في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الأمن الدولى، لبحث قيام إيران باختبار صاروخ باليستى متوسط المدى، فى موقع قرب مدينة "سمنان"، الذى انفجر على مسافة 630 ميلا من المدينة مُنتهكةً بذلك ومُتجاهلةً قرارات مجلس الأمن الدولي ، لم تؤكد طهران أو تنفى قيامها بتلك التجربة، واكتفت بالتأكيد على أن "اختبارات الصواريخ الباليستية ليست جزءًا من الاتفاق النووى، ولن تستخدم أبدًا فى مهاجمة دولة أخرى"، حسبما ورد على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف ، ولكن يبدو أنَّ أول عمل عسكري سيقوم به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، هو الهجوم على إيران وقصف مفاعلاتها النووية وقواعد صواريخها البالستية المثيرة للجدل، وسط خلافات داخل إيران حول كيفية التعامل مع الرئيس الأميركي الجديد خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي ، فقد تحدثت مصادر إيرانية رفيعة عن مخاوف في طهران من قيام ترمب بشن هجوم على إيران وتدمير مواقعها ومنشآتها النووية لإعادة هيبة أميركا . ومن المؤكد أن هناك خوفاً بين المسؤولين الإيرانيين من الرئيس الأميركي القادم الذي تولى مهامه في 20 يناير ، من شن هجمات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية لإعادة بناء صورة أميركا في الشرق الأوسط من جديد ، وسيعمل ترامب والكونغرس الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري على منع إيران من نقض تعهداتها الدولية إزاء الاتفاق النووي أو القيام بأي خطوات استفزازية، ومن المؤكد أن تكون أحد أهداف ترمب هو قصف مفاعل "أراك" الذي يعمل بالماء الثقيل فيما يكون الهدف الثاني القواعد العسكرية للصواريخ الباليستية الإيرانية ، وقد كشف السناتور الأميركي توم كاتن، عن سياسة جديدة سينتهجها كل من الرئيس المنتخب دونالد ترمب والكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون حيال انتهاكات النظام الإيراني، وقال كاتن إن قضايا كتجاوز إيران للحد المسموح به لإنتاج الماء الثقيل خلافا للمتفق عليه وفق الاتفاق النووي، وتطوير غير قانوني للصواريخ الباليستية واحتجاز الرهائن واعتداءات نظام طهران على دول في المنطقة أظهرت بأن هذا النظام كسب امتيازات خاصة بسبب ضعف إدارة أوباما وتخبطها . هذا على جانب من يرى أنَّ تجربة إيران بإطلاق الصاروخ البالستي الأخير هي بالون اختبار لرصد ردة فعل ترمب حيال ذلك ، أما على الجانب المقابل فيرى آخرون أن الصدام بين هرم السلطة فى إيران - الذى يهيمن عليه التيار الدينى المتشدد والحرس الثورى - من جهةٍ والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب من جهةٍ أخرى هيأ مناخاً يسعى فيه التيار المحافظ لاستعادة نفوذه وتحقيق عدة أهداف داخل إيران، منها أهدافه الحزبية ، بعد أن عمل التيار المتشدد على تعزيز حالة العداء النفسى بين الجماهير الإيرانية - التى ستنتخب رئيسًا جديدًا بعد 4 أشهر من الآن - والشيطان الأكبر حسبما تسوّق إيران صورة البيت الأبيض ، ويرى التيار المتشدد، أن وجود إدارة أمريكية تريد تقويض وجود "طهران" ودورها فى المنطقة، يمنحه مبررات لتقديم مرشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليكون فارس المرحلة، ويتصدر المشهد السياسى من جديد، فى محاولة من المتشددين لإزاحة الرئيس المعتدل حسن روحانى من السباق الرئاسى، ومن ثمّ من المشهد السياسى فى البلاد خلال السنوات المقبلة، وفقًا للمتغيرات الدولية . عبدالله الهدلق
مشاركة :