دوبوفوار وقصائد أخرى

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا تعرف كيف يستخرج عباس محمد عمارة من أشلاء الحياة أشلاء معنى. شعرٌ أو، لا شعر، فهذا آخر ما يهم في بيئة لم تنتج ثقافتها إلا الدمار والخراب. وإذ يلوذ عمارة بالفلسفة، فإنه يمطر نصوصه بالأسئلة التي لا جواب لها. إنها نصوص مفكرة. نصوص للتأمل في أشلاء المعاني التي لم يقدم عراق الطغاة والغزاة والطائفيين سواها. لا تنتظر من هذه النصوص متعة، أو ابتهاجا، أو نشوة شعرية عابرة. أنت هنا في عالم مختلف. أنت هنا في عالم تأملات تبحث عن الحقيقة، بطريقتها الخاصة. تضطرب، أحيانا، ولكنها تعود لتجسد علاقة الصدمة مع واقع مصدوم هو الآخر؛ مصدوم بيأسه، من ناحية، وبتوقه للحياة من ناحية أخرى. ولم تكن الفلسفة ملاذا للتحليق بعيدا عن الواقع أو للهروب منه. بالعكس، إنها ملاذٌ للعيش المباشر في رحم المأساة، أو نافذةٌ لتنفس هواء آخر في غمرة الغرق فيها. وشخوص المسرح ليسوا من سلالة قيس ولا ليلى. ولئن كان السيّاب (بدر شاكر) يقول: "عيناك غابتا نخيل"، فإن عمارة يقول: "عيناك بصيرتي". هذا أديبٌ يبحث عن بصيرة يراها في الفلسفة، ويلوذ إليها بحثا عن جواب. إنها نصوص دامية أيضا؛ دامية إلى درجة أنها تطغى على كل وجه من وجوه "القصيدة" التي لفت العراق لعقود، أو ربما لقرون. Image: category: ثقافة وفنون Author: publication date: الخميس, فبراير 2, 2017 - 03:00

مشاركة :