لفت ثنائي فريق نادي الخليج «التوأم» علي وقاسم لاجامي، الأنظار في ملاعب كرة القدم السعودية، نظير الشبه الكبير بينهما، فضلا عن وجودهما في فريق واحد. وعلي وقاسم من مواليد 1996م في محافظة القطيف (شرق السعودية)، وتنحدر عائلتهما من بلدة الأوجام، إلا أنهما يسكنان مع والدتهما في بلدة الجارودية التي تبعد نحو 5 كيلومترات فقط تقريبا. ويتحدث علي لاعب خط الدفاع عن تسجيله في نادي الخليج، قائلا: «لعبت في الفئات السنية بنادي المحيط بالجارودية مع شقيقي قاسم، وكنا ننضم إلى منتخبات مدارس الشرقية بشكل مستمر، كما انضممنا سويا إلى منتخب المملكة لمواليد 95 الذي تولى تدريبه المدرب الوطني فيصل البدين قبل 3 أعوام، ليكون رافدا للفئات السنية، وتحديدا منتخب الشباب، لكن للأسف لم تتح لنا الفرصة في الوجود الرسمي مع المنتخبات السعودية في أي بطولة رسمية». ويضيف: «مع صعود فريق الخليج مجددا، وفي المرة الأخيرة لدوري المحترفين بدأت إدارته في البحث عن لاعبين، وكنت أنا وشقيقي قاسم في مقدمة خياراتها، وتم تقديم عرض لنادينا، وتم الاجتماع، وتمت الصفقة ولله الحمد، ونحن سعداء بكوننا نلعب لناد في دوري المحترفين السعودي، مما يسهل بروزنا ووصولنا للأهداف التي نتمناها وهي تمثيل المنتخبات السعودية». وحول ما إذا كان عرض الانتقال لأحدهما فاشترط انتقال توأمه، تبسم، قال: «لا أبدا، كان العرض لانتقالنا سويا، وهذا الذي كنا نريده، لم نفترق منذ الطفولة ولا نريد أن تفرقنا كرة قدم». وبالمناسبة علي وقاسم هما الوحيدان لوالديهما، ولا يوجد أي أشقاء لهما سواء من الذكور أو الإناث. وبالعودة إلى حديث علي، وفيما يخص تأثير التشابه الكبير جدا بينهما على التفريق بينهما في الملعب سواء أثناء التدريبات أو في المباريات الرسمية، أو حتى بين أصدقائهما وأهلهما المقربين منهما، قال: «بكل تأكيد والدتنا حفظها الله تفرق بيننا في الشكل، وتمنحنا القدر نفسه من الحب والاهتمام، هي دائما ما تكون سعيدة حينما ترانا سويا، وتدعو الله ألا نفترق مهما تكن الظروف. أما على المستوى الرياضي ففي التدريبات على سبيل المثال قد لا يوفق المدرب التونسي جلال قادري في التفريق بيننا سوى أنه يختار أحدنا للتشكيل الأساسي والآخر في الفريق الآخر، حينها يمكن التفريق بيننا بالألوان التي نرتديها، أيضا في الملعب وفي المباريات الرسمية الخيار نفسه يقوم به المدرب من خلال وجود أحدنا أساسيا والآخر احتياطيا، كما يمكن التفريق بيننا من حيث أرقام القمصان التي نرتديها، فأنا أرتدي الرقم (87) وشقيقي قاسم يرتدي (78)، ويتم رصد أسمائنا بناء على هذه الأرقام». ويضيف بالقول: «أما في الملعب وتحديدا من حيث الحكام، فهناك بعض المباريات شاركنا بها كأساسيين وآخرها مواجهة الحزم ضمن مباريات الكأس، وكنا متقاربين جدا بين بعضنا في منطقة الدفاع، ولكن من حسن حظ الحكم أنه لم تكن هناك أخطاء ارتكبها أحدنا تستوجب الإنذارات، وسارت الأمور على خير، لكن أعتقد أن الأرقام وإن كان متشابهة من الوهلة الأولى، لكن الحكم من واجباته التدقيق فيها للتفريق بين اللاعبين». وحول ما يخص علاقتهما مع زملائهما، أكد: «ليسوا جميعا قادرين على التفريق بيننا، بل يمكن القول إن من يستطيعون ذلك عددهم قليل جدا، وهم المستمرون فقط مع الفريق طوال المواسم الثلاثة الأخيرة، وقدرتهما على التفريق ترتكز على فوارق بسيطة جدا يلحظونها سواء بالشكل أو اللبس أو حتى الصوت». من جانبه، يكشف اللاعب قاسم أن عدم قدرة حكم الساحة على التمييز فعليا بينهما حصلت فعليا في إحدى مباريات فريقهما المحيط بدوري محافظة القطيف قبل 4 سنوات، حيث إن شقيقه ارتكب خطأ وكان قد أنذر قبلها، وحينما هم الحكم بإشهار البطاقة الحمراء، ذهبت بجانبه ومنحني كارتا أصفر، بعد أن شاهد رقم قميصي فالتبس عليه الأمر، ونجا أخي من الطرد في تلك المباراة. وحول ميولهما إلى الأندية المحلية أو العالمية أو حتى المنتخبات، قال قاسم: «كلنا نتفق على تشجيع اللعب الجميل دون تعصب لفريق بعينه، سواء كان الأمر في المباريات الخارجية أو الداخلية، الأمر هذا نتفق عليه، لم نشجع فريقا في دوري المحترفين السعودي، نشجع حاليا الخليج كوننا نلعب في صفوفه». أما في الجانب التعليمي، فيقول: «كان هناك التباس كبير من قبل المعلمين في المدارس التي كنا فيها سويا، ولكن الأمر اختلف نسبيا في جامعة الدمام حيث ندرس، المعلمون في الفصل قادرون على التمييز بيننا، لأنهما وضعونا في صفين مختلفين تلافيا للبس وإبعادا للإحراج، ولكن خارج الفصل الدراسي ليس بإمكان أي معلم التفريق بيننا». ويضيف: «أرحنا المعلمين في الجامعة في الفترة الأخيرة بعد أن قررنا أن نتوقف عن الدراسة بشكل مؤقت للتفرغ بشكل تام للاحتراف بنادي الخليج». وعن مستقبلهما من حيث تكوين أسرة، قال: «بكل تأكيد سنتزوج، ولكن غير المؤكد أننا سنقترن بشقيقتين توأمين». وحول ما يخص إمكانية انتقال أحدهما دون الآخر إلى أحد الأندية في حال حصل على عرض، قال قاسم: «بدأنا مشوارنا سويا، وأتمنى ألا نفترق في أي فريق في مجال كرة القدم». وأخيرا يتحدث جعفر السليس، مدير الاحتراف بنادي الخليج، عن قصة جلبهما، وهو مهندس الصفقة، فيقول: «تابعناهما لموسم كامل، ولم نجلبهما بحثا عن تميز في دوري المحترفين سوى التميز الفني، ومن محاسن الصدف أن الصفقة تمت ليلة عيد الفطر قبل موسمين، وتم توقيع عقدين لمدة 5 سنوات لكل منهما».
مشاركة :