في وقتٍ دعت فيه واشنطن إلى إجراء محادثاتٍ عاجلةٍ في مجلس الأمن الدولي لمناقشة مستجدات برنامج الصواريخ البالستية الإيراني؛ طالب الاتحاد الأوروبي طهران بالامتناع عن القيام بأية نشاطات تثير الريبة مثل إجراء التجارب الصاروخية، بحسب ما أورد الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء «فرانس برس» أمس. لكن الغرب يواجه، بحسب الموقع، تحدياً من روسيا «التي اعتبرت وزارة خارجيتها أن إجراء طهران تجربة إطلاق صاروخ بالستي لا ينتهك قرار مجلس الأمن حول البرنامج النووي الإيراني». وقالت موسكو، التي تحارب قواتها إلى جانب القوات الإيرانية في سوريا، إن طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن قد يؤجج الوضع. بينما لم تؤكد طهران أو تنفي إطلاق أية صواريخ خلال مطلع الأسبوع الجاري. وانتقد الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بشدة الاتفاق النووي مع إيران الذي أدى إلى رفع العقوبات عن الأخيرة. وأعلن البيت الأبيض، الإثنين، أنه على علم بتجربة صاروخية أجرتها طهران مؤخراً. وكانت شبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن طهران أجرت تجربة الأحد على صاروخ بالستي في انتهاكٍ لقرارٍ للأمم المتحدة. في السياق نفسه؛ أوضح وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، أن بلاده أبدت انزعاجها من التجارب الصاروخية. وجاء تصريحه خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس في طهران. وأكد آيرولت: «فرنسا أعربت مراراً عن قلقها إزاء استمرار التجارب البالستية (التي) تعيق عملية إعادة بناء الثقة التي أرساها اتفاق فيينا» حول برنامج إيران النووي. وشدد: «التجارب الصاروخية تتعارض مع روح قرار مجلس الأمن حول الاتفاق النووي» الذي تم التوصل إليه في العاصمة النمساوية في صيف 2015. وفي تصريح لوكالة «فرانس برس» قبل مغادرته طهران؛ اعتبر آيرولت أنه «لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لتجنب المجازفة بحصول أي تدهور». وأوضح: «قلت للإيرانيين إنه لا بد من التقيد به من جميع الأطراف بشكل دقيق». يأتي ذلك فيما ألمحت موسكو إلى عدم رغبتها في اتخاذ أية خطوات في مجلس الأمن لمعاقبة طهران على التجربة الصاروخية. وقال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، إن «مثل هذه الأفعال، في حال حدثت، فإنها لا تنتهك القرار» رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن، مضيفاً أن بلاده لم تتأكد من أن التجربة الصاروخية قد أُجرِيَت. ويحظر القرار 2231، الذي صدَر بعد أيام من إبرام الاتفاق النووي، إيران من تطوير صواريخ «مصممة لحمل رؤوس نووية».
مشاركة :