ذكرت صحيفة فيلت ام زونتاج، أخيراً، أن المهاجرين يواجهون الإعدام والتعذيب، وغيرها من انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان بمخيمات في ليبيا، بحسب تقرير أعدته السفارة الألمانية في النيجر للحكومة الألمانية. غرقت ليبيا في الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، ولا تمارس الحكومة الجديدة في طرابلس أي سيطرة تذكر. وذكر تقرير الصحيفة أن السفارة قالت في برقية دبلوماسية أرسلت إلى المستشارية ووزارات أخرى «توثق صور وتسجيلات مصورة أصلية، التقطت بهواتف محمولة، لظروف تشبه معسكرات الاعتقال فيما يسمى بسجون خاصة»، يديرها مهربون. ونقلت الصحيفة عن تقرير السفارة «عمليات إعدام عدد لا يحصى من المهاجرين، والتعذيب والاغتصاب والرشوة والنفي إلى الصحراء تحدث يومياً». وتابع التقرير «تحدث شهود عيان عن خمس عمليات إعدام بالضبط أسبوعياً في سجن واحد، مع إشعار مسبق، ودائماً يوم الجمعة، لإفساح المجال لمهاجرين جدد، بمعنى زيادة عدد البشر وإيرادات المهربين». جاءت الأنباء عن تقرير السفارة قبيل اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في مالطا، عقد قبل أيام لمناقشة سبل الحد من الهجرة من إفريقيا. وأثارت أيضاً المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مخاوف بشأن الأوضاع في ليبيا أخيراً قائلة في فيديو على الإنترنت، إن أوروبا يجب أن تعمل مع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا للسيطرة على الهجرة غير الشرعية، لكن لا يمكنها أن توقع اتفاقاً مماثلاً للاتفاق الذي وقعته مع تركيا العام الماضي، إلى حين استقرار الأوضاع. وقالت سكا كيلر، التي تترأس مجموعة الخضر، التي تدعو إلى حماية البيئة في البرلمان الأوروبي، إن الحكومة الألمانية ينبغي أن تعمل لمنع أي نوع من الاتفاق مع الحكومة الليبية، إذا كانت على دراية بانتهاكات حقوق الإنسان. ونقلت الصحيفة عنها قولها إن توقيع اتفاق هجرة مع ليبيا يعني أن الناس «سترسل مرة أخرى إلى وضع كارثي وغير إنساني». وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيره للصحيفة، إن مواثيق الأمم المتحدة تعطي اللاجئين حقوق الملاذ، لكنها لا تضمن لهم حق اختيار المكان. ويسعى دي مايتسيره ووزراء داخلية الاتحاد الأوروبي إلى تمويل المخيمات في إفريقيا، حيث ستتعامل وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجماعات إغاثة أخرى مع المهاجرين، للحيلولة دون عبورهم البحر المتوسط إلى أوروبا. وغرقت ليبيا في الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، ولا تمارس الحكومة الجديدة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس أي سيطرة تذكر. تجدر الإشارة إلى أن عبور البحر من ليبيا إلى إيطاليا، هو الطريق الرئيس للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا، ويدير العملية مهربون يتمركزون في ليبيا. ووصل رقم قياسي من المهاجرين بلغ 181 ألفاً، معظمهم من الأفارقة، بالقوارب إلى إيطاليا العام الماضي، ليصل العدد الإجمالي للوافدين في السنوات الثلاث الماضية إلى ما يربو على نصف مليون شخص.
مشاركة :