زبدة الهرج: فضائحهم... وفضائحنا

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

لو نظرنا إلى خريطة العلاقات النسائية لبعض رؤساء الولايات المتحدة الأميركية لوجدناها متشعبة التضاريس، ومتقلبة الأجواء ولا تحتاج إلى مذيع النشرة الجوية ليشرح لنا حالها، بل هي واضحة للعيان ولا ينقصها سوى "فرقة حسب الله" لتكمل الأفراح والليالي الملاح، غير أن المفارقة إزاء تلك المغامرات العاطفية وغرابتها تكمن في موقف زوجات الرؤساء، خذ عندك مثلاً: الرئيس الراحل جون كيندي ارتبط بعلاقات نسائية عديدة، ومن أشهرها كانت علاقته بممثلة الإغراء مارلين مونرو، ومع ذلك لم "تشرشحه" زوجته جاكلين في المحاكم، بل صبرت وتصابرت، ودعت عليه الدعاء المصري المشهور "داهية تاخذك وقبر لما يلمك"، وفعلاً قضى نحبه بطلق ناري على يد المتطرف الإرهابي غير الإسلامي أوسولد عام 1963 في شوارع دالاس. وكلنا يتذكر فضيحة الرئيس بيل كلينتون مع موظفة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي التي كادت تعصف به وتكلفه منصبه، وتخرجه من الباب الخلفي للبيت الأبيض، إلا أن زوجته هيلاري لم تأخذ ابنتها الوحيدة تشيلسي و"تشيل قشها" وتغادر إلى بيت "أبوها" "وتردح" على أبواب المحاكم، لترفع قضية بالشق المستعجل وتطالبه بالطلاق ونفقة أولاد وخدامة وسائق وقائمة طويلة لا ينقصها سوى طلب الإعدام بحق زوجها، ومع هذا تحملت هيلاري الصدمة، وقالت "برضك أبوعيالي وعشرة عمر والعشرة ما تهونش إلا على أولاد الحرام"، وفي المقابل بيل كلينتون لم ينس فعل زوجته المحترمة، فأراد أن يكفر عما اقترفته يداه من ذنب، فكان الداعم الرئيسي لها في سباق الانتخابات الرئاسية التي مضت. أما الرئيس الحالي دونالد ترامب، وقبل أن ينصب رئيساً للولايات المتحدة، فكان "يخر فضايح" من كل حدب وصوب، وتكاد لا تخلو حارة من حارات نيويورك إلا وتسقط فضيحة نسائية من بين يديه ومن خلفه، ومع ذلك تقول زوجته ميلانيا، وهي تبتسم إن ما يتعرض له "ترمبوني" إشاعات تريد النيل من سمعته. إن ما نشاهده ونسمعه من ارتفاع نسبة الطلاق في الكويت بات مخيفاً جداً، حيث تعج المحاكم بقضايا الطلاق لأقل الأسباب، بل أحياناً لأسباب تافهة لا ترقى إلى مستوى الخصام والحرب الطاحنة الدائرة بالمحاكم، ومقارنة بما ذكرت فإن المشاكل الأسرية لا تقتصر على رئيس أو إنسان بسيط، لكن ثقافة كيفية إدارة المشكلة عند حدوثها بين الزوجين هي التي تختلف من فرد لآخر. قد تجد زوجين يديران المشكلة على طريقة لعب فريق "برشلونة" سهلة، ممتعة، انسيابية من أجل الوصول إلى هدف واحد، وهو التغلب على المشكلة مهما كانت صعوبتها، ومن الضفة الأخرى ترى زوجين على نقيضين، حيث تكون طريقة تعاطيهما مع المشكلة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، عقيمة وأنانية والكل راكب راسه. في اعتقادي المتواضع أن الأهل تقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى، حيث تخرج الفتاة من بيت ذويها إلى عِش الزوجية، وقد لا تعرف أبسط أبجديات حقوق الزوج. ومقولة "أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته" تكاد تكون الحل البسيط والسهل، لكن أغلب "بناتنا" منعمات ومدلعات واتكاليات ولا يعرفن الطبخ واعتمادهن على الخدم والمطاعم من الأسباب الرئيسيّة لمشاكل الطلاق، غير أن ذلك لا يعني أننا نمنح الرجل صك الغفران وأنه "غلبان"، بل هو شريك رئيسي ويملك زمام أمور الحل والعقد، كما أن بعض الرجال حاد الطبع، صعب المراس ولا يعجبه العجب، يعني "راسه بألف جزمه قديمة... إلا يمشي كلامه، مما يزيد المشكلة تعقيداً. ثم أما بعد: يجب على الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام أن تعمل جاهدة للتدخل السريع عبر برامج تثقيفية تربوية تعليمية عن كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية للمحافظة على كيان الأسرة من التفكك. وإن الأموال التي صرفت على برامج لا تسمن ولا تغني من جوع "كالطبخ وبعض المسلسلات الهابطة"، الأحق بها توعية الشباب المقبلين على الزواج.

مشاركة :