الشريم: وسائل التواصل الاجتماعي خلطت “الزين بالشين”

  • 2/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خصص إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم جزءاً كبيراً من خطبة الجمعة اليوم للحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشار إلى أنها أفرزت ممارسات غريبة من اللامبالاة بالآداب والأعراف وخلط الزين بالشين ورفع الكلفة المحمودة. وقال: إن من نعم الله علينا نعمة المال ونعم في المعيشة ونعم في مواكبة الوسائل الحديثة التي قربت البعيد وقصرت الزمن، تجد من في المشرق يسمع سلامًا من في المغرب، ليس بين نطق ذاك وسماع هذا سوى لحظات يسيرة، إنه لواقع عجيب لو قص على آبائنا وأجدادنا لعدوه ضربا من ضروب الخيال أو حديث سمر الليل. وبيّن الشيخ الشريم أن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت ممارسات غريبة من اللامبالاة بالآداب والأعراف وخلط الزين بالشين ورفع الكلفة المحمودة حتى أصبحت أنامل المرء هي صورة فكره أكثر من عقله ولسانه، لأن الذي يواجه هذه الوسائل يواجهها في جميع أحواله وفي خلواته منفرداً ومثل ذلكم حري بأن يعزل صاحبه عن عظم مآلات الكلمة وما يدفع ذلك من مغبات خطرة. وأوضح أن سهولة الوصول إلى هذه الوسائل وسهولة استعمالها قد أفرزت غيابا لهيبة الكلمة وعدم استشعار عظمتها وخطورتها حتى إنها أصبحت لدى كثير من الناس في مقام حديث النفس لا زمام له ولا خطاب ولقد أزالت هذه القفزة كثيراً من التحفظات والحواجز التي لا يستطيع أحد أن ينطق بها بين شفتيه في مجلس ما لكن يمكن أن تجرؤ عليها أنامله من خلال لمسه للوحة المفاتيح الرقمية لتصبح تلك اللمسة أسرع من أعمال الفكر وأكثر شغلاً لصاحبها من محادثة من هو بجانبه، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كره لأمته القيل والقال فماذا عسانا أن نرى في وسائل التواصل. وأكد فضيلته أن بعض الناس ليتوهم أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل طريقاً معبدا للثقافة لا ترى فيه عوجا، في حين أن الأمر خلاف ذلك تماماً لأننا نكابد في زمننا هذا واقعا متسارع الخطى تتدفق إلينا معلوماته تدفقا شديداً عبر هذه الوسائل مما يؤكد اليقظة والحذر لما يمكن أخذه من بين سطورها وما يجب رفضه وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام بالتروي في صحة المعلومة أو عدمها خوفاً من الإشاعة التي ستكون أقوى بمراحل من القدرة على تمحيصها ويصبح الاستعداد لقبولها أكبر من نفيها أو الرد عليها.

مشاركة :