البلوي ينجح في المهمة المستحيلة والوعود السابقة كشفت الحقيقة

  • 7/27/2013
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرا ما يجتمع أعضاء شرف نادي الاتحاد لمناقشة مشاكل النادي والوقوف على خط سيره عن قرب من خلال مناقشة أعضاء مجلس الإدارة وهذا ديدن قديم ربما يكون الاتحاديون هم أول من ابتدعه منذ تأسيسه كأول ناد سعودي منذ ما يزيد على الثمانية عقود، إلا أن الأكيد أيضا أن هذه الاجتماعات لم تخرج ولو لمرة واحدة بحل لمشكلة قائمة سواء كانت مالية أو إدارية أو من أي نوع آخر. نموذج آخر للاجتماعات الاتحادية شهده منزل والد رئيس أعضاء الشرف الدكتور خالد المرزوقي يوم أمس الأول قد يكون المميز فيه هو الأسماء الحاضرة يتقدمهم أحمد فتيحي والرؤساء السابقون طلعت لامي وأحمد مسعود وحسن جمجوم ومنصور البلوي وجمال أبوعمارة ومحمد بن داخل وأعضاء الشرف منير رفه والدكتور مدني رحيمي وعبدالله بكر ورأفت التركي وبالرغم من أن هذا الاجتماع عقد في ظروف صعبة يمر بها النادي وفريق كرة القدم الأول تحديدا بسبب كم الشكاوى المالية المقدمة لدى لجنة الاحتراف والتي تمنع الفريق من تسجيل اللاعبين المحليين والأجانب وكذلك تهديد مشاركته الآسيوية في حال عدم قدرته على السداد واستخراج الرخصة الآسيوية إلا أن العادة الاتحادية استمرت كما هي فالمجتمعون لم يقدموا أي دعم مالي للإدارة الحالية برئاسة محمد فايز ونائبه المثير للجدل عادل جمجوم. ومرة أخرى يقع شرفيو الاتحاد في نفس الخطأ الذي وقعوا فيه سابقا وكأنهم لا يتعلمون من أخطائهم أو أن نادي الاتحاد بالنسبة لهم هو حقل تجارب لا مشكلة في أن يتم التجربة عليه مرة تلو الأخرى دون مراعاة لوضعه الحالي الذي وصل فيه إلى مرحلة الاحتضار. القرار الوحيد الذي طلع به المجتمعون هو إسناد مهمة حل مشكلة الديون العالقة على النادي لعضو الشرف منصور البلوي بعد أن تم تشكيل لجنة لهذا الأمر برئاسته وعضوية كل من عبدالرزاق خميس ولؤي قزاز وسمير باجنيد وذلك بعد أن تعهد البلوي للحاضرين أن بإمكانه القيام بتلكم المهمة والتفاوض مع الدائنين سواء كانوا وكلاء لاعبين أو اللاعبين أنفسهم وجدولة المبالغ وتقسيطها وفق مراحل زمنية متفاوتة وتقديم ضمانات لهم تكفل حصولهم على حقوقهم إلا أن المأزق ظهر جلياً عندما وضع البلوي شرطاً على المجتمعين يطالبهم فيه بتوفير مبلغ 5 ملايين ريال إضافة إلى نفس المبلغ تقوم شركة صلة بإيداعه في حساب هيئة أعضاء الشرف يمثل مقدم عقد الرعاية الفرعي الذي وقعته مع الإدارة ليصبح الإجمالي 10 ملايين ريال من أصل الديون البالغة قرابة الـ50 مليون ريال وترك بقية المهمة له. ولا شك أن اضطلاع البلوي بهذه المهمة التي قد تكون مستحيلة وضعه في موقف صعب جدا إلا إذا كان يمتلك عصا سحرية تساعده على هذا الأمر والذي ينتظر أن يبدأ فيه بشقيقه وكيل التعاقدات سلطان البلوي الذي يدين له نادي الاتحاد وحده بـ11 مليون ريال منها في هذا الموسم أربعة ملايين هي حصته من عقدي اللاعبين أحمد الفريدي ومختار فلاته وبقية المبلغ المتأخر منذ عهد إدارة اللواء محمد بن داخل وإقناعه بسحب شكواه من لجنة الاحتراف قبل أن ينطلق في باقي أجزاء المهمة المتوزعة على لاعبي الفريق الأول المحليين والأجانب ووكلائهم ومقدمات عقودهم المتأخرة ومرتباتهم المتراكمة وحصص وكلائهم من قيمة توقيع عقودهم. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يقدم منصور البلوي مبلغ الخمسة ملايين ريال خلال اجتماع أعضاء الشرف ويطلب من الحاضرين التبرع مثله ليضعهم على المحك ويحرجهم أمام جماهير النادي؟ ثم كيف يقبل أعضاء الشرف ومعهم مجلس الإدارة بمثل تلك الوعود برغم عدم النجاح في تجارب سابقة حينما تكفل البلوي نفسه بإحضار شركة راعية تخلف الشريك الاستراتيجي stc وأن تكون قيمة العقد كفيلة بإنهاء كافة المشاكل المالية التي يعاني منها وتريحه من عناء الاعتماد على الدعم المالي من أعضاء الشرف وهو الأمر الذي لم يحدث إضافة إلى وعود سابقة بإحضار لاعب للفريق الأول لكرة القدم يكون حديث القاصي والداني في الوسط الرياضي وهو الأمر الذي أيضا لم يحدث. ويبدو من خلال قراءة المشهد الاتحادي الحالي أن شرفيي الاتحاد ومجلس الإدارة معهم لا يزالون يعتبرون النادي حقلاً للتجارب من خلال منح البعض فرصاً متلاحقة للظهور دون تقديم حلول ناجعة، ولكن الاستغراب قد يزول جزئيا إذا ما علمنا أن المجتمعين لم يقدموا مبلغ الخمسة ملايين ريال بل إنهم لم يقدموا حتى خمس هذا الرقم وبالتالي فإنهم قد كشفوا بذلك عدم وجود النية الصادقة منهم في إنقاذ النادي من جهة ومن جهة أخرى فقد منحوا منصور البلوي العذر مبكرا في حال فشله في مهمته فهم لم يستطيعوا توفير المبلغ الذي طلبه منهم لكي ينهي أزمة الديون. بقي أن نذكر أن دخول البلوي إلى الاجتماع الذي عقد مؤخراً هو كسر لجمود المياه الراكدة بينه وبين مستضيف الاجتماع كونهما يعيشان على طرفي نقيض . كما أن الأسماء التي حضرت الاجتماع فيهم من غاب عن المشهد الاتحادي منذ سنوات وفي مقدمتهم حسن جمجوم وجمال أبوعمارة وعبدالله بكر وهو أمر يحسب للمرزوقي كونه استطاع أن يستقطبهم لحضور الاجتماع بالرغم من سلبية النتائج التي ظهر بها كون معظم الحاضرين تفرغوا لنقاش الإدارة حول سياستها الاعلامية وتحديدا المحامي عادل جمجوم وعن سبب بيع عقد اللاعب نايف هزازي متناسين أن الوقت يداهمهم ولم يعد هناك وقت لمثل هذه النقاشات التي انتهت ولن يجدي الحديث عنها حاليا. وأخيرا فإن الجماهير الاتحادية لن تغفر للشرفيين الحاليين وفي مقدمهم منصور البلوي لو جاء يوم الـ22 من رمضان الجاري وهم لم يتمكنوا من حل معضلة الديون ولم يتمكن النادي من تسجيل اللاعبين وخوض منافسات دوري جميل بالشكل الذي يليق بسمعة الاتحاد ومن حمل الشرفيين على الأعناق في يوم ما هم أنفسهم الذين سيطلقون صيحات الاستهجان في أول مباراة رسمية للفريق في الموسم المقبل.

مشاركة :