قطر تخشى من عواصف ترامب ضد الإخوان المسلمين

  • 2/1/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قطر تخشى من عواصف ترامب ضد الإخوان المسلمين حمل وصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الإخوان بـأنهم بوق للإسلام المتشدد، خلال جلسة التصديق على تعيينه في مجلس الشيوخ، إشارات عن مستقبل العلاقة بين الإدارة الأميركية الجديدة وجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي يثير حفيظة حلفاء الجماعة ويدفع داعميها، على غرار قطر، إلى التفكير في الهرب من مركبها والتبرّؤ منها تحسبا لحظرها ووضعها على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية. العرب [نُشرفي2017/02/01، العدد: 10530، ص(7)] على من سنتكئ واشنطن - ينقل مراقبون دوليون لشؤون قطر قلق الدوحة من التحولات التي بدأ يجريها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي قد تهدد الركائز التي اعتمدت عليها قطر في خيارات سياستها الخارجية في العالمين العربي والإسلامي خلال العقود الأخيرة. ويتحدث هؤلاء عن أن الرشاقة التي اتسمت بها قطر، بصفتها دولة صغيرة تتقاطع عندها مصالح دول إقليمية ودولية، تأسست على حالة السماح التي كانت تبيحها الإدارات الأميركية السابقة، وأن الأعراض الأولى التي توحي بها إدارة ترامب تفرج عن قطيعة مع نهج سابق، لا سيما لجهة القطع التام مع تيار الإسلام السياسي عامة وجماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة. وتكشف مصادر أميركية أن واشنطن كانت تغض الطرف عن دور قطري يتيح استفادة الولايات المتحدة والدول الغربية من علاقات الدوحة مع تيارات الإسلام السياسي السني وأجنحته المتطرفة، لتأمين قنوات تواصل كتلك التي جرت بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية في مراحل سابقة. ولا تخفي أوساط قريبة من كواليس القرار القطري أن الدوحة غير مرتاحة للإشارات التي تصدر عن محيط الرئيس الأميركي، والتي تتحدث عن عزم الإدارة الحالية بواشنطن على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، شأنها في ذلك شأن تنظيمي القاعدة وداعش والجماعات التابعة لهما. تغير المعادلة كان وليد فارس، مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية قد أعلن في خضم الحملة، عن عزم ترامب على الإقدام على إزالة الحدود التي كانت تفصل الجماعة عن الفصائل الإرهابية والتي كانت تعامل الإخوان المسلمين كتيار معتدل على ما درج مع الإدارات الأميركية السابقة. واستندت توقعات فارس آنذاك على تنامي تيار داخل الولايات المتحدة، يعتبر أن التيارات الإرهابية الإسلامية قد خرجت من عباءة الإخوان المسلمين وأن جل قيادات الجماعات المصنفة إرهابية قد مرت بتجارب داخل الجماعة التي أسسها حسن البنا أو تأثرت بتعاليمها. ويمثّل تنامي هذا التيار رد فعل أميركي على تسامح إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع جماعة الإخوان المسلمين والتواصل مع ممثليها في بلدان العالم العربي، لا سيما بعد انفجار ثورات ما يسمّى بالربيع العربي. وعلى الرغم من نفي إدارة أوباما أي دعم خاص تقدمه للتيارات الإسلامية وجماعة الإخوان، إلا أن أفكارا راجت داخل دوائر القرار الأميركي تدعو إلى تسهيل نقل السلطة في المنطقة لجماعات الإخوان من خلال تصنيفها كتيار إسلامي معتدل بإمكانه استيعاب التيارات المتطرفة. بيد أن استفادة الجماعة من “رعاية” أميركية غربية شرّعت أبواب التطرّف الذي ثبت أن له علاقات تنظيمية وعضوية بالجماعة وشخصياتها. مصادر إخوانية لا تستبعد أن تنحني الدوحة أمام العاصفة وتعمد إلى إبعاد قيادات إسلامية تقيم في قطر والواضح أن المقاومة التي قوبلت بها التيارات الإسلامية في اليمن وليبيا وتونس ومصر، كما أن انتشار ظواهر التطرّف التي أطلقها تنظيم داعش انطلاقا من العراق امتدادا إلى كل الميادين لدرجة اقتراف الإرهاب الإسلامي جريمة اغتيال السفير الأميركي في بنغازي في ليبيا عام 2012، إضافة إلى فشل تجربة الحكم الإخواني في مصر وبعد ذلك في تونس، قلبت الأمور في الولايات المتحدة والعواصم الغربية، ما قاد إلى هذه القطيعة التي تقترب منها إدارة ترامب حاليا. ومثّلت تصريحات وزير الخارجية الأميركي المعيّن ريكس تيلرسون حول إدراج جماعة الإخوان المسلمين على لوائح الإرهاب، أول الأعراض الرسمية لخطط من هذا النوع. وكان تيلرسون يتحدث في جلسة استماع بالكونغرس لدرس قبوله في منصب وزير للخارجية، ما أعطى انطباعا بأن “وعوده” تحاكي مزاجا عاما داخل الكونغرس نفسه. ويضاف إلى ذلك أن الرئيس الأميركي اختار مايك بومبيو رئيسا لوكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” والذي سبق، بصفته عضوا في الكونغرس، أن شارك في تقديم مشروع قرار لتجريم الإخوان المسلمين. وحاولت جماعة الإخوان المسلمين عدم التصادم مع ما يصدر عن إدارة ترامب. وقد قلل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة في تونس مثلا من هذا الاحتمال، معتبرا أن “الإسلام دين معترف به في الولايات المتحدة الأميركية. ومن يشعر بالخطر إزاء سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هم الإرهابيون وليس المسلم الملتزم بدينه والداعي إلى السلم”. ويحاول الغنوشي حماية الجماعة في توقعه بأن إدارة ترامب “لن تستهدف المسلمين”، فيما سارعت الجماعة في الأردن، وعلى نحو انتهازي مفرط، إلى الإعلان عن وقف مقاطعة الحوار مع الولايات المتحدة، متجاهلة تماما أن ما يصدر عن إدارة واشنطن الحالية لا يتحدث عن حوار بل عن تجريم الجماعة ومعاملتها معاملة الإرهابيين. كان عهدا ومضى تراقب الدوحة عن كثب تطورات هذا الملف وتتوقع أن تتصاعد الضغوط على قطر لوقف دعمها السياسي والمالي واللوجيستي والإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين. وتنظر الدوحة بعين الريبة إلى تطور العلاقات الأميركية مع مصر، خصوصا وأن الرئيس الأميركي الحالي سبق وأن استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في سبتمبر الماضي أثناء حملته الانتخابية، وعبّر حينها عن “إعجابه بالرئيس المصري وشجاعته في مكافحة التطرّف في بلاده”. وترى أوساط مراقبة للشأن القطري أن الأولوية التي يتحدث عنها ترامب لمحاربة التطرّف الإسلامي، ستجعل قطر هدفا أميركيا مقبلا قد تطالها سهام واشنطن. الدوحة في وضع حرج تحدثت مصادر قريبة من الدوائر الإخوانية عن أنها لا تستبعد أن تنحني الدوحة أمام العاصفة المقبلة من واشنطن وتعمد إلى إبعاد قيادات إسلامية تقيم في قطر على منوال التدبير الذي اتخذه السودان مؤخرا. وتقول هذه المصادر إنه من المحتمل أن يتم اتفاق في هذا الشأن بين الدوحة وأنقرة تنتقل هذه القيادات بموجبه للإقامة داخل الأراضي التركية. وسجل دبلوماسيون غربيون إعلان الدوحة السريع الالتزام بتنفيذ القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي من خلال مرسوم تنفيذي يمنع دخول مواطني 7 دول إسلامية، فمنعت منذ الساعات الأولى لهذا القرار مسافري هذه الدول من استخدام الخطوط الجوية القطرية ومطارها لسفر مواطنين من قطر إلى الولايات المتحدة، كما سجلوا مسارعة الطرف القطري إلى التحدث عن استثمارات ضخمة تنوي المؤسسات المالية تفعيلها داخل الولايات المتحدة. وكانت وكالة رويترز قد نسبت إلى مصادر مطلعة في ديسمبر الماضي أن رئيس صندوق الثروة السيادية القطري أبلغ مسؤولين أميركيين بأن الصندوق سيستثمر 10 مليارات دولار في مشروعات للبنية التحتية داخل الولايات المتحدة في دعم واضح للخطط الاقتصادية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب. الأولوية التي يتحدث عنها ترامب لمحاربة التطرّف الإسلامي، ستجعل قطر هدفا أميركيا مقبلا قد تطالها سهام واشنطن وقال مسؤول قطري ومصدر آخر قريب من الصندوق لرويترز إن جهاز قطر للاستثمار، وهو صندوق ثروة سيادي في البلاد، هو من أبلغ الرسالة لمسؤولين من بينهم تشارلز بيفكين، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الاقتصادية وأنشطة الأعمال. وذكر الصندوق، في وقت سابق، أنه يعتزم استثمار 35 مليار دولار في مشروعات غير محددة في الولايات المتحدة في ما بين 2016 و2021. وقال المسؤول إنه لم يتضح ما إذا كانت العشرة مليارات دولار تشكل جزءا من هذا المبلغ. وأبرم جهاز قطر للاستثمار وشركات قطرية أخرى في السوق الأميركي صفقات تصل قيمتها إلى نحو 15 مليار دولار العام الماضي، كما تخطط قطر لإنفاق 35 مليار دولار في مجال الاستثمارات خلال الفترة المقبلة. وبدأ سوق الاستثمارات في أميركا، ولا سيما في مدينتي نيويورك وواشنطن، باستقطاب جانب كبير من توجهات قطر الاستثمارية الجديدة لإنفاق نحو 35 مليار دولار على استثمارات جديدة في السوق الأميركي وحده في غضون السنوات الخمس المقبلة، في إطار بحثها عن وجهات استثمارية جديدة وغير تقليدية بعيدا عن أوروبا الغربية. وكان الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، قد ذكر في وقت سابق أن الاتفاقية تعكس توجّه جهاز قطر للاستثمار في أفضل المشاريع العقارية، والتعاون مع المؤسسات الرائدة حول العالم، كما تؤكد ثقتنا في الفرص التي يوفّرها السوق الأميركي على المدى البعيد. قلق قطري يستند القلق القطري على تقارير أميركية سابقة عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت قد اتهمت قطر بدعم الجماعات الإرهابية، لا سيما وزارة الخزانة الأميركية، إضافة إلى تهديدات صدرت عن بعض شيوخ الكونغرس تلوّح بعقوبات ضد قطر أو شخصيات قطرية ثبت ضلوعها في ملفات إرهابية حول العالم. ويذكر العالم تصريحا لجون كيري في العام 2009 يقول فيه إنه “لا يمكن لقطر أن تبقى حليفة للولايات المتحدة الاثنين وهي تقوم بإرسال المال إلى حماس الثلاثاء”. فيما أثارت مراجع أميركية إمكانية سحب التواجد الأميركي وإقفال “قاعدة العديد” الجوية في قطر ونقلها إلى جهة أخرى، ما يحرم الدوحة من أي درع أمني استراتيجي تمتعت به خلال العقود الأخيرة. وفي المقابل، كشفت مصادر روسية، أن الدوحة كثّفت في الأسابيع الأخيرة من تواصلها مع القيادة الروسية، مستفيدة من تطوّر العلاقات بين موسكو وأنقرة، كما أنها تعمل على تكثيف استثماراتها في روسيا بغية تمتين علاقاتها هناك. وأعلن رئيس جهاز قطر للاستثمار الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني، مؤخرا، عن إبرام صفقة جديدة مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي بقيمة ملياري دولار. وجاء الإعلان عن الصفقة خلال لقاء جمع الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني ومستثمرين آخرين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو، حيث قال رئيس جهاز قطر للاستثمار “لقد سبق أن استثمرنا حوالي 500 مليون دولار وأبرمنا صفقة أخرى بقيمة ملياري دولار”، وأشار إلى أن الصندوق القطري يستثمر بالتعاون مع الصندوق الروسي في مطار “سان بطرسبرغ”. وبدوره، أعرب بوتين عن أمله في زيادة التعاون بين الصندوقين الروسي والقطري في مختلف المجالات، وخلال اللقاء الذي حضره أيضا الرئيس التنفيذي لـ”جلينكور” إيفان جالسنبرغ والرئيس التنفيذي لـ”روس نفط” إيجور سيتشن، أكد الرئيس الروسي أن جميع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار خصخصة “روس نفط” ستنفذ بشكل كامل. وأشار إلى أن “روس نفط” مهتمة بتعاون طويل الأمد مع كل من “جلينكور” و”جهاز قطر للاستثمار”. وذكرت مصادر إعلامية روسية أنه إلى جانب هذه الاستثمارات، كان الصندوق القطري قد أبرم في إطار تحالف مع شركة “جلينكور” العملاقة لتجارة السلع الأولية، صفقة مع “روس نفط” في نهاية العام الماضي اشترى بموجبها التحالف حصة في الشركة الروسية بلغت نسبتها 19.5 بالمئة مقابل 10.5 مليار يورو (نحو 11.3 مليار دولار)، ووصفت الصفقة بالأكبر في العام 2016. وترى أوساط خليجية أن الزمن قد تغير ومزاج العالم أصبح حازما في مسألة مكافحة الإرهاب واستئصال جذوره، وأن إجماعا من موسكو إلى واشنطن مرورا بأوروبا (التي شكّل التحقيق البريطاني في أنشطة الجماعة علامة فارقة ومفصلية في هذا المزاج) بات يتطلب بأن يكون التعامل مع كافة تيارات الإسلام السياسي بكلية تامة لا تحتمل استثناء. وتضيف هذه المصادر أن واشنطن تتنبه اليوم للدور القطري، فيما أن دول الخليج ثارت على هذا الدور عام 2014 حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها السياسية مع قطر لمدة 8 أشهر. :: اقرأ أيضاً المغرب يعاود التمركز في قلب أفريقيا عودة المغرب تعيد توزيع الأدوار في المنظمة الأفريقية الجالية الإيرانية في أميركا.. مأزق مصيري بين ولي الفقيه وترامب بطل وادي الذئاب يبرئ نفسه من تهمة المشاركة في التحضير للانقلاب بفيلم 15 يوليو

مشاركة :