صدقة فاضل..إبعاد “القرضاوي” لا يُعبِّر عن تغيُّر السياسة القطرية

  • 4/12/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قلل عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صدقة فاضل عن أهمية أنباء تداولتها فرانس24 عن احتمال إبعاد قطر لرئيس هيئة علماء المسلمين يوسف القرضاوي عن أراضيها، على خلفية مساعي المصالحة التي تقودها دولة الكويت بعد تأزم علاقات قطر مع المملكة والإمارات والبحرين والذي أدى لسحب سفرائهم منها مؤخرًا، معتبرا قرار الإبعاد قرارًا يمس شخصًا واحدًا يمثل تيارًا من مماثلين يقومون بالدور التحريضي نفسه، مؤكدًا أن قرار الإبعاد حال حدوثه لن يكون مقدمة لتغيير في سياسة قطر الخارجية، التي تنتهجها منذ 15 عامًا، والتي تختلف في مضامينها مع سياسية دول مجلس التعاون الأخرى، مشيرًا إلى وجوب عدم الاهتمام بشخص واحد يعتبر إبعاده إجراءً رمزيًا، بينما هناك العديد من السياسات تحمل أهمية أكبر تحتاج الحكومة القطرية إلى تغييرها منها اتصالاتها المكثفة مع إسرائيل. وطالب الدكتور فاضل بمزيد من الحوار العربي - العربي في جميع الإشكالات التي تشهدها المرحلة الحالية، مشددًا على أن الحوار هو الحل لقضايا الاختلاف. وكانت قناة «فرانس 24» قد قدمت، تقريرًا حول مصير يوسف القرضاوى، وما إذا كان سيستقر بتونس من عدمه، بعد أن أشارت مصادر عدة بأنه بات يمثل ثقلًا على قطر. وذكرت القناة أن عدة مصادر تشير إلى أن الداعية يوسف القرضاوي أصبح يمثل ثقلًا على صناع القرار في قطر حيث يقيم، وذلك بسبب تبنيه لمواقف صريحة معادية لحكومات خليجية مجاورة ولمصر ورجلها القوي عبدالفتاح السيسي خاصة بعد عزل محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة، ما جعل قطر تعيد النظر في وضع القرضاوي على أراضيها. وأشارت القناة الفرنسية إلى أن يوسف القرضاوي يعتبر من أبرز دعاة الإخوان المسلمين، ويعتبره البعض منظرًا للإسلام السياسي ومساندًا لكل الحركات السياسية ذات الخلفية الإسلامية مثل النهضة في تونس وفي مصر من خلال دعم الإخوان المسلمين.. وحتى في تركيا التي فاز فيها رجب طيب أردوغان بالانتخابات البلدية فأرسل له القرضاوي مهنئًا ومؤكدًا له أنه سجد لله شاكرًا. وأضافت أنه مع تغير المعطيات السياسية في المنطقة، فإن مواقف القرضاوي الذي يتميزبكثرة تصريحاته العدائية للإمارات ومصر سواء على تويتر أو من خلال ظهوره الإعلامي عبر قناة الجزيرة أو حتى من خلال لقاءاته الصحفية، قد تكون عوامل جعلت السلطات القطرية تشعر بوطأة هذه الشخصية وخطورتها على صورة قطر إلا أن عوامل جديدة غيرت المعطيات السياسية بعد اعتبار «جماعة الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية في مصر وفي السعودية، وإخفاق نموذج الإسلام السياسي في دول الربيع العربي كتونس ومصر، كل ذلك قد يدفع القطريين إلى تغيير مواقفهم السياسية، ومواقفهم من رئيس مجلس علماء المسلمين، مما يمهد الطريق نحو رحيله - رغمًا عنه - عن الأراضي القطرية. وتساءلت الإخبارية الفرنسية عمّا إذا كان القرضاوي سيستقر بتونس لاسيما مواقع عربية نقلت مؤخرًا خبرًا مفاده أن القرضاوي قد يستقر في تونس لفترة زمنية معينة قد تكون «عدة أشهر»، غير أن هذا النبأ لم يؤكد من جانب قطر أو تونس.

مشاركة :