آثار تحكي تاريخ سكان أبوظبي الأوائل في جزيرة مروح وبينونة

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: الخليج برهنت اكتشافات أثرية جديدة في جزيرة مروح وموقع بينونة حول سكان أبوظبي الأوائل عن عمق تاريخي يعود إلى 7500 عام. وبينت الآثار التي تم اكتشافها أن تلك المناطق كانت مأهولة بالسكان وتمكنوا من تطوير مهارات وسلوكيات حياتية متمرسة، وكانوا قادرين على التجارة وسط ظروف صعبة والتأقلم مع العالم المحيط بهم. قال محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: أظهرت هذه المكتشفات أساليب البناء المتقدمة التي اعتمدها سكان هذه المناطق في أبوظبي خلال العصر الحجري الحديث، وتتيح للخبراء والآثاريين معلومات عن تاريخ تطور الإمارة ومعرفة تفاصيل مهمة في حياة سكانها الأوائل. وتدفعنا هذه الاكتشافات المهمة إلى تكثيف جهودنا والاستمرار في عمليات التنقيب وإجراء دراسات مهمة لفهم نمط حياة أسلافنا، وطبيعة أرضنا وتاريخها، وتوفير هذه المعلومات لأجيالنا القادمة. وكشفت التنقيبات الأثرية في جزيرة مروح قبالة سواحل أبوظبي عن واحدة من أولى القرى الحجرية التي تم بناؤها في منطقة الخليج العربي. وركزت عمليات التنقيب التي اكتملت في شهر أكتوبر من العام الماضي، على واحدة من 7 تلال لتكشف عن بناء معماري لثلاث غرف حجرية متصلة. وقال عبدالله خلفان الكعبي، مختص آثار التراث الساحلي في إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: أظهر اختبار الكربون المشع لهذه اللقى الأثرية أن القرية تعود إلى العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 7,500 عام. ويعتبر نمط العمارة هذا فريداً بالنسبة لتلك الفترة، ولم يسبق اكتشافه من قبل في منطقة الجزيرة العربية. وأضاف الكعبي: يشرفني العمل في هذين الموقعين المهمين اللذين يكشفان الكثير من المعلومات عن تاريخ بلادنا العميق. وستوفر المكتشفات التي نعثر عليها اليوم معلومات مهمة مستقبلاً لباقة واسعة من وسائل الإعلام بدءاً من الكتب والأفلام ووصولاً إلى المتاحف والمناهج المدرسية المحلية. ولا يمكن اكتساب هذا النوع من المعارف إلا من خلال التنقيب والدراسة الدقيقة لمثل هذه المواقع الأثرية. وساعدت الاكتشافات الأثرية خبراء الآثار في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على تصور ملامح حياة السكان الأوائل قبل 7,500 عام؛ حيث بينت استخدامهم لأدوات حجرية لصيد الحيوانات مثل الغزلان، وعرفوا أيضاً تربية الماشية. كما أن الكميات الكبيرة من عظام الأسماك وبقر البحر والسلاحف والدلافين كشفت عن فهمهم للبحر واستخدام موارده كمصدر مهم للغذاء. وتم أيضاً اكتشاف حبات خرز صغيرة مصنوعة من الأصداف وناب لسمكة قرش تم ثقبها بعناية كبيرة واستخدامها لغرض الزينة. واستخدم سكان جزيرة مروح أيضاً البحر لغرض التجارة، حيث تم فيها سابقاً اكتشاف جرة خزفية، أظهرت دراستها أنها من منطقة بلاد الرافدين، وقد تم نقل هذه الجرة لمسافة تقارب 1000 كم، لتكون بذلك أحد البراهين الأولى على التجارة البحرية لمسافات طويلة عبر الخليج العربي. وكانت معدلات هطول الأمطار في جزيرة مروح قبل 6 آلاف عام أكثر مما هي عليه اليوم، حيث تغير حال المنطقة لتغدو قاحلةً للغاية. ويعتقد أن هذا كان سبب انتقال سكانها إلى مناطق أخرى. وبعد التخلي عن القرية، استخدم السكان بعض الغرف لدفن أمواتهم؛ حيث تم العثور على هيكلين عظميين في هذه الغرف. وقال أحمد عبدالله الحاج الفكي، خبير الآثار من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: إن هذه الطريقة في دفن الموتى تتشابه مع نظيرتها في مدافن العصر الحجري الأخرى على غرار مدافن جبل البحيص في إمارة الشارقة، وسيقوم خبراء متخصصون بفحص بقايا الهياكل العظمية خلال فترة قصيرة لاكتشاف مزيد من المعلومات حول عمر أصحاب هذه الهياكل وصحتهم. وكشفت عمليات التنقيب الجديدة في بينونة على مسافة 130 كيلومتراً جنوب شرق أبوظبي عن جانب آخر من جوانب الحياة القديمة في الإمارة. حيث تناثرت على سطح صحرائها أجزاء بيضاء اللون لعظام حيوانات يُعتقد أنها بقايا لإبل برية تم اصطيادها قبل 6500 عام. وأظهرت الأبحاث أن الناس كانوا يستدرجون هذه الحيوانات إلى أرض رطبة (الوحل) في بينونة تؤثر على أخفاف الإبل فتغدو غير قادرة على السير. وأضاف الفكي: كان صيد هذه الحيوانات البرية الضخمة يشكل تحدياً كبيرا آنذاك، ولذلك فإن إبطاء سرعة الحيوانات يمنح الصيادين فرصة اصطياد المزيد من الإبل. كما أن اكتشاف رأس رمح مصنوع من حجر الصوان داخل القفص الصدري لأحد الحيوانات يوضح آلية اصطيادها

مشاركة :