 1984 احتجاجا على اعتراف التكتل الافريقي بجبهة البوليساريو الانفصالية. وكان الملك محمد السادس قد وجّه خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة التي استضافتها كيغالي في يوليو/تموز رسالة إلى القادة الأفارقة عبّر فيها عن رغبة بلاده في استعادة عضويتها داخل المؤسسة الإفريقية وذلك بعد 32 عاما من الغياب ليختار المغرب بذلك القطع مع سياسة الكرسي الفارغ.

مشاركة :