نذر مواجهة عسكرية بين سوريا وتركيا قرب الباب

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - قال الجيش السوري الخميس إن تقدمه في الآونة الأخيرة أمام تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي مجرد نقطة بداية لمزيد من العمليات لطرد مقاتلي التنظيم وتوسيع هيمنة القوات الحكومة في المنطقة في تحذير مستتر لتركيا التي تدعم حملة عسكرية منفصلة في شمال سوريا. وتمكنت قوات الحكومة السورية من دفع الدولة الإسلامية للتقهقر سريعا في الأسبوعين الماضيين لتصبح على بعد ستة كيلومترات من مدينة الباب التي يقاتل المتشددون للاحتفاظ بها. ويخاطر تقدم الجيش بإثارة مواجهة مع تركيا التي أرسلت دبابات وطائرات عبر الحدود لدعم مقاتلين من المعارضة السورية يحاربون الدولة الإسلامية بصورة منفصلة ويحاولون أيضا السيطرة على الباب. ويهدف الهجوم الذي شنته أنقرة العام الماضي إلى طرد الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين بعيدا عن حدودها إذ تعتبر الجماعتين مصدر تهديد لأمنها. وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تمكنت خلال عمليتها العسكرية الواسعة ضد تنظيم داعش الإرهابي من تحرير أكثر من 32 بلدة ومزرعة بمساحة إجمالية بحدود 250 كيلومترا مربعا شمال شرق حلب" إضافة إلى 16 كيلومترا من الطريق السريع الذي يربط حلب بالباب الواقعة إلى شمالها الشرقي. وأضافت "إن الإنجاز خلال العملية العسكرية في ريف حلب الشرقي يوسع دائرة الأمان حول مدينة حلب ويشكل منطلقا لتطوير العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وتوسيع مناطق سيطرة الجيش العربي السوري والتحكم بطرق المواصلات التي تربط المنطقة الشمالية بالمنطقة الشرقية." وأضاف البيان إن الجيش يؤكد التزامه بحماية المدنيين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا في تصريحات موجهة على ما يبدو إلى تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم التركي دفع مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم -والذين حارب بعضهم ضد الرئيس بشار الأسد أيضا في حلب- إلى أطراف مدينة الباب. ورفضت أنقرة الأسبوع الماضي فكرة تسليم الباب للأسد بعد طرد الدولة الإسلامية منها. وقال مصدر في التحالف العسكري الذي يقاتل في صف الأسد الأربعاء إن الجيش السوري يهدف إلى الوصول إلى الباب ومستعد "بالتأكيد للاشتباك مع الجيش السوري الحر" الذي يقاتل إلى جانب الجيش التركي إذا لزم الأمر. بيد أن المصدر وهو غير سوري قال إن الهدف الأساسي هو إحباط الطموحات التركية "وامتلاك ورقة قوية في لعبة ذلك المحور"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء وبدأت تركيا حملتها في سوريا التي تعرف باسم "درع الفرات" من أجل تأمين حدودها مع الدولة الإسلامية ووقف تقدم قوات حماية الشعب الكردية السورية. ولم تعد مساعدة المعارضة للإطاحة بالأسد أولوية بالنسبة لأنقرة. فحملة درع الفرات أقامت منطقة عازلة فعالة تسيطر عليها جماعات معارضة تساندها تركيا مما عرقل خطط وحدات حماية الشعب الكردية لربط المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق وشمال غرب سوريا. وتقاتل وحدات حماية الشعب الكردية - المدعومة من الولايات المتحدة - بصورة منفصلة الدولة الإسلامية وتسبب دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد في توترات مع تركيا. وتقع الباب على بعد 40 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من حلب حيث هزم الأسد المعارضة المسلحة في ديسمبر كانون الأول في أكبر انتصار له في الحرب. وكان الأسد قد تعهد باستعادة سوريا بالكامل بيد أن مناطق كبيرة خارجة عن نطاق سيطرته في وقت لا يزال يعتمد فيه بشدة على الدعم العسكري من حلفائه الأجانب. وتقول تركيا إن التقدم الذي حققته فصائل المعارضة المتحالفة معها في الباب أبطأته جهود لتجنب إيقاع ضحايا مدنيين. بيد أن المرصد ينحي باللائمة على القصف التركي في وقوع خسائر بشرية كبيرة. وتوقع إردوغان في نوفمبر تشرين الثاني أن تسقط الباب سريعا وقال الأسبوع الماضي إن الدولة الإسلامية تكبدت "خسائر كبيرة في الدماء" هناك. وأضاف "يجب أن ننجز المهمة في الباب سريعا وألا نذهب لمسافة أبعد. الجهود تسير في هذا الاتجاه." وكبدت المقاومة الضارية للدولة الإسلامية بما في ذلك الهجمات بسيارات ملغومة القوات التركية خسائر فادحة. فقد قتل خمسة وأصيب تسعة يوم 20 يناير كانون الثاني قرب المدينة. وقتل جندي تركي آخر يوم الأحد. وقال مسؤول أمني تركي كبير إن الحملة لا تسير ببطء ولكن وفق الخطة الموضوعة لها. وأضاف المسؤول "الظروف تتغير كلما توغلنا." وأضاف "لسنا في عجلة من أمرنا في الباب. هناك ظروف عديدة علينا التفكير فيها مثل الطقس وحقيقة أن هذه تضاريس جديدة على قواتنا. نفضل أن تمضي ببطء لكن بقوة وبحد أدنى من الخسائر".

مشاركة :