استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الخميس، وركزت محادثاتهما على التطورات في سوريا والعراق وبحر إيجه والتعاون في مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين، حسب ما قال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي مشترك. وصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس إلى تركيا في أول زيارة لها منذ محاولة الانقلاب في تموز/يوليو، في إطار من التوتر الشديد بين برلين وأنقرة، الشريكة الأساسية للاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة. وأعلنت ميركل الخميس أنها عبرت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقها إزاء حرية التعبير في تركيا، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة. وقالت ميركل أن فصل السلطات وحرية التعبير يجب أن يكونا مضمونين في التعديل الدستوري الذي يريده أردوغان ويفترض أن يعرض على إستفتاء في نيسان/أبريل، مضيفة أنها عبرت أيضا عن قلقها إزاء وضع حرية الصحافة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك إن محادثاتهما ركزت في الأساس على التطورات في سوريا والعراق وبحر إيجه. وأضاف أردوغان إنهما بحثا خلال اجتماعهما في أنقرة التعاون في مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين والخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها في الأزمة السورية. وأثارت حملة التطهير الواسعة النطاق التي تلت محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلقا شديدا في أوروبا، ما أدى إلى تراجع العلاقات بين ألمانيا وتركيا، الركيزتين الأساسيتين في الحلف الأطلسي. وستلتقي ميركل رئيس الحكومة بن علي يلديريم قبل أن تجتمع بممثلين عن أحزاب معارضة. وجاء في بيان صادر عن رئيس الوزراء التركي أن محادثات ميركل مع القادة الأتراك ستشمل الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول الهجرة ومكافحة الإرهاب وملف قبرص والعلاقات التركية-الأوروبية. ودعا المسؤولون الألمان السلطات التركية مرارا إلى احترام دولة القانون، في وقت سجن فيه أكثر من 43 ألف شخص في تركيا، وفصل أو أوقف عن العمل أكثر من 100 ألف شخص منذ 15 تموز/يولو. من جانبها، تتهم تركيا ألمانيا بإيواء إرهابيين، وتؤكد أن برلين ترفض تسليم مشتبه بتورطهم في الانقلاب الفاشل وأعضاء في منظمات تحظرها أنقرة مثل حزب العمال الكردستاني أو مجموعات من اليسار المتطرف. وصرح نائب رئيس الوزراء التركي ويسي كايناك أن ألمانيا بلد شرع أبوابه أمام كل الإرهابيين الذين يثيرون المشاكل لتركيا. وأشارت وسائل الإعلام الألمانية الأسبوع الماضي إلى أن 40 عسكريا تركيا من قوات الحلف الأطلسي تقدموا بطلب لجوء لدى السلطات الألمانية. وحثت أنقرة برلين على التفكير مليا ورفض الطلب. وقال وزير الدفاع التركي الأحد، أن على ألمانيا أن ترفض طلبات اللجوء التي قدمها 40 جنديا تركيا تابعين لحلف شمال الأطلسي. وبحسب معلومات صحافية، فإن البلدين يختلفان أيضا على تقاسم صور مراقبة جمعتها في سوريا طائرات ألمانية أقلعت من قاعدة أنجرليك التركية. وترفض برلين إطلاع أنقرة بشكل كامل على هذه المعطيات. أسباب تدعو للقلق وتأتي الزيارة قبل أشهر على انتخابات مهمة في ألمانيا واستفتاء في تركيا ينظم على الأرجح في نيسان/أبريل المقبل حول تعديل دستوري يعزز سلطات أردوغان. أما ميركل، فأمامها استحقاق انتخابي في أيلول/سبتمبر ستطغى فيه مسألة الهجرة والعلاقات مع أنقرة، إذ يعيش في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين من أصل تركي. من مواضيع التوتر الأخرى، الصحافي التركي الشهير جان دوندار الذي فر من تركيا حيث يواجه إمكان الحكم عليه بالسجن، ويقيم في ألمانيا حيث أطلق للتو موقعا إعلاميا جديدا ينتقد فيه السلطات التركية. ودعي دوندار إلى حفل استقبال في وزارة العدل الألمانية الأسبوع الماضي ما أثار غضب أنقرة. وهذه المرة الثالثة التي تزور فيها ميركل تركيا منذ وقع الاتحاد الأوروبي وأنقرة اتفاقا في 18 آذار/مارس أتاح الحد بشكل جذري من عدد الوافدين إلى أوروبا من السواحل التركية. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 02/02/2017
مشاركة :