استطاع الكاتب الصحفي، مؤمن المحمدي، خلال كتابه أن يقدم بانوراما لتاريخ مصر المعاصر، بجوانبه المختلفة والمتعددة اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، من خلال رصده الشيق لمائة أغنية مصرية، بداية من النصف الأول من القرن العشرين وحتى الآن. هكذا تحدث الحضور بندوة مناقشة كتاب "كل العواطف"، ضمن فاعليات "كاتب وكتاب"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي شارك فيها الناقد، سيد الوكيل، والكاتب الصحفي، محمد عبدالرحمن. سيد الوكيل قال: إن الكتاب ذو طبيعة تفاؤلية، وأن الأغنية المصرية عبر تطورها ارتبطت بالوسيط الذي ينقلها، بداية من "الجرامفون"، وامتلاك الطبقة الأرستقراطية لمتعة سماع الأغنية دون غيرهم، مرورًا بظهور اختراع الإذاعة المصرية وإمكانية الطبقة المتوسطة شراء جهاز راديو تقتنيه في المنزل، ثم التحول الرهيب بظهور واختراع شريط الكاسيت، الذي من خلال كان الجميع يستطيع بعدة جنيهات أن يتسمع لأحدث أغاني عمر دياب أو محمد منير أو غيرهم، وصولًا إلى ظاهرة أوكا وأورتيجا والتي ظهرت مع الأفراح التي تقام في الشوارع بالمناطق الشعبية. أضاف الوكيل: الكتاب أظهر أعلام الموسيقين الذين طوروا الأغنية المصرية منذ الأربعينيات وحتى الثمانينيات، من أمثال بليغ حمدي وكمال الطويل ومحمد الموجي وغيرهم من الأفذاذ، ويكفي أن نعرف أن الأغنية الأشهر لمحمد رشدي "عدوية"، كتبها حلاق بسيط يدعى، حسن أبو عتمان، ولإيمان بليغ حمدي بموهبة حسن أبوعتمان لحنها، وأصبحت منأجمل ألحانه. واستطرد قائلًا: الكتاب شديد الأهمية بتوثيق ودراسة تطور الأغنية المصرية وجمالياتها، خاصة وأن ثقافتنا العربية تعتمد إلى حد كبير على السمعية والشفاهية. وعن الأسباب التي دفعت المؤلف "مؤمن المحمدي" لكتابة هذا الكتاب يقول: ليست هناك حقيقة مطلقة، حتى في مجال البحث العلمي المعتمد بالضرورة على علم الوثائق والمستندات وغيرها لن يعطيك الحقيقة كاملة، وبالتالي ماقمت به في هذا الكتاب هو سرد لحكايات تاريخية مرتبطة بأغاني فترة اقتصادية واجتماعية بتاريخ مصر، هنا أنا لا أصدق تلك الحكاية ولا أنفيها ولكن سردها أمر ضروري لمن يريد أن يعرف جزءًا من تاريخ مصر. وعن لجوء المؤلف للكتابة باللغة العامية في معظم كتاباته، يقول مؤمن: باعتباري مصري فلغتي الأولى هي العامية المصرية ولازلت لدي قناعات بأن اللغة العربية الفصحى هي لغة وافدة جاءت إلينا، أما اللغة العامية المصرية فهى لغة المصريين والتي أريد أن أكتب بها حتى وفاتي، أو حتى يتغير رأيي، وهي لغة بسيطة تصل إلى الجمهور دون تعقيدات لغوية، فتوضح الفكرة وتحقق الهدف من الكتاب.
مشاركة :