منذ فجر التاريخ، وقبل اكتشاف العقاقير الصيدلانية المتعارف عليها حالياً، أدرك الإنسان أن هناك أغذية كثيرة تنطوي على مناجم استشفائية مفيدة جداً سواء للوقاية من الأمراض أو لمعالجتها. وهذه الزاوية تسلط الضوء على بعض «الكنوز» الكامنة في تلك «المناجم». البروتين هو من أهم العناصر الغذائية إن لم يكن أهمها على الإطلاق، فهو بمثابة الوقود الذي يغذي جسمك كي يبني الأنسجة والخلايا السليمة، علاوة على أنه يلعب دورا أساسيا في تسيير وظائف حيوية، بما في ذلك الوظائف الخاصة ببناء الجلد، والشعر، وإنزيمات الجهاز الهضمي، والجهاز المناعي، والمخ. كما تدخل البروتينات في تركيب الدم والأجسام المضادة المهمة، إلى جانب أنها تسهم في وظائف أخرى حيوية من بينها السيطرة على مستويات السكر في الدم، وشفاء الجروح ومكافحة البكتيريا. ولأن أجسامنا تستهلك البروتين بشكل مستمر، فإنه يجب تعويضه يوميا بكميات كافية. أعراض وأضرار نقصه عندما يعاني الجسم من نقص البروتين، تنشأ أعراض وأضرار عدة، نذكر من بينها ما يلي: • اضطراب الجهاز الهضمي: تعتمد العديد من وظائف الهضم والتمثيل الغذائي على كمية البروتين، لذا فإن نقصه يؤثر سلبيا على أداء عضلات الجهاز الهضمي، وبالتالي على كفاءة عملية الهضم بشكل عام. • آلام العضلات والعظام والمفاصل: نقص البروتين في نظامك الغذائي يمكن أن يؤدي إلى إضعاف أو ضمور العضلات، وهو الأمر الذي تنجم عنه آلاب مصاحبة في العظام والمفاصل. • الأرق ونقص التركيز: يلعب البروتين دورا مهما جدا في ضبط مستويات السكر في الدم، ما يساعدك على النوم بشكل مستقر وغير متقطع. وبالتالي فنقص البروتين يثير الأرق وتراجع القدرة على التركيز. • مشاكل زيادة الوزن: فالأطعمة الغنية بالبروتين تمنح الشعور بالشبع أسرع ولفترات أطول مقارنةً بالكربوهيدرات أو الدهون، وهذا يجعلها تساعد على منع الإفراط في تناول الطعام فتكون النتيجة عدم زيادة الوزن. • ارتفاع كولسترول الدم: إذا كنت تميل إلى الإكثار من الدهون والكربوهيدرات المكررة على حساب البروتينات، فإن هذا يؤدي تدريجيا إلى زيادة مستوى الكولسترول في دمك، إذ أن كبدك لا يستطيع التخلص من كل الدهون بكفاءة. • تقلبات الحالة المزاجية: البروتينات تساعد المخ على تكوين هورمونات تسهم في تحسين الحالة المزاجية، بما في ذلك الدوبامين والسيروتونين، لذا فنقص البروتين يجعل الحالة المزاجية تسوء. • اضطراب الدورة الشهرية: فالأغذية منخفضة البروتين والغنية بالسكريات والكربوهيدرات تسهم في مقاومة الأنسولين، وزيادة الالتهابات، وهي الأمور التي تتسبب في اختلال التوازن الدقيق للهرمونات الأنثوية، بما في ذلك هورموني الاستروجين والبروجيسترون اللازمان لانتظام الدورة الشهرية. • ضعف العظام: لأن البروتين مهم جدا لامتصاص الكالسيوم وبناء العظام، فإن نقصه يمكن أن يؤدي إلى ضعف العظام، بل وحتى هشاشتها. أهم مصادر البروتين • الأجبان والألبان. • بيض الدجاج (لكن يستحسن التقليل من الصفار لارتفاع نسبة الكولسترول فيه). • اللحوم والأسماك والأكلات البحرية. • الدجاج العادي والرومي (التيركي). • الفوليات والبقوليات والمكسرات (ولا سيما الفستق). • حبوب الصويا (ولا سيما بروتين فول الصويا المفصول الذي يحوي الصوديوم أو البوتاسيوم). تجدر الإشارة إلى أنَه كل نوع من البروتينات يتفاوت في سرعة قابليته للهضم. وتغذويا، هناك مقياس يعرف بـ «الحمض الأميني المصحح لقابلية هضم البروتين» وهو يقيس مستوى جودة كل بروتين في ضوء مدى احتياجات الشخص لكل حمض أميني.
مشاركة :