برهنت اكتشافات أثرية جديدة في جزيرة مروح وموقع بينونة في أبوظبي، مدى تميز وعراقة حضارة وتاريخ أبوظبي وسكانها الأوائل، إذ بينت عمقاً تاريخياً لها يمتد إلى أكثر من 7 آلاف عام. وكشفت الآثار التي اكتشفت في جزيرة مروح وموقع بينونة، أن تلك المناطق كانت مأهولة بسكان تمكنوا من تطوير مهارات وسلوكيات حياتية متمرسة، وكانوا قادرين على التجارة وسط ظروف صعبة والتأقلم مع العالم المحيط بهم. قرية حجرية وأظهرت التنقيبات الأثرية في جزيرة مروح، واحدة من أولى القرى الحجرية التي بنيت في منطقة الخليج العربي. وركزت عمليات التنقيب التي اكتملت في شهر أكتوبر 2016 ، على واحدة من 7 تلال لتكشف عن بناء معماري لثلاث غرف حجرية متصلة. وقال عبدالله خلفان الكعبي، المتخصص في آثار التراث الساحلي في إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: أظهر اختبار الكربون المشع لهذه اللقى الأثرية، أن القرية تعود إلى العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 7500 عام. تجارة وزراعة ورعي وساعدت الاكتشافات الأثرية خبراء الآثار في الهيئة على تصور ملامح حياة السكان الأوائل قبل أكثر من 7 آلاف عام، حيث بينت استخدامهم لأدوات حجرية لصيد الحيوانات، مثل: الغزلان.. وأثبتت أنهم عرفوا تربية الماشية..وارتياد البحر واستخدام موارده كمصدر مهم للغذاء. 6500 وكشفت عمليات التنقيب الجديدة في بينونة أجزاءً بيضاء اللون لعظام حيوانات يُعتقد أنها بقايا لإبل برية اصطيدت قبل 6500 عام. وأظهرت الأبحاث أن الناس كانوا يستدرجون هذه الحيوانات إلى أرض رطبة، تؤثر على أخفاف الإبل فتغدو غير قادرة على السير. تطور قال محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: أظهرت المكتشفات أساليب البناء المتقدمة التي اعتمدها سكان مناطق أبوظبي خلال العصر الحجري الحديث، وهي تتيح للخبراء والآثاريين معلومات عن تاريخ تطور الإمارة ومعرفة تفاصيل مهمة في حياة سكانها الأوائل. وأضاف: كما تدفعنا لتكثيف جهودنا والاستمرار بعمليات التنقيب وإجراء دراسات مهمة لفهم نمط حياة أسلافنا.